عين جلالة الملك أول أمس الإثنين سعيد إبراهيمي مديرا عاما للشركة التي ستشرف على تهيئة وتدبير المركز المالي للدار البيضاء، وهو الرجل الذي كان يشغل إلى حدود لحظة هذا التعيين منصب الخازن العام للمملكة.وأصدر جلالة الملك بهذه المناسبة توجيهاته إلى سعيد إبراهيمي، لتمكين المركز المالي المقبل من التجهيزات الأساسية للنهوض بهذا المشروع وضمان استمراريته, وذلك اعتبارا لكونه يتطلب، بالنظر إلى بعده الدولي، تدابير خاصة كفيلة بضمان جاذبيته للمستثمرين، كما من شأنه أن يساهم في تموقع الدارالبيضاء كمركز مالي دولي له القدرة على مضاعفة إمكانات تنميتها وتحديثها والحفاظ على رصيدها الاقتصادي ومكانتها كعاصمة إقليمية كبرى . كما شدد جلالته على ضرورة إدراج هذا المشروع ضمن نظرة شمولية مع الأخذ بعين الاعتبار جميع مكوناته من حيث الهندسة المناسبة والتصور الحضري وتحسين البنيات التحتية وإنجاز التجهيزات والملاءمة القانونية وتكوين الموارد البشرية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الجديرة بمركز مالي دولي من هذا الحجم . وهمت التوجيهات الملكية بهذا الخصوص, ضرورة مواكبة هذا المشروع من خلال عمليات تحسين محيطه, لاسيما عبر مراجعة أبعاد البنيات التحتية للنقل وطرق السير, وذلك من أجل ضمان ربط منطقة أنفا، حيث سيتم إنجاز المركز المالي على مساحة 100 هكتار بالمدينة أو بالمطار الدولي محمد الخامس .وبخصوص تشجيع الاستثمار, يتعين استفادة المركز المالي من إجراءات مواكبة في مجال التكوين والتشغيل وكذا من ترسانة قانونية جذابة كفيلة بتعزيز تنافسية الدارالبيضاء على الصعيدين الإقليمي والدولي . ومن جهته، أبرز صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية في تصريح صحفي على هامش هذا التعيين، أن مشروع المركز المالي للدار البيضاء سيفتح آفاقا واعدة للمغرب في مجال جلب رؤوس الأموال وتطوير مهن جديدة ومواكبة الوتيرة المتسارعة لاستقطاب الاستثمارات العمومية والخاصة. وأضاف مزوار أن مشروع تحويل الدارالبيضاء إلى قطب مالي يندرج في إطار الاستراتيجيات القطاعية التي يطورها المغرب, والتي تهدف إلى تقوية تموقع المغرب على الصعيدين الجهوي والقاري.وشدد الوزير على أن الشركة التي ستشرف على تهيئة وتدبير هذا المركز, ستسهر على تطبيق وتفعيل الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي يعكس حرص المغرب على تحقيق الأهداف التنموية المرتبطة بالمجال الاقتصادي. كما أكد سعيد إبراهيمي المدير العام المعين على رأس هذه الشركة، أن هذا المركز سيعطي دفعة كبيرة للاقتصاد الوطني في ما يتعلق بالناتج الداخلي الخام وخلق فرص الشغل ونسبة النمو، موضحا أن هذا المركز, الذي يندرج مشروعه في إطار استراتيجية المشاريع الكبرى، سيقوم بمواكبة المستثمرين عند وضع سجلهم في الدارالبيضاء، كما سيمكن من جلب الاستثمارات الخارجية الكبرى, والمساعدة على مسايرة التحولات الاقتصادية العالمية. وأضاف أن المركز سيكون المخاطب الرسمي للمستثمرين الذين يتم استقطابهم للاستثمار في المغرب, وكذلك مخاطبا بالنسبة لجميع الأطراف المعنية التي يتعين أن تكون عضوا في هذا المشروع الكبير والهام, باعتبار أن له ارتباطا بعدة وزارات, كالاقتصاد والمالية, والعدل والداخلية والتجهيز والنقل.ويشار إلى أنه بالتزامن مع تعيين محمد إبراهيمي مديرا عاما للشركة التي ستشرف على تهيئة وتدبير المركز المالي للدار البيضاء، أقدم جلالته على تنصيب المدير العام الحالي للضرائب نور الدين بنسودة خازنا عاما جديدا للمملكة .