»أنا باقي فالمعركة…. هاد الشي ديال انسحاب ما كينش»، هي ذي الكلمات التي قالها لنا لحسن حداد قبيل ساعتين عن إعلانه الانسحاب من سباق الترشح للأمانة العامة ،أول أمس الثلاثاء، ماالذي وقع في هاتين الساعتين إذا كان لحسن حداد صادقا في تصريحه للجريدة، أم أن «التلفة» كانت قوية على الرجل الذي تعرض لوابل من الضغط لم يكن مؤهلا لمواجهته؟، أم أن الرجل بالفعل رتب كل شيء ليلا مع الأمين العام الحالي امحند العنصر، وكان ينوي خلق الحدث في حينه؟. عديد التساؤلات التي يرتبط جزء منها بالمسؤولية والمصداقية انتقلت إلى صفوف الداعمين له في سباق الترشح الذي أعلنه بحماس واختار له خطابا مغريا لتتبع مشهد ديمقراطي في حزب كان يعبر هذه المحطات في هدوء التوافقات بعيدا عن سخونة الصراع الانتخابي والتنافس الديمقراطي. العديد من أعضاء المجلس الوطني خصوصا في الدارالبيضاء وخريبكة اعتبروا انسحاب لحسن حداد مفاجئا ونوعا من الكولسة التي لا تعير اعتبارا للمناضلين الذين دخلوا في معارك طاحنة بعدد من الجهات مع حركيين يخالفونهم التوجه، معتبرين أن لحسن حداد وقع شهادة وفاته الحزبية داخل الحركة. لحسن حداد الذي اختار ندوة صحفية لإعلان قراره وزع بيانا قال فيه إنه يعلن انسحابه من سباق الرئاسة «حفاظا» على وحدة الحزب من الانقسام، وحاول تقديم مبررات لقراره، معتبرا أنه اتخذه نزولا عند رغبة الحركيين، وأعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني. وقال حداد في ندوة صحفية مساء يوم الثلاثاء بمقر الحزب، إن سبب تراجعه عن الترشح للأمانة العامة، جاء نزولا عند رغبة العديد من الحركيين والحركيات والبرلمانيين والمستشارين والقياديين في حزب الحركة الشعبية. وتلا حداد أمام الصحافيين بيانا مكتوبا يشرح فيه دواعي الانسحاب، مؤكدا أن تراجعه جاء لما أسماه « قطع الطريق على من يصطاد في الماء العكر، ويذكي النعرات القبلية و الإثنية و يجيش البلطجية للاستمرار في نزعة التحكم والهيمنة»، وعلى عكس النفي الذي أدلى به للجريدة قبيل ساعات من ندوته الصحفية أقر بوجود مشاورات لوسطاء بينه و بين العنصر انتهت بلقاءات مع الأمين العام الحالي، كما أقر حداد أن انسحابه جاء بعد أن شاهد أين توجد مواقع القوى، مشددا أن الديمقراطية الداخلية ليست الأمانة العامة بل المكتب السياسي. يذكر أن حداد كان قد أعلن عن ترشحه لمنصب الأمين العام للحزب في الثامن من ماي الجاري، وكان دعا في حملته لهذا المنصب إلى صراع الأفكار والبرامج داخل الحزب، عوض صراع الأشخاص، مشددا على ضرورة تجديد النخب في الحزب و إيلاء الأهمية للكفاءة والأحقية في المناصب عوض القرب من مراكز القرار في الحزب. كما شدد في حملته في ندوة صحفية بإحدى الفنادق بالرباط إلى التركيز على منطق الكفاءة والأحقية داخل هياكل الحزب، عوض الولاء والصداقات والقرب من مراكز القرار في الحزب