منتشيا بانتزاع أغلبيته بمجلس النواب لرئاسة المجلس بعدما عادت للتجمعي رشيد الطالبي العلمي، لم يتردد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في توجيه عدد من الرسائل خلال نشاط حزبي نظمه حزب العدالة والتنمية همت المعارضة وخصوصا غريمه حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، كما لمح في رسائله إلى جماعة العدل والإحسان ، داعيا إياه إلى دخول المعترك السياسي. ابن كيران الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثالث للفضاء المغربي للمهنيين ببوزنيقة أول أمس السبت، وإن اكتفى بالتلميح دون ذكر الاسم، حذر جماعة العدل والإحسان من عدم الانخراط في الحياة السياسية في إطار الثوابت، قائلا إن استمرارها في الوضع الحالي، سيصيبها ب«العنوسة السياسية»، وإن الحل يكمن، حسب رئيس الحكومة، في انضمامها إلى الحياة السياسية، وذلك بمبرر أن «قطار الديموقراطية لا ينتظر»، على حد تعبير ابن كيران. وإذا وجه ابن كيران رسائل ضمنية إلى جماعة محمد عبادي، فإنه أثناء حديثه عن المعارضة فضل أن تكون رسائله صريحة، فقد عاد بنكيران لمهاجمة الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، حيث حذر المغاربة من الإنصات لما وصفهم ب«الدجالين الذين نشروا الجريمة في مدينة فاس من خلال إعادة الاعتبار للمجرمين»، ولم يتوقف رئيس الحكومة عند حدود مهاجمته لشباط، بل واصل هجومه على المعارضة، قائلا أنها «لم تفهم التغيرات التي حدثت، والتي توضح أنه لم يعد ممكنا أن تفعل بالشعوب ما تريد»، في إشارة إلى السباق المحموم الذي خاضته المعارضة ضد الأغلبية للظفر بمنصب رئيس مجلس النواب. واعتبر ابن كيران أن معركة انتخاب رئيس الغرفة الأولى بالبرلمان الجمعة الماضية، أكدت أن هامس مناورات المعارضة أصبح «ضيقا»، بعدما عاد بالحديث إلى الأوضاع، التي كانت سائدة في المغرب قبل دستور 2011، حيث نبه ابن كيران إلى أن "ما مر به المغرب من أحداث لم يكن يتصور خلاله الذين حاولوا القبض عليه بيد من حديد أن تقع تحولات تقلب كل حساباتهم وما إن انتهى ابن كيران من هجومه على المعارضة، حتى عاد للكلام عن عملية الإصلاحات السياسية التي تقوم بها الحكومة التي يرأسها، حيث لم يجد رئيس الحكومة من سبيل سوى الاعتراف بأن «الإصلاح في المجال السياسي عملية صعبة ومعقدة»، لكنه لم يصل إلى درجة الاستسلام، حيث أكد أن العملية، وإن كانت تحتاج إلى رصيد كبير كي تستمر»، فإنه حذر مناضلي حزبه من مخاطر تحولهم عن وجهة الإصلاح. من أجل الاصلاح جاء حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة»، يقول عبد الاله بن كيران، الذي أعاد التأكيد على أن « خيار للتلاعب والمحسوبية والزبونية والمنطق العائلي قد ولى»، وذلك قبل أن يختم بأن "منطق تدبير الغلبة على حساب الفقراء والعودة إلى الوراء أصبح اليوم غير ممكن».