المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يؤكد في رده على أسئلة تتعلق بمدى استعمال المزارعين المغاربة لمواد تسرع نمو بعض الفواكه، التي نجدها معروضة بكثافة في أسواقنا، قبل موعد نضجها الطبيعي، بأن في المغرب هناك استعمال المعالجة بمادة الأثيلين التي هي عملية تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم من أجل إنضاج الفواكه، ويؤكد عدم تهديدها لصحة المستهلك، لكن الغموض ما زال يهم مختلف المعطيات المتعلقة بالموضوع، فلا مهندس فلاحي ولا طبيب ولا مسؤول أراد التحدث صراحة عن الموضوع، بل هناك من اعتبر الحديث عنه مضيعة للوقت، لأنه بكل بساطة لا وجودله، بالرغم من تدفق الشكايات حول نكهة هذه الفواكه ومذاقها وتأثيرها على الأطفال، وترديد البعض لتأثيراتها الصحية، بل تشكل شبه إجماع على أن حالتنا الصحية لم تعد بخير، منذ تخلينا عن الحالة الطبيعية لزراعة ونمو هذه المنتوجات. فهل هناك استعمال لمواد هرمونية أو منظمات النمو بالمغرب؟ هل هناك رقابة لاستعمال هذه المواد؟ هل هناك فلاحون يشتغلون بهذه المواد، ما تأثيراتها الصحية، وحدود خطورتها. لنتابع .... في المغرب يصعب إيجاد رأي واضح اتجاه عرض العديد من منتوجات الفواكه قبل موعد نضجها الكامل، وتزداد الصعوبة عند البحث في المواد المستعملة لإنضاج هذه الفواكه، أو لتكبير حجمها وتزيين لونها، من الصعب وجود جزم في النفي أو التأكيد لاستعمال هذه المواد. من الناحية المبدئية يصعب فهم وجود مجموعة من أنواع الخضر والفواكه في الأسواق المغربية، دون وجود مؤثر ما جعلها تصل إلى السوق قبل أوان نضجها، فطرح البطيخ الأحمر وأنواع من الخوخ، حقيقة تعرفها الأسواق، ويعرف المستهلك أن وجودها في السوق في هذه الفترة هو نوع من التباهي في اقتنائها.مستهلكون تائهون يمتد تسويق الفواكه على مساحات طويلة بمدينة كبيرة كالدار البيضاء، فانطلاقا من سوق الجملة للخضر والفواكه تنتشر العديد من العربات المجرورة المحملة بكميات متنوعة من هذه الفواكه، بين البطيخ الأحمر (الدلاع) الذي يتم ترويجه على نطاق واسع باعتباره فاكهة شعبية، إلى الخوخ المشمش الذي يتميز بأثمنته المرتفعة، والذي يتم تسويقه في عربات محدودة بأهم نقاط البيع، وأهم ما يمكن ملاحظته هو أن بعض المنتوجات تظهر في يوم أو يومين بشكل كبير، وبكميات وافرة، حيث يبدأ السعر من 10 دراهم إلى أن يصل إلى درهمين، حيث تتعرض بعض المنتوجات لخطر الفساد، وتتحول الأسواق الشعبية في المساء إلى سوق مزايدة، تنزل فيه الأسعار بشكل كبير، ويتلقف المستهلكون هذه الفرص بنهم.لا أحد يتوقف عند الأضرار أو المنافع، المهم هو الظفر بحصة من المنتوج بسعر ملائم، وأغلب الزبناء لا يطرحون هكذا أسئلة، بالنسبة لحليمة التي اشترت ثلاثة كيلوغرامات من الخوخ، لا يهمها هذا السؤال « مايمكنش يكون خايب، واش الدنيا فوضى؟»، هذه الثقة الموهونة بالتعويل على المراقبة تبدو طبيعية، فالمفروض أن كل ما يطرح في السوق يخضع للمراقبة، لكن هل هذا كله صحيح؟. الجهات المعنية بمراقبة سلامة المنتوجات الغذائية بالمغرب متعددة، تبدأ من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلى اللجن المبثوثة في مختلف الأقاليم والعمالات، تشتغل وفق قواعد أفقية تعطي الانطباع بأن كل شيء مراقب، لكن بالرجوع إلى حقيقة ترويج السلع، ووجود شبكة من الوسائط، بعضها يخرج عن نطاق الرقابة، يمكن التوجس من الانفلاتات التي تحدث، والتي يجد المستهلك نفسه في مواجهتها دون رقيب.شهادات لمجموعة من المستهلكين، تضع علامات استفهام حول النتائج ، بعضهم يربط ما أصابه من مرض في الأمعاء بأكله لفاكهة بدأت علاماتها بالإسهال وانتهت بمرض لا زال يلازمه، هي شهادات يصعب إثباتها بالأدلة العلمية والطبية، لكن لا يمكن التأثير الذي تحدثه مجموعات من المنتوجات على الصحة، فالمستهلك المغربي يعرف أن التغيرات التي حدثت على سلاسل الإنتاج بالنسبة للخضر والفواكه لها أثر حقيقي على الصحة، وتبدو المقارنة التي تحن لزمن الساقية التقليدية، التي كان الشرب مباشرة منها لا يشكل أي خطر، وبين الوضع الحالي مفسرة لهذا الرفض المكتوم. «ما كاين ما احسن من الفواكه اللي علا طبيعتها، كنا كناكلوها مباشرة من الشجرة من دون خوف» هذا هو الشعور العام لدى المستهلك، ليس له تدقيق، لما يمكن أن تحمله الفواكه المعروضة قبل أوان نضجها أولى لكنه يعتبر عموما أن حالة إنتاج هذه المواد لم تعد على طبيعتها، يعلم بوجود البيوت البلاستيكية، والاستعمالات المرتبطة بالاستعمالات الزراعية الحديثة، كالزراعات المغطاة والتهجين، والري الحديث والأدوية الواقية.، ولذلك يتم التعبير عن هذا التخوف بهذا الموقف المعمم.تعميم التعبير عن الموقف لا يتحدد في المستهلك، بل إن جمعيات حماية المستهلك بالمغرب، تعتبر أنه لم يسبق أن تم التطرق للموضوع بشكل مستفيض، بالنسبة لشمس الدين عبداتي رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، لم يسبق التطرق للموضوع بشكل مباشر، لكنه يحضر بشكل عابر في مجموعة من التدخلات التي تتم في اللقاءات التي ننظمها. وعدم التطرق للموضوع بشكل مباشر، لا يعني بالنسبة لجمعيات المستهلكين غياب التشكي من التأثيرات المحتملة لبعض الفواكه على صحة المستهلك، فالجميع يحمل فكرة عامة وغامضة على التأثيرات السلبية للمنتوجات الفلاحية، التي تخضع للتسميد واستعمال تقنيات الزراعة الحديثة، لكن حين الذهاب إلى السوق يكون هاجس التبضع من المنتوجات، الخاضعة لهذه التقنيات هو أولوية المستهلك.مواقف المدافعين عن المستهلك تتقاسمها هذه الهواجس من التأثيرات المحتملة لهذه المواد على صحة المواطن، والتي لا يجدون سبيلا لإثباتها، ولا إمكانية لمخاطبة جهة معينة في شأنها، وبين من يوزعون الاتهامات على كل الأطراف، ويعتبرون أن غياب آلية قانونية تمكنهم من التحرك للدفاع عن المستهلك من هذه الهجمة التي يتعرض لها، في قضايا متعددة، تجعلهم يحملون المسؤولية، لمن يقفون في وجه جمعيات حماية المستهلك حتى لا تؤدي أدوارها على الشكل المطلوب. فلاحون يتكلمون باحتشام عدد من الفلاحين يرفضون الدخول في تفاصيل عمليات الزرع والقطف ، لكن عددا منهم يعتبر أن مجموعة من المزارع يعمد فيها الفلاح إلى استعمال عدد من المواد المساعدة على تسريع عمليات النمو، وكذا الرفع من جودة المنتوج، فاللجوء إلى الأسمدة وحدها لم يعد يجدي نفعا بالنسبة لمجموعة من الفلاحين ، إضافة إلى الأثمنة المرتفعة لبعض المواد الأساسية في الإنتاج ، من مازوت وأسمدة وغيرهما، وبالتالي تأتي الهرمونات لتعويض الخسائر ومضاعفة الأرباح. «يضعون بعض المواد حتى تنضج الفواكه بشكل أسرع «والله لا كليتو حتى الوقتو..... اصريصرة قتلاتني واخا كيشهي.... ما فيه والو أسيدي.... تعليقات متضاربة بشأن الفواكه المعروضة على نطاق واسع في الأسواق المغربية، البطيخ الأحمر ومختلف أنواع البطيخ الآخر وخوخ والمشمش الحديث في هذا الموضوع متداول بين المستهلكين، لكنه موضوع يخضع لتكتم وتحفظ كبيرين وسط المهنيين. و عوضا عن القطف كل أسبوع أصبحوا يقطفون كل يومين وبحجم ولون وإنتاج أفضل» هكذا أسر فلاح متذمر من العشوائية التي تطبع الزراعة الموجهة للداخل ، وبالتالي يعتبر بعض الفلاحين أن المنافسة التي تعرفها الفواكه والخضر، سواء داخليا أو خارجيا، تفرض توفير منتوج مقبول في السوق. باستثناء تصريحات نزيرة، يبقى تعامل الفلاحين مع منتوجاتهم، يطبعه الغموض، وبالتالي توجد صعوبة جمة في معرفة ما يجرى، فالعديد منهم يؤكد أن المغرب ليس في حاجة إلى مثل هكذا مواد، على اعتبار أن تربته وطقسه ملائمين لهذه الزراعات، وما يوجد في السوق بشكل مبكر، يرتبط بالقطف المبكر، أكثر منه استعمالا لمواد هرمونية. «آش من هرمونات أسيدي، واش احنا ما تفكينا حتى مع الما والمازوط، حتى نديرو الهرمونات» يقول فلاح، وهو الرأي الذي عبر عنه عدد من المختصين في المجال الفلاحي، حيث يعتبرون أن الفلاح المغربي، لم يصل إلى درجة الهوس الذي سكن مجموعة من الفلاحين بدول أخرى في استعمال المواد المهرمنة لتسريع نمو بعض المنتوجات الفلاحية، ويعللون موقفهم بكون المنتوجات المعروضة قبل أوانها، تفتقد للذة الحقيقية، لأنها بكل بساطة قطفت قبل أوانها.هذا التناقض في التصريحات، أرجعه مهندس فلاحي إلى عدم وجود الظاهرة بشكل جلي، يقول المهندس رشيد (اسم مستعار لعدم رغبة الكل في الحديث صراحة في الموضوع) «كل شيء موجود، استعمال المواد الهرمونية موجود، ولا يمكن لأحد نفيه، على اعتبار أن القطاع ، خصوصا في التسويق الداخلي، الذي لا يخضع لمعايير التسويق المعروفة، تمارس فيه مثل هذه الأشياء، غير أن ما نتخوف منه، ليس هذه المواد التي يسمح باستعمالها وفق قواعد علمية مضبوطة، ولكن العشوائية في استعمالها، وهنا تكمن الخطورة في التستر على الظاهرة». «لم يسبق أن سجلت حالة تسمم واحدة بواسطة هذه المنتوجات، وهذا دليل على أن الموضوع غير مطروح في بلادنا» يقول خبير فلاحي، لكن الذين يعتبرون الموضوع جديا، لا يتوقفون عند التسمم، بل يتحدثون عند التأثيرات المحتملة، والطويلة المفعول، ويعبرون عنها بالقول «ما بقينا عارفين هاذ الأمراض منين كاتجينا»، وهو تشكيك يحمل خطورة في الإسقاط، بالنسبة لعدد من الخبراء في القطاع الفلاحي، لأنه لا توجد دراسة واحدة تحدد الجهة المسؤولة عن تنامي هذه الأمراض.عموما يتحدث الفلاحون عن الموضوع باحتشام كبير، وحتى العاملون في هذه الحقول، لا يميزون بين الأسمدة ، والمواد الأخرى، فبالنسبة إلى عدد كبير منهم، الأمر يتعلق بأسمدة وأدوية تساهم في حماية المنتوج من الأمراض، وتقوية محصوله، والمهم هو النتيجة التي يتم الحصول عليها في نهاية الموسم. تخريب بيئيبالنسبة للمتشائمين من هذا الهجوم في استعمال تقنيات حديثة في مجال الزراعة، تغتصب الحالة الطبيعية للمزروعات، يعتبرون أن ما تعرضت له الفلاحة هو تخريب بيئي. بالنسبة لمولاي احمد، فلاح هاجر إلى المدينة بعدما وصلت زراعته التقليدية إلى الباب المسدود، «أنا بعده اشتقيت باش نلقى (دودة) في فاكهة أو خضار نأكلها» وهذا يعني بالنسبة لمولاي احمد أن البيئة التي استطاعت أن تعيش فيها هذه الدودة ستكون آمنة بالنسبة لنا، فحتى الآن لم يستطع أحد أن يحدد مستوى الأذى الصحي التي يسببها لنا استخدام الهرمونات والأسمدة التي تتراكم في أجسادنا يوماً بعد يوم. مجموعة من الأطباء يعتبرون أن «الأمراض الخبيثة المنتشرة اليوم كلها بسبب التخريب البيئي، لأن الهرمونات هي المسؤولة عن جينات النبات، وبتغير نسبة الهرمون فيه تم خلق بيئة مسرطنة داخله، والمستهلك هو الهدف المباشر الذي يأخذ هذه الهرمونات بأعلى نسبة تركيز وتتغير بنية جسده ويؤثر عليه بشكل تراكمي»، هو كلام عام يصعب إسقاطه على ما يجري داخل حقولنا، في غياب معطيات دقيقة، لكن وجود هذا الصمت في مقاومة ما يمكن أن يكون إشاعة يفتح شهية الظن للاستمرار.بالنسبة للأخصائيين «النبات بحد ذاته يفرز هرمونات نباتية وهي نوعان مثبتات عقد وظيفتها تثبيت الزهر، ومنشطات نمو مثل (جبرليك أسيد – ستيوكنين – اوكسينات) وظيفتها تنشيط النمو حيث يفرز النبات كمية محددة لينشط نموه، والخطأ أن المزارع يعطي هرمونات للنبات بشكل زائد عن حده رغم أنه يفرز ذلك بشكل طبيعي وكافٍ له». ويعتبرون أن «هرمون التجزير مسموح به وبكمية محددة ويرش على كل زهر، بينما الفلاح يزيد الجرعة ويرش بشكل عشوائي لعدم وجود الوعي، وبالتالي تنتقل للإنسان فإما يستهلكها أو يخزنها (بالكبد ،الرئة) وعندما تخزن يؤثر عليه بشكل تراكمي ويؤدي إلى سرطان وخلل فيزيولوجي، والمشكلة لا توجد دراسة أكاديمية لنعرف تأثيرها ولا يوجد تواصل بين الأطباء لإنتاج بحث علمي».وفي عدد من البلدان أثيرت القضية بشكل جدي واعتبروا أن المستهلك يشتري عددا من الثمار ويأخذها لشكلها، وأن يعلم أن وجود دودة فيها دليل صحتها لأنه بوجود الدودة لا هرمونات أو مبيدات عالية التركيز فيها، ففي فرنسا سعر التفاح المصاب أغلى من السليم لأن لديهم وعي أن هذا التفاح أكثر صحة، فالمزارع والتاجر همهما الربح وبالتالي بحاجة إلى حجم أكبر ونوعية أفضل والذي يدعم ذلك المستهلك الذي لديه عادات سيئة بالتسوق الزراعي. لا وجود لدراسة محلية لأثر هذه المنتوجات الصحي » لا توجد دراسة أو إثبات على الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب الهرمون، وأنه لا توجد دراسة محلية تثبت خطرها»، يقول طبيب متخصص في الجهاز الهضمي، بالنسبة لمجموعة من الأطباء يعتبرون الحديث في مثل هذه الموضوعات محرج، لأن عدم وجود دراسة محلية تتطرق للموضوع يصعب عليهم إطلاق أحكام، يمكن أن يترتب عليها ردود هم في غنى عنها. وبالرغم من هذا التحفظ، يسر عدد من الأطباء أن التأثيرات التي أثبتتها العديد من الدراسات، لهذه الفواكه التي يتم قطفها قبل مرحلة نضجها الطبيعي، مؤكدة، وأن تأثير المواد الدخيلة على المنتوجات تصيب جسم الإنسان بكل تأكيد، وإن لم تكن التأثيرات مباشرة، فإن استهلاك هذه المواد على فترات يخلف في جسم الإنسان، تأثيرات يمكن أن تقود إلى الأمراض خطيرة.وبالرغم من تأكيد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بأنه نادرا ما يتم اللجوء إلى تحليل الفواكه، ، بل وغالبا ما يلجأ إلى هذه التحاليل حين تكون هناك شكايات أما بالنسبة للهرمونات فلا يتم تحليلهاوأنها لا توجد لدى المكتب معلومات عن مدى تأثيرها على الصحة، مع التأكيد أن المواد التي يتم استعمالها حسب المكتب محدودة ولاأثر لها على صحة المواطنين.. على المستوى التشريعي ورد ذكر المواد المحضرة من عناصر تؤثر على فزيولوجيا النباتات (هرمونات الإفتسال وتفريج الثمار ومواد الحفظ ومثبطات الإنتاش)، وكذا المواد المساعدة التي تباع خالصة أو مخلوطة بمواد أخرى والمعدة لتحسين ظروف استعمال المواد المحددة أعلاه، في الظهير شريف رقم 1.97.01 صادر في 12 من رمضان 1417 (21 يناير 1997)، بتنفيذ القانون رقم 42.95 المتعلق بمراقبة مبيدات الآفات الزراعية، وتنظيم الاتجار فيها.ويظهر من حيثيات القانون صرامة كبيرة في التنظيم والمراقبة، لكن تطبيقها على أرض الواقع، لا تتوافر فيه معطيات، تحسم الجدل الدائر حول تسرب مجموعة من المواد غير المراقبة إلي السوق، كما أن طرق استعمالها يسودها نفس الغموض، مما يجعل من تقييم تأثير التشريعات على الممارسة ضعيف. في كل سنة تتكرر لازمة الفتوح، وراس الغلة، ويعود عشاق الدلاح والبطيخ والخوخ، ليتأبطوا مشترياتهم من هذه المواد المطروحة للبيع قبل موعد نضجها، لا يتساءلون، «مخلينها على الله»، كما يقول أحدهم، وهي ثقة تحتاج من الجهات المعنية بحماية السلامة الغذائية والصحية للمغاربة، أن توضحها بشكل ملموس وواضح، حتى لا يبقى عشاق الشهيوات ضحية ممارسات يؤكد مزارعون أنها موجودة، ويرفض مسؤولون حتى الحديث عنها، فهل سيتم ذلك بكل الهدوء والمسؤولية؟. بعض منشطات ومثبطات النمو منشطات النمو الأكسين : عملية التلقيح تضيف للمبيض أوكسيناً طبيعيا من تنشيط بنائه فى الأنسجة المجاورة لأنبوبة اللقاح النامية بالقلم وحتى فى الثمار البكرية العقد يحتوي المبيض على مستوى عالي من الأكسين وكما هو معروف فإن علاقة حجم الثمرة وعدد البذور بها تفسر على أساس أن البذرة مكان بناء الجديد من الفيتواوكسين كما أن المعاملة بالأوكسين ينشط نموها ويسرع نضجها الفسيولوجي (البلوغ ) وقد أدت المعاملة بمنظم النمو الأوكسيني من اكتمال نمو الثمار التين وكان تأثيرها راجعا إلى تنشيط بناء الأثيلين فى الثمرة ويعتمد الأكسين في تنشيطه على إنتاج الأثيلين على التوقيت. الجبرلين : الجبرلين اختص وحده فى زيادة عقد ثمار الموالح حيث لم يكن للأوكسين تأثير واختص وحده أيضاً بإحداث العقد البكري بالثمار ذات النواة الحجرية ودور الجبرلين فى نمو ثمار أنواع نبات كثيرة لا يقل فى دوره فى العقد فلقد ثبت احتواء ثمار الخوخ على مواد مشابهة للجبرلين تؤثر على نمو الأندوكارب وتنظم انقسامه وتضخم الخلايا بالميزوكارب . وقد لوحظ أن الجبرلين يؤخر من اكتمال نمو الثمرة ونضجها لذلك فإن مستواه يقل عندما تبدأ الثمرة في الدخول في طور اكتمال النمو وأيضاً أخرت وصولها إلى مرحلة النضج وذلك تتلف المعاملة من استجابتها للاثيلين فى إسراع نضجها , وفي المشمش لوحظ تأخر نضج الثمار حيث انخفض معدل تنفس الثمرة وقد أدت المعاملة بالجبرلين من فقد وتحلل الكلوروفيل بثمار الموالح بل قد تعيد اخضرار الثمار التي تحول اللون بها إعادة الاخضرار. الأثيلين عرف بهرمون النضج وفي عام 1954 طرح العلماء سؤالاً للبحث هو هل الأثيلين نتيجة لعمليات النضج أو أنه سبب لها ؟ أثبت Leapold 1964 أن الأثيلين هو المسؤول عن ذروة التنفس وأنه حتى في المانجو يخرج اثيلين بكميات كافية في مرحلة ما قبل الكليميكتريك لتسبب حدوث الكليمكتريك بها وقد أشار Hansen 1967 أن للأثيلين دورا فى إحداث الحث على النضج الخاص بالنضج ولابد أن تتأهل الثمرة فسيولوجيا لحدوث هذا التأثير قبل أن يتمكن الاثيلين من إحداث الحث وقد وجد أن الاثيلين ينشط إنتاج الجديد من mRNA اللازم لتكوين أنزيمات معينة ضرورية للتفاعلات الخاصة بالنضج. وقد اتضح أن إيقاف تمثيل البروتين باستخدام Cycloheximide يحدث منع لإنتاج الاثيلين الطبيعي بالنبات ومن ثم يمنع تقدم الثمرة نحو عقد النضج . وتتشابه العمليات البيوكيميائية الخاصة بنضج الثمار فى نواحي كثيرة بتلك الخاصة بتساقط الأوراق والشيخوخة وربما يفسر لنا تأثير الاثيلين على إنتاج إنزيم IAA Oxidase فى طور اكتمال نمو الثمرة وضرورة انخفاض مستوى الأكسين الطبيعي بالثمرة عند اكتمال نموها. وهذا يعنى أن الهرمونات الثلاثة المنشطة تنشط مرحلة انقسام واستطالة الخلايا ثم يقل مستواها ويرتفع مستوى الاثيلين الذي يقوم بالحث اللازم لدفع الثمرة للنضج مثبطات النمو حمض الأبسيسيك عرف مثبط النمو الطبيعي ABA بمنع الاستجابة GA3 فهما متضادان فى تأثيرها وقد اقترح أن حمض الأبسيسيك يزداد بتقدم الثمرة نحو اكتمال النمو الثمرى والنضج فعند تقاطع منحنى الجبرلين الهابط مع الأبسيسيك الصاعد تتحدد نقطة اكتمال النمو الثمري وأسفل نقطة التقاطع هذه تقع تركيزات الجبرلين بمستوى يقل عن اللازم توفره لحدوث التفوق على مستوى الأثيلين بالثمرة وعلى ذلك يبدأ النضج متأثراً بفعل الأثيلين ويرتفع محتوى الثمار من حمض الأبسيسيك . خف الثمارتجرى عملية الخف بهدف إزالة جزء من الثمار على النبات لزيادة حجم ورفع جودة الثمار للعدد المتبقي من الثمار وتجرى عملية الخف باستخدام مركبات تقتل الأزهار أو تحولها إلى أزهار عقيمة مثل الفينولات ومركبات الدي نيترو كما قد تستعمل مركبات تشجع على العقم مثل داى كلورو بيوترات الصوديوم أو باستخدام مشابهات الأكسين . 3 أسئلة إلى : المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية المواد المستعملة لتسريع الإنضاج محدودة ولا أثر لها على صحة المستهلك •في بحثنا في الموضوع أكد عدد من الفلاحين أن استعمال بعض المواد الكيماوية شائع في بعض الحقول، لكن ليس بدرجة كبيرة، هل لديكم معطيات عن حقيقة استعمال هذه المواد، وكيفية مراقبتها لكي لا يتحول استعمالها العشوائي إلى خطر على صحة المواطن ؟ ••في ما يخص المواد المستعملة في الحقول، والتي تساعد على تسريع نضج الفواكه، فإن مادة ((Etephon) المادة الوحيدة التي كانت تستعمل وقد تم سحبها من طرف الشركة المالكة خلال عقد التسعينات. كما أنه، توجد مواد لضبط نمو الأشجار (Acide gibbérellique)والتي تستعمل إبان مرحلة الإزهار. و هذه المواد ليس لها أي تأثير سلبي على صحة المستهلكين. • و بالنسبة للجانب القانوني •• يجب التذكير بأن تسويق و تداول هذه المواد يتم طبقا لتشريعات وقوانين معمول بها خصوصا القانون 42/95 الصادر في 12 ربيع الثاني 1314 والنصوص الصادرة لتطبيقه. بحيث تخضع هذه المواد قبل المصادقة عليها أو ترخيصها للبيع، /لتقييم مدقق، حيث لا يعرض للبيع إلا المادة التي لا تشكل خطرا على صحة الإنسان والحيوان والبيئة، والذي تثبت فعاليتها من خلال التجارب الميدانية. وعند الترخيص، يجب أن توضع على عبوة المادة المرخصة بطاقة لاصقة تحمل كل المعلومات المتعلقة بالمقادير وطرق الاستعمال والاحتياطات اللازم اتخاذها والتي يجب على الفلاحين احترامها لضمان الاستعمال الآمن والفعال والأنجع. معلوم أن عددا من الخضر و الفواكه يتم عرضها في السوق المغربية في وقت مبكر، قبل بلوغ مرحلة النضج، هل لديكم معطيات عن الوسائل التي يتم استخدامها لتسريع النمو، • و هل طريقة استعمالها خاضعة لمراقبة ما ؟ •• نعم ، هناك عدد من الخضر و الفواكه يتم عرضها في السوق المغربية في وقت مبكر، ويرجع ذلك أساسا إلى ثلاثة عوامل: 1 – زراعة أصناف جديدة من الفواكه والخضروات التي تنضج في وقت مبكر مقارنة مع نظيراتها من المحاصيل التقليدية. 2 – المعالجة بمادة الأثيلين التي هي عملية تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم من أجل إنضاج الفواكه. 3 – العوامل الجغرافية و المناخية، بحيث يتم تكييف المحاصيل مع الظروف المناخية الأكثر تأقلما معها. •المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية : مؤسسة عمومية ذات شخصية معنوية واستقلال مالي يشتغل تحت وصاية وزارة الفلاحة والصيد البحري.