وجهه يقول إن للرجل تاريخا طويلا ومسارا كبيرا حتى قبل أن تفتح الذاكرة وأولى سجلات الكرة مسترجعا ذكرياته على أرضية اللعب أو على دكة المدربين، وبريق في العينين يشي بالذكاء، وابتسامة توحي لك بأن الرجل يبتسم دائما رغم تقاسيم الوجه التي تشي بالصرامة، في كثير من الأحيان تجتمع الصرامة مع الطيبوبة، قد تكون السنون فعلت في الوجه وفي الجسم فعلها (ثمانية عقود وزيادة على درب الحياة)، لكن يبقى في ذاكرتك الوجه الذي رأيته أول مرة، أول شيء ينطق به الشريط وهو يدور في لعبة الاسترجاع أول الاستعادة هاته، قيادة المنتخب المغربي مساعدا للمدرب الشهير غي كليزو للتأهل إلى مونديال مكسيكو 70 كأول منتخب عربي يشارك في النهائيات عن طريق الإقصائيات التي كانت شاقة ولم تنته إلا بالقرعة التي فصلت بين المنتخبين المغربي والتونسي في الأخير، وهذا ليس بالشي ء السهل أو القليل في تاريخ الكرة المغربية وأسود الأطلس، غي كليزو لن يرحل إلى المكسيك لمواصلة قصة النجاح مع الأسود في أول مونديال للكرة المغربية حيث سوف يعوض باليوغسلافي فدينيش، لكن عبد الله السطاتي سوف يبقى في منصبه رفقة الأسود مساعدا للمدرب الجديد، ليواصل بصمته وتوقيعه في النهائيات الأولى، ليجمع سي عبد الله بين شرف التأهل وشرف قيادة المنتخب المغربي في النهائيات مساعدا للناخب الوطني الجديد . لكن هذه ليست سوى محطة واحدة في مسار الرجل . الذي له تاريخ طويل مع الكرة المغربية كلاعب وأيضا كمدرب ومكون . فقد سبق لعبد الله السطاتي أن لعب للعديد من أشهر الأندية المغربية وحتى الأوروبية كما درب العديد من الفرق ودرب المنتخب الوطني في مناسبات أخرى . فقد سبق لعبد الله السطاتي أن لعب للوداد البيضاوي في بداية الخمسينات ثم فريق الراك أو النهضة البيضاوية كما خاض في منتصف الخمسينيات تجربة احترافية مع فريق بوردو الفرنسي ولعب لفرق مغربية أخرى منها المغرب الفاسي ودرب أندية المولودية الوجدية والنهضة السطاتية والاتحاد الزموري للخميسات والوداد وجمعية سلا وشباب المحمدية كما شغل السطاتي في موسم 2005 و 2006 منصب المدير التقني لفريق الرجاء البيضاوي عندما كان الفريق يدربه الداهية أوسكار فولوني . الرجل ورغم مرور الزمن لم يفقد الصلة والرابط بينه وبين الكرة المغربية حيث ظل على اتصال وثيق بها من خلال العديد من قنوات الاتصال ومن بينها جمعية «رياضة وصداقة» التي كان عضوا ومسؤولا نشيطا بها وكانت نهاية الأسبوع مناسبة لشكر هذا الرجل وهذا اللاعب وهذا المدرب وهذا الإنسان على عطاءاته وتفانيه في خدمة الكرة المغربية وخدمة هذه الجمعية التي كرمت فيه كل الصفات والمهام والمسؤوليات التي تحملها وكان أهلا لها .