" واك واك اعباد الله، عتقو الر وح"، كانت المرأة تصرخ بهستيرية مفاجئة، مساء أول أمس جوار المركب الرياضي الزرقطوني بحي المسيرة بمراكش، وبجانبها صغيرها الذي لم يتجاوز ربيعه الرابع، وقد دخل في غيبوبة، فيما حرق خطيرة تغطي أصابع وراحة كفه الأيمن. تسابق المواطنون صوب مصدر الصراخ، وتطوع بعضهم للقيام بعملية إسعاف قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الصغير،فيما والدته تشير بأصابع الإدانة والاتهام بمحول كهربائي صغير، قامت مصالح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش ( الراديما) ، بنصبه ببقعة معدة للبناء جوار مؤسسة تعليمية خصوصية، وأسلاكه عارية تهدد المارة والسابلة بشكل مستفز. كان الطفل الضحية حينها يلعب جوار والدته،وفي غفلة منها امتدت أصابعه للأسلاك الكهربائية العارية، لتعرضه لصعقة كهربائية، أردته في غيبوبة كاملة وحرقت منه الأصابع والكف. تطلب الأمر مجهودات جبارة من المواطنين الذين تطوعوا لإنقاذ الصبي، لإعادته لرشده وإخراجه من دائرة الغيبوبة، قبل أن تعمل الوالدة بمساعدة البعض لنقله صوب المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. حالات كثيرا ما تكررت بفضاءات المدينة الحمراء، بالنظر لوجود بعض المحولات الكهربائية،التي طالت أبوابها البلاستيكية عوادي التخريب والكسر، وأظهرت عن أسلاكها الخطيرة ،لتنذر بالشر والإصابة كل من سولت له نفسه الاقتراب منها، بحيث غالبا ما يكون الضحايا من الأطفال الأبرياء،الذين لا تستوعب عقولهم الصغيرة مدى درجة الخطورة،التي تحمله هذه الفخاخ الكهربائية المنصوبة بعرض الشوارع والأزقة. وحتى تمتد مساحة الاستهتار، فقد أصبحت العديد من الأعمدة الكهربائية العمومية،التي تنشر بعموم منطقة دوار العسكر والمحاميد على وجه الخصوص، تشكل نذير خطر محدق، بعد أن اختفت الأغطية الحديدية،التي تحجب الأسلاك الكهربائية، وأصبحت مثار خطر محدق، غالبا ما سببت في فواجع إنسانية، دون أن تكلف الجهات المسؤولة محليا ،نفسها عناء العمل على صيانة ودرء هذه الأخطار المحدقة. الراديما ومصالح البلدية،وكذا مصالح ولاية الجهة،أصبحت في مجملها تحت دائرة الإتهام،من طرف المواطنين،الذين ما انفكوا يرفعون عقيرتهم بالتنديد والاستنكار، بمظاهر الاستهتار المذكورة،والتي تعرض حياة المواطنين والأطفال للخطر، بحيث لم تعمل الحوادث المتكررة التي أصابت العديد من الضحايا بصعقات كهربائية، في دفع الجهات المذكورة لتحمل مسؤوليتها، والعمل على رفع هذا الخطر المحدق، لتظل دار لقمان على حالها، وتظل هذه المرافق مصدر خطورة على حياة الساكنة. إسماعيل احريملة تصوير: عبد النبي الوراق