هل تخطط الجزائر فعلا لقلب نظام الحكم في الجارة موريتانيا؟ هل تورطت الشقيقة الجزائر في فعل فاضح سياسيا مثل هذا ؟ ماهي دلالات فعل مثل هذا بعد أن تم الكشف عن ملابساته أمس في جريدتنا؟ مما لاشك فيه أن حكام المرادية بالعاصمة الجزائر يعيشون أسوأ أيامهم حاليا، فعبد العزيز بوتفليقة مريض جدا، والاستعدادات التي تمت منذ فترة طويلة لتهييء شقيقه لخلافته تكسرت على صخر رفض جزء من عسكر الجزائر لتولي سعيد بوتفليقة زمام الأمور في يوم من الأيام في البلد الجار. القيادات العسكرية من جهتها تعيش موزعة بين فشله في مقاومة الحركات الإرهابية التي لازالت قادرة على الضرب في المدن أو في الأرياف الجزائرية للأسف الشديد، وبين الحفاظ على مكتسبات وثروات مابعد الاستقلال التي تراكمت في جيوب الجنرالات وكبار حكام المرادية. المغرب من جهته يخوض حربه ضد تقسيم وحدته الترابية باطمئنان كبير: التوجه اليوم هو نحو تبني مجلس الأمن لاقتراح المغرب بتطبيق الحكم الذاتي في صحرائنا، البوليساريو تنزف يوميا عشرات من الهاربين من جحيمها نحو الوطن وغفرانه الرحيم، والشقيقة موريتانيا فهمت أن مصالحها الحقيقية توجد في مغرب قوي موحد لا في اصطناع مشكل كبير في الصحراء اسمه البوليساريو لن يتوقف عند حدود بلد ما، بل سيمس بلظاه كل دول المنطقة. لذلك، هذا لكي نعود للإجابة عن سؤالنا الأول: من المحتمل أن يكون تورط الجزائر في تدبير انقلاب عسكري في موريتانيا فعلا عاديا ومفهوما للتغطية على سلسلة الإخفاقات والفشل التي تطارد المرادية وحكامها في الآونة الأخيرة، وحمى الله بلدان هذا المغرب الكبير من بعض عسكرها ومن بعض الحكام.