حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف مساء من يوم الأحد الماضي، أشعر المركز الترابي للدرك الملكي بالشماعية بوقوع جريمة قتل بدوار الجديان التابع لجماعة وقيادة اجنان أبيه دائرة أحمر، حينها انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى عين المكان، حيث وجدت الجاني بعين المكان جالسا القرفصاء أمام باب منزله ليسلم نفسه وأداة الجريمة، التي كانت معه وهي عبارة عن هراوة معقوفة وملطخة بالدماء، حيث صرح أنه الفاعل، وأنه قام بجريمته بعدما شك في وجود علاقة غير شرعية بين زوجته وشاب في الأربعينات من ساكنة الدوار، بعدها طلب رجال الدرك الملكي إرشادهم إلى مكان وجود الجثة، حيث وجدوا الضحية جثة هامدة ممددة على ظهرها ويداها مبسوطتان، وهي مصابة بجروح بليغة على مستوى وجهها ورأسها، وغارقة سط بركة من الدماء. كما تمت معاينة آثار دماء متناثرة على مستوى جدران الغرفة وأرضيتها. وكانت الضحية ترتدي قميصا نسائيا ومجردة من سروالها وثبانها، اللذين عثرا عليهما بجانبها. وبنفس الغرفة تم العثور أيضا على سروال للرجال تحت الجثة أفاد الجاني بأنه يعود له، مما يبعث على الشك أن الجاني وزوجته كانا بصدد إقامة علاقة جنسية، ولسبب أو لآخر قام بتصفيتها. الضحية مزدادة سنة 1976، أم لسبعة أبناء، وقد نقلت جثتها إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بآسفي. في حين تم اقتياد الزوج من مواليد سنة 1968 إلى مقر الدرك الملكي بالشماعية، حيث صرح أن الضحية ابنة خاله تزوج بها على سنة الله ورسوله، وكانت حياتهما تسير بشكل عادي، لكن في الأيام الأخيرة سار يغيب عن منزله لشهور بحثا عن لقمة العيش، وبعد عودته من مدينة الجديدة منذ حوالي خمسة عشرة يوما قبل وقوع الجريمة، لا حظ أن شابا من أبناء الدوار يتردد على منزله في وقت متأخر من الليل، ويطرق بابه كما يلقي بالحجارة من فوق سور البيت، الشيء الذي جعل شكوكه تتجه نحو وجود علاقة غير شرعية بينه وبين زوجته، لكن حوالي الساعة العاشرة ليلا، يضيف الزوج، خرج فجأة من إحدى الغرف لتفقد أرجاء البيت، فشاهد الشاب المشتبه به أمام باب غرفة زوجته، وعند مشاهدته له لاذ بالفرار، وقتها اشتد غضب الزوج وأحس حسب تصريحه بالإهانة تمارس في حقه، حيث اتجه نحو زوجته واستفسرها عن سبب وجوده لترد عليه باستهتار، وأجابته بأن الأمر لايهمه وعليه الانتباه إلى عمله وجلب لقمة العيش فقط. وبدون شعور أخذ هراوة وانهال عليها بالضرب على مستوى رأسها إلى أن فقدت وعيها وسقطت أرضا، ليتابع ضربها على مستوى وجهها ورأسها وهي ممددة على الأرض إلى أن أرداها جثة هامدة. عناصر الدرك استمعت أيضا إلى المشتكى به، الذي يدعي الزوج أنه ضبطه بمنزله، فأنكر ونفى كل التهم الموجهة إليه، وأنه ليست له عداوة مع الجاني، بل هناك عداوة قائمة لسنين طويلة بين والده وعم الزوج الجاني. كما استمعت عناصر الدرك الملكي إلى ابنتي الضحية، التي تبلغ واحدة منهما ست عشرة سنة من العمر، والثانية لم تكمل بعد ربيعها الثالث عشر، وأخت الهالكة وأخ زوج الضحية، الذي أفاد بأن أخاه كان على علاقة طيبة مع زوجته، كما أن هذه الأخيرة شريفة ولا يمكن أن ينعتها بسوء، وأن المشتكى به المتهم يسكن بقبيلتهم ولم يسبق له أن رآه يحوم حول منزل أخيه الجاني. في حين نفى باقي المصرحين من بينهم ابنتا الضحية معاينتهم للمشتكى به ولو مرة رفقة الضحية، وأن هناك خلافا بين والدهم ووالدتهم حول الرحيل من الدوار. وبعد الانتهاء من البحث أحيل الجاني والمشتكى به على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، حيث أخلي سبيل المتهم لعدم وجود الدليل بإقامة علاقة جنسية مع الزوجة الضحية. في حين تمت متابعة الزوج من أجل القتل العمد، وتم إيداعه السجن المدني بآسفي. علي الرجيب