قضى الدكتور الكندي ذو الأصل الأندونيسي 15 يوما من الزواج برفقة زوجته المغربية بأكادير، كانت هذه المدة كافية، ليقرر الطلاق من زوجته الطالبة بأكادير. اتفق مع والدها، وأبرم عقد زواج أندونيسي كندي، عجيب تم بواسطة عدلين أندونيسيين مفترضين عبر الهاتف. الزوج الكندي كان برفقة زوجته ووالديها بأكادير وعبر الهاتف شهدا العدلان باقترانهما. كل شيء في سبيل كندا يهون، قبلت الأسرة هذه الزيجة الغريبة المقترحة من قبل الدكتور الكندي الذي كان هدفه الأول هو الوصول إلى الفتاة ذات الواحد والعشرين سنة بينما تجاوز هو عقده الخامس، فيما كان هدف الأسرة أن تضمن لابنتها مستقبلا يخرجها من انتظارية الجامعة المغربية وتلحق رفقة زوجها بكندا حيث ستنفتح لها ولأبيها آفاقا واعدة. 15 يوما كانت كافية لتكشف خيوط هذه الزيجة، بدأ الكندي يخطط ليغادر تراب الوطن عبر مطار المسيرة، لكن الأسرة تفطنت لذلك فأغلقت في وجهه الحدود وتم اعتقاله من قبل الشرطة القضائية بأكادير من أجل إتمام إجراءات الزواج، وتذييل العقد العجيب. أقيمت تلك الليالي على الزوج بثمن اعتبره باهظا، شقة ثمنها 60 مليون سنتيم تنازل عليها للزوجة نظير حقوقها، بالإضافة إلى مصاريف حفلة الزفاف التي لم ينل منه سوى الصور، فقد أقام الزوجان حفلا باذخا أنفقا فيه حوالي 15 مليون سنتيم، إلى جانب ضياع المستقبل الدراسي للزوجة الطالبة التي لم تتمكن من اجتياز الامتحان بعد ارتباطها بالدكتور الكندي. الزوج اعتبر نفسه خدع وأن الزوجة كما رآها يوم الخطوبة غير تلك التي سيكتشفها فيما بعد، مدعيا أن الزوجة لم تكن بكرا وأخفت عنه الحقيقة، كما أورد تسجيلا باللغة الإنجليزية يؤكد من خلاله بأنها صارحته عبر الشات واعتذرت له على التمويه وإخفاء الحقيقة من أجل ذلك قرر الانفصال عنها، مدعيا أن قصده نبيل من هذه المبادرة، غير أن أسرة الزوجة ترى عكس ذلك ترى أنها خدعت في الرجل، الذي تبين فيما بعد أنه تزوج من أجل الوصول إلى رغباته ونزواته ليس إلا، كما تبين لهم أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها إلى الزواج من أجل قضاء وطره. عرس أسطوري حكاية جمعت كل فصول الإثارة. المال والترف والورع والتقوى. من المملكة العربية السعودية عاد الثري السعودي لقضاء حفلات رأس السنة بأكادير، نزل بفندق قصر الورود الفاخر ليجد الشرطة القضائية في استقباله، استمعت إليه، وقررت حجز جواز سفره . هي قصة سعودي كما ترويها زوجته المفترضة، «الفتاة الضحية» وأسرتها في شكاياتهم. يقطن بحي الحمراء بمدينة الرياض اقتنى الثري شقة على سبيل التملك، وأقام مراسيم الخطوبة بما يشبه حفلة زفاف ببيت الفتاة الضحية، التي تحكي بأنه أحضر عدليين وهميين وثقا زواجهما والمهر، ثم أقام عرسا أسطوريا بقاعة للأفراح بالدشيرة الجهادية وثق بأشرطة فيديو، وأزيد من 400 صورة، أحيته عدة فرق شعبية أمازيغية وعربية، كما اعتلى خلاله العريس صهوة جواده مزهوا في يومه. من جانبها لم تبخل النكافة عليه بكل الأزياء التقليدية المغربية. حقائق تشهد بها مئات الصور وشريط فيديو تحتفظ به الفتاة إلى جانب شهادة 500 مدعو إلى العرس. هدف السعودي من الحفل الذي أقيم ب 10 ملايين سنتيم –كما تبين للأسرة فيما بعد، هو الحصول «الشرعي» على فتاة بهدف قضاء نزواته، ف«بعد الاستمتاع بها 20 يوما، وافتضاض بكارتها ليلة الدخلة فر نحو بلده، وابتلعته الأرض». الثري السعودي عند الاستماع إليه نفى علاقة الزواج والزفاف مؤكدا أنه لم يتعد فترة الخطوبة رغم حدوث مراسيم العرس، كما يصف المشتكية بالمحتالة وأنها تحتل الآن بيته بالحي المحمدي بأكادير. بينما تدلي الضحية بواسطة محاميها بوصل خاتم الخطوبة المدون في اسم السعودي، وإشهاد بالمرافقة وإقرار الخطوبة مصادق عليه، و14 صورة لحفلة العرس الأسطوري الذي جمعهما، وصورة من الشهادة الطبية المسلمة للزوج المفترض من أجل إجراء ترتيبات العقد الذي قال إنها ستتأخر لأنه أجنبي، مع شهادة طبية تثبت فقدانها بكارتها. إلى جانب شهود مجاورين لشقة السعودي حيث تسكن زوجته المفترضة، والذين من جانبهم شهدوا أن الثري الخليجي ظل لمدة يتردد والفتاة على شقته ويضعها في مقام الزوجة. «زوجة المنحوس، لا هي بمطلقة ولاعروس» هو الوضع الذي تصف به الفتاة ذات الثلاثة والعشرين سنة نفسها، تحكي أسرتها أن السعودي حل ضيفا بالبيت بحي لخيام، أعجب بالفتاة، ففاتح أباها برغبته في الزواج بها، متذرعا بأنه مستعجل بالعودة إلى بلده. لم يمانع رب الأسرة، غير أنه اشترط القيام بكل الترتيبات الشرعية، مع إشهار الزواج بحفلة زفاف. «الزوجة» المفترضة تقطن ببيت السعودي بالحي المحمدي، تؤكد للمحققين أنه أسكنها به وجعله مهرا لها، بينما يؤكد السعودي للمحققين أنها سرقت منه المفتاح لتحتله. الفرنسي والبوليسي والسمسار أدانت ابتدائية أكادير منذ أسابيع قليلة فرنسيا من أصل جزائري وشرطيا ووسيطا لمتهمين بابتزاز امرأة بصورها العارية بشهرين نافذين لكل واحد منهم، وتعويض مالي قدره 15 ألف درهم للمطالبة بالحق المدني، سيؤديها زوجها المتهم في هذه القضية إلى جانب الوسيط المعتقل، وكانت الزوجة تنازلت عن حقوقها المدنية لفائدة الشرطي. بداية الحكاية وفق روايات أطراف القضية انطلقت منذ سنة 2010 عندما التقت الفتاة بالفرنسي ذي الأصل الجزائري بكورنيش أكادير، تعارفا وتبادلا أرقام الهاتف، ثم توطدت العلاقة بينهما كما يروي الزوج، وأسفرت العلاقة عن الاتفاق على الزواج. تقدم الأجنبي لطلب يد صديقته رسميا من والدتها، ليشرعا في التحضير لحفل الزفاف. بعد مرور أزيد من شهر باشر الشريكان الإجراءات الإدارية التي تسبق عقد زواج مختلط، ولأن الزوجين كانا في عجلة من أمرهما، بحثا عن الطريق الأسهل، ولن يكون سوى الاستعانة بشرطي يعمل بولاية أمن أكادير، تعرفت الزوجة عليه بواسطة صديقتها التي تعمل حلاقة. أقام العريسان حفلة زفاف كبيرة بجنوب المغرب، وثقت بالصور والأشرطة وحضرها القريب كما البعيد، تؤكد أم الزوجة أنها أقيمت بقرابة 7 ملايين سنتيم من مالها الخاص، رغبت أن تفرح بابنتها وأن تراها عروسا بجانب مسلم مغاربي، يعمل صحفيا بفرنسا، غير أنها ستكتشف رجلا لا يقيم للرابطة الزوجية وزنا، كل همه أن يقضي مع زوجته اليوم متنقلا بين الملاهي. لم يمر على زواجهما سوى سبعة أشهر حتى طفت مجموعة من المشاكل على سطح هذه العلاقة، وصلت حد نشر مئات الصور العارية إلى جانب أشرطة إباحية للزوجة على شبكات التواصل الاجتماعي، صور بملابس داخلية، وبأوضاع ساخنة، تلقفتها مواقع الإباحة. الزوجة تتهم الشريك بالانتقام منها، بنشر تلك الصور خفية، ثم شرع في ابتزازها بتحالف مع صديقه الشرطي، بعدما رفض أن تصحبه إلى فرنسا، بينما الزوج يفيد العكس، ويتهم زوجته بأنها هي من قام بنشر تلك الصور على المواقع الإباحية وأنه اكتشفها بشكل مفاجئ وصعق من مظهرها، واعترفت له بذلك في وقت سابق، ويضيف بأنه حاول طمس الفضيحة بإزالتها غير أن العدد الكبير للمواقع الإباحية التي تناقلتها جعلت المهمة ليست بالسهلة. وأكد الزوج بأنه بلغ إلى علمه بأن زوجته تخونه مع الغير في غيبته عندما كان بفرنسا، فجاء إلى المغرب دون علمها وشرع في اقتفاء أثرها حتى يضبطها متلبسة بالخيانة. زواج «الكوكوت مينوت» صفقة هدفها الربح بمنطق السوق الاستهلاكية لماذا يلجأ بعض الأجانب إلى إبرام عقد زواج شرعي وإقامة أعراس أسطورية من أجل الوصول إلى مبتغاهم وقضاء وطرهم من بعض الفتيات؟ الظاهرة ناتجة عن تطور المجتمع المغربي ووجود إغراءات مادية، فالزواج كما هو متعارف عليه رابطة ذات بعد قدسي ديني في الثقافة الأنتروبولوجية، والزواج ارتبط بحصانة انثروبولوجية سوسيولوجية انبنت على الحشمة والشرف، وأعطت للزواج مرجعيته وفق أدوار محددة لدى المرأة والرجل . حاليا تطور المجتمع ليصبح فردانيا إلى حد كبير فظهرت ممارسات وسلوكات، غيرت منظومة القيم، الزواج في عمقه مسؤولية وتعاقد بين المرأة والرجل. هو كذلك ضمانة للمحبة والتعاقد حول مشروع الحياة وفق رؤية ومشروع حياة. وبخصوص الحالات التي نحن بصددها، تحكمها السرعة في اتخاذ القرار، مؤطرة بسرعة الزواج، كما أن العلاقة ارتبطت بأجانب من دول لديها مواصفات الرفاه، وبهذا نكون أمام صفقة في غياب الضوابط وضمانات مدونة الأسرة كمرجعية على سبيل المثال، يلاحظ أن هذه الحالات لا يتوفر فيها لا النموذج التقليدي ولا العصري للزواج. لكن ألا ترون أننا أمام تعاقدات زواج تتحكم فيها القيم المادية؟ الزواج حتى بالمنظور العصري أو الحداثي هو التوافق المتبادل، وتوفير السعادة للطرفين، هو اختيار وتوافق ومحبة متبادلة بين كل العناصر ممتدة داخل الزمن بمشروع الحياة، والنماذج الحالية، تشذ عن الرابط التقليدي والنموذج العصري الحداثي للزواج. الاختيارات الذاتية هنا غير موجودة، هذه العلاقات مؤطرة بمرجعية استهلاكية وفق سوق استهلاكية منبنية على صفقة لشرعنة العلاقة الجنسية، في غياب شروط الاستمرار والمحبة والرعاية. وفي دراسة الحالات نجد مجموعة أسر، بسبب الوضع الاجتماعي أو وفق التمثلات التي يملكونها على المقيمين خارج الوطن بأوروبا، أو لدى أشخاص بوظائف بارزة يتم تغييب الضوابط والحماية التي يفترض أن تمنحها الأسرة المغربية للفتاة، من أجل كسب الطمأنينة والضمانة الاجتماعية مع الشخص الذي سيرتبط بالفتاة. الأسرة المغربية تعتبر ضامنة على مستوى العلاقات، لكن عندما تقبل الأسرة هذه الصفقة تكون قد تخلت عن الضمانة المجتمعية، مجموعة من الأسر فقدت مهامها الأسرية القاضية بتوفير الضمانة الاجتماعية وتحت دافع الإغراءات تخلت عن مهامها الأسرية القائمة على الرعاية والاهتمام. ما الذي حول في نظركم رباط الزواج إلى مشروع متسرع للكسب المادي؟ ممارسة لعبة الأدوار أثناء إبرام «الزواج / الصفقة»، هناك إغراء متبادل، الرجل يبحث عن إغرائها وشرائها، فيضفي على العملية «ماكياج» لإعطاء الشرعية للزواج، بالمقابل نجد الطرف الآخر متسرع قي عملية الزواج في ظل الإغراء بشقة كمهر . ففي هذه الحالة ارتبط الزواج بالشرط المادي وليس من أجل البناء والدوام، الرجل في هذه الحالة بصدد إبرام صفقة من أجل الاستهلاك، هناك إذن نوايا متبادلة في إطار لعبة الأدوار، نوايا مادية مستورة ومخفية، يحضر منطق الاستهلاك في أقرب وقت ممكن فيوضع مشروع الزواج في «كوكوت مينوت» للاستمتاع بأكبر متعة ممكنة. كل واحد كان مستعدا لقضية الطلاق، وتحصين النفس جاء في هذه الحالات بالشقق والحساب المالي والسيارة، والرجل المولع باستهلاك الفتاة يرفع من الثمن ليستفيد ويستهلك بسرعة ثم يمضي إلى حال سبيله. المعادلة المادية أصبحت حاضرة داخل الأسر المغربية، دخلت ثقافة جديدة وتمثلات حديثة، فجانب من الزواج بالمغرب أصبح حاضرا لديه البعد المادي والمعادلة المادية أصبحت حاضرة بسوق المبادلات. لم تعد قيم الارتباط والشرف هي الأساس لدى البعض هناك اختراق في القيم وهي سلوكات غير إيجابية على المستوى الإنساني، بعدما أصبح منطق السوق والقيم الاستهلاكية ينظم السلوكات.