دخلت المصالح الطبية بكل من مراكشوقلعة السراغنة، حالة استنفار قصوى وهي تجاهد لاستكناه سر مرض غامض، أودى بعامل بإحدى الضيعات، مدارك العزل الطبي ، بعد دخول حالته الصحية دائرة الإحراج. دق ناقوس الخطر، حين تعر ض رب أسرة ووالد لأربعة أبناء يبلغ من العمر 35 سنة، يقطن بدوار أولاد عيوش التابع لزمران الشرقية بسيدي رحال قيادة تاملالت بإقليمقلعة السراغنة،لمرض غريب، انتقل إليه من حيوان. تم نقل المريض الذي أصيب بأعراض خطيرة، تمثلت في ارتفاع ملحوظ في درجة حرارته،مع ظهور دمول وتقرحات جلدية بمختلف أنحاء جسده، صوب مستشفى السلامة الإقليميبقلعة السراغنة، الذي قرر طاقمه الطبي إحالته على مستشفى الاختصاص ابن النفيس بمراكش. بعد رفض استقبال المريض بالمستشفى المذكور، بالنظر إلى حالته الصحية النادرة، لتتم إحالته على مستشفى ابن طفيل،التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بالمدينة ذاتها، حيث أدخل قسم الإنعاش، وخصصت له غرفة غاصة،وضع على بابها حارس أمن خاص،لمنع دخول أي كان، مع تصنيف الحالة ضمن الأمراض المعدية،السريعة العدوى والانتقال. إجراءات صارمة تمت مواكبتها، بضرب سرية تامة على الحالة،ورفض الخوض في الموضوع من طرف مسؤولي المستشفى،تحت ذريعة”حساسية الوضع”. مصادر عليمة رجحت أن يكون المرض الذي أصيب به الضحية ،يحمل اسم مرض الفحم، وهو من نوع الأمراض النادرة في العالم، التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وتدخل المصاب مباشرة دائرة الوضع الصحي المحرج، مع تأكيد مصادر طبية بأن المريض يعاني من مرض نادر، لم يسبق لفضاءات المستشفى أن استقبلت أية حالة مماثلة. وصرح مدير المستشفى أن المصاب يخضع لمراقبة خاصة في غرفة معزولة، وتحت التنفس الاصطناعي، مشيرا إلى أن مرض الفحم هو نادر الحصول، وأن الضحية أصيب لغياب تلقيح المواشي، موضحا ضرورة إخضاع جميع المواشي للتلقيح. بدأت فصول معاناة المريض، حسب مصادر مطلعة،حين نفقت إحدى الأبقار بالضيعة التي يعمل بها، وقام بناءا على تعليمات البيطري بذبحها وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة، حين ظهرت أعراض مثيرة، تطلبت إحراق جثة البقرة، وخلط رمادها بمادة الجير، لتنطلق بعدها بيومين أعراض المرض على العامل المعني،ويتم توجيهه صوب المستشفى. وحتى تتسع مساحة الغموض المحيط بالعملية، فقد تم نقل جميع المواشي والدواجن الموجودة بالضيعة إلى وجهة مجهولة، مع ضرب ستار من السرية على القضية برمتها، فيما بدأت بعض الأبقار بعموم الإقليم تتعرض للنفوق في ظروف غامضة. ثلاث بقرات نفقت بالتوالي بمحيط جماعة العطاوية، فيما تعرض البعض الآخر للموت بمناطق مختلفة على امتداد فضاء إقليم السراغنة. الجهات المسؤولة بكل من مراكشوإقليمقلعة السراغنة،وبدل العمل على توضيح حقائق الأمور، ووضع الرأي العام الوطني والمحلي في صورة الحدث، فضلت نهج سياسة، ضرب ستار من السرية والتكتم، وإحاطة مجمل هذه الوقائع بستار” ما عرفتش، وما فاراسيش”، تحت يافطة” الهدرة كثيرة،والسكات احسن”. إسماعيل احريملة