لأنه برميل بارود يهدد المنطقة المغارببة ودول البحر المتوسط، وزراء المنطقة يجتمعون اليوم بالعاصمة الجزائرية لتفعيل التنسيق الأمني بين دولهم لمناقشة التحديات الأمنية المرتبطة بمكافحة الإرهاب، مثل تأمين الحدود البرية بين دول المنطقة المغاربية، وأيضاً بين هذه البلدان ومنطقة الساحل، فضلاً عن محاربة العصابات التي تتاجر بالمخدرات والبشر والأسلحة. هي عشر دول. خمس منها دول مغاربية هي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وخمس دول أورومتوسطية هي: فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا. الهدف بحث الوضع الأمني في منطقة الساحل، خاصة بعد التطورات الأخيرة المرتبطة بالتدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي. يوم أمس الإثنين اجتمع خبراء الدول العشرة في العاصمة الجزائرية للتهييء للاجتماع، فيما يجتمع وزراء الداخلية يومه الثلاثاء لوضع آخر اللمسات على نتائج المشاورات وتفعيل ما سبق أن تم الاتفاق عليه وخاصة في مجال التنسيق الأمني في المنطقة، بعد اقتناع الدول المغاربية بحتمية ترك الخلافات السياسية جانباً، وضرورة الانكباب على المواجهة الجماعية للتحديات التي تواجه هذه الدول، خاصة على المستوى الأمني المتحول في المنطقة. «لابد من مقاربة شمولية لمكافحة التهديدات بالمنطقة وأن لا تقتصر على دولة على حدة» يقول وزير الداخلية امحند العنصر في اتصال هاتفي مع «الأحداث المغربية» صبيحة يوم أمس الإثنين، مضيفا أنه سيكون حاضرا في اجتماع الجزائر لأهميته في بحث سبل مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة وخاصة خطر الإرهاب. رغم محاولات الجزائر في السنوات إبعاد المغرب عن اجتماعات ما تسميه دول الميدان، لكن وزير الداخلية كشف أن «هناك تنسيقا ثنائيا بين المغرب والجزائر»، لكنه أضاف أنه «ليس بالمستوى المطلوب».ذاك ما سبق أن طالب به ممثل المغرب أمام المنتظم الأممي محمد لوليشكي والذي أوصل القلق المغربي إلى المنتدى الأممي، وقال إن : «الوضعية المقلقة بمنطقة الساحل والصحراء تتطلب أكثر من أي وقت مضى مضاعفة الجهود لتعزيز التعاون بين دول المنطقة على أساس مقاربة مندمجة». اجتماع العاصمة الجزائرية يأتي بعد لقاء تشاوري سابق لوزراء داخلية الدول المغاربية بالسعودية اتفقوا من خلاله أن يكون اجتماع الجزائر مناسبة لتفعيل التنسيق الأمني في المنطقة. المغرب سبق أن شارك بوفد من الخبراء بالجزائر العاصمة في أشغال الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل وذلك في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب. والمنتدى مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، ويعمل على تحفيز التنسيق القائم على إجراءات ملموسة وتجنيد الالتزام وقدرات مكافحة الإرهاب. وتم إطلاقه من طرف وزراء الخارجية بنيويورك، وترأسه كل من تركيا والولايات المتحدةالأمريكية. الاجتماع حضره بالإضافة إلى المغرب ممثلو 30 بلدا عضوا من دول منطقة الساحل ومنظمات إقليمية ودولية، لخمسة مجالات تتمثل في الأمن الحدودي والتعاون بين مصالح الشرطة ومكافحة تمويل الإرهاب والتعاون وتعزيز النظامين القانوني والقضائي وكذا التزامات المجموعات. الوضع المقلق في شمال مالي ومنطقة الساحل شكل أيضا أمس الإثنين موضوع لقاء مناقشة ينظمها البرلمان الأوروبي ببروكسيل، وتنظمه لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي وسيحضره المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى منطقة الساحل «رومانو برودي» ، إلى جانب رؤساء لجان الشؤون الخارجية لبرلمانات كل من الجزائر والمغرب و تونس وموريتانيا. أوسي موح لحسن