حققت زوجة مراكشية شابة مقولة»ومن الخمر ما قتل» حين لم تقو على كظم غيظها طويلا، جراء الإعتداءات المتتالية التي دأبت على التعرض لها على يد زوجها المدمن، وبعد أن طفح بها الكيل، وفي فورة غضب عارمة، عمدت إلى تكبيله بمساعدة من شقيقها، مع تعريضه لعنف شديد، أسلم على إثره الروح لباريها، لتجد نفسها بعد ذلك أسيرة سن «بولمهارز» رفقة الفتى الشقيق. بدأت فصول القضية، حين توصلت المصالح الأمنية ببهجة الجنوب صبيحة الثلاثاء المنصرم بإخبارية تفيد بوجود شخص في حالة وفاة، وهو مكبل اليدين والساقين بمنزله الأسري بدرب الحمام بحي سيدي أيوب داخل المدينة العتيقة. وبمجرد وصول العناصر الأمنية إلى العنوان المذكور، سيجدون رجلا وهو جثة هامدة، تظهر على جل أعضائه الخارجية علامات التعنيف، كما وجدت يداه وساقاه مكبلة بواسطة حبل متين. وباستفسار الزوجة (26 سنة) أكدت بأنها ظلت تعيش رفقة زوجها ( 34 سنة) الرصّاص منذ سنوات، حيث رزقت منه بطفلة في شهرها الرابع، وبالنظر إلى حالة الإدمان على شرب الخمور، والمشروبات الروحية التي كان يتخبط فيها الزوج الهالك، فقد كان غالبا ما يعمد بعد أن تلعب الخمرة برأسه، ويدخل مرحلة العربدة، إلى الاعتداء عليها بالضرب والتعنيف، حيث ينصحها جميع الأهل والأقرباء بضرورة التحلي بالصبر، واحتمال فظاظته حتى «يعفو عليه الله ويبعد من البلية». وليلة الحادثة، وبعد أن احتسى كمية كبيرة من الخمور الرخيصة، سيشرع في توجيه سيل من الشتم والسباب إلى شقيقها الفتى ذي 22 ربيعا، الذي يعيش برفقتهما بالمنزل، حيث بدأ في الإنتقاص منه، والتشفي من حالة البطالة التي يعيشها «بدون شغل ولا مشغلة»، مادفع بالفتى تحت فورة الغضب إلى مغادرة البيت، قبل أن يتعقبه الهالك، ليهدئ من روعه، ويعتذر له عما بدر منه، ما جعل الشقيق يعود إلى المنزل، ظنا منه أن صهره قد ندم على ما تفوه به ضده. ما إن عاد الفتى، حتى انقلب الزوج 180 درجة، ليعود إلى سيرته الأولى من خلال رفع التحدي في وجه الجميع، ورفع عقيرته بالسب والقدح، قبل أن يعمد إلى قنينة مشروبات غازية، ويكسرها ليتناول شظية منها، ويعمد بعدها إلى حمل سكين مطبخ كبيرة، قبل أن يتوجه صوب الدولاب ويتناول عصى غليظة، وهو يزبد ويرعد، ويهدد الزوجة وشقيقها بأوخم العواقب. أمام حالة الهيجان التي كان عليها الزوج، وفي فورة الاحتقان، ستعمد الزوجة وشقيقها إلى التعاون لتكبيله حيث ساعدهم في ذلك حالة السكر الطافح التي كان عليها ، ومن ثمة الشروع في ضربه بأنحاء مختلفة من جسده إلى أن استكان وهدأت حالة هيجانه. غادر الفتى بعدها البيت للبحث عن شقيق الزوج لطلب مساعدته في احتواء الوضع، والعمل على تهدئته، حين فوجئ الجميع بأنه قد فارق الحياة. أمام هذا المستجد الطارئ، تم ربط الإتصال بالمصالح الأمنية التي عملت على توقيف الزوجة وشقيقها، وإحالتهما على النيابة العامة في حالة اعتقال بتهمة الضرب والجرح العمديان المفضيان إلى الوفاة، فيما أحيلت الجثة على الطب الشرعي قصد إجراء التشريح.