تعاني الكثير من الزوجات من مرض أزواجهن بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع الضغظ الدموي وغيرها من الأمراض التي يعلق عليها الأزواج سلوكاتهم، ويجعلون منها السبب وراء عصبيتهم التي لا تنتهي، هذا الأمر الذي ينعكس بصورة سلبية على نفسية الزوجات وعلى صحتهن الجسدية كما حدث مع لكبيرة وفاطمة اللتين وجدتا نفسيهما في وضع لا يحسدن عليه بسبب انفعلات زوجيهما المريضين بأمراض مزمنة. انعكست على صحتهما وجعلتهما أيضا يعانيان من أمراض مختلفة بسبب « الفقصة». « غير خليها على الله معا هاد الراجل قهرني ومرضني معاه» عبارة حملتها لكبيرة كل معاناتها، ومشاكلها مع زوجها المريض بالسكري والذي تحول إلى عائق بالنسبة إليها، يحول دون تمتعها براحتها، مادامت تقضي الكثير من الوقت في مراقبته خوفا عليه من تناول المأكولات الحلوة. «قهرني ومرضني معاه» تغيرت حياة لكبيرة رأسا على عقب، بعد اكتشاف إصابة زوجها بمرض السكري، حيث أًبح ميزاجيا، سريع الغضب، لا يتحمل أن يتحدث إلى أحد عن مرضه، أو يلتزم بتعليمات الطبيب فيما يخص الحمية أو الانتظام في تناول الأدوية، حتى لا تسوء حالته الصحية. أصبح من الصعب على أي شخص في البيت أن يدخل في نقاش مع الأب، أو ينتقده في أي شيء، بسبب غضبه السريع، وتوقع ضربه أحدهم أو تكسير ما في يده، بدعوى « طلوع السكر» الذي وجد فيه الشماعة التي يعلق عليها كل تصرفاته غير المقبولة. لكبيرة هي أكثر المقربين إلى زوجها ضررا من انفعالاته، وردود أفعاله التي لا يمكن توقعها، بسبب عصبيته الزائدة، التي تدفعه إلى تكسير كل ما في طريقه والصراخ في وجهها تعبيرا عن عدم رضاه عن شيء ما، أو انزعاجه من سلوك أحد أبنائه. وجدت لكبيرة نفسها في موقف صعب، بين رغبتها في الحفاظ على مستوى السكر في دم زوجها، من خلال مساعدته على تغيير عاداته الغذائية، وحثه على تناول الأدوية بانتظام، وبين عدم رغبته في الامتثال لنصائح الطبيب، ومراوغتها من أجل تناول المأكولات الحلوة سرا. أصبحت لكبيرة أيضا تعاني من الأزمات النفسية، التي تنتابها بين الفينة والأخرى بسبب عدم قدرتها على تحمل المزيد من الضغوط من زوجها، الذي لا يعير مجهوداتها في الحفاظ على صحته أي اهتمام، ويعيب عليها ضغطها الكبير عليه إلى درجة الإحساس بالاختناق من مراقبة ما يجب أن يأكل وما لا يجب. لم تتمكن لكبيرة من فرض نمط غذاء منتظم على زوجها، الذي رفض الخضوع لأي حمية أو ممارسة أي رياضة، رغبة منه في تأكيد كونه لا يعاني من شيء، وأنه مازال قادرا على تناول كل ما يحب دون أن يؤثر ذلك على صحته، غير عابئ بتحذيرات الطبيب من عواقب تصرفاته غير المسؤولة، التي نتج عنها إصابته بفشل كلوي، وبدل أن يعالج مرضا أصبح يعالج اثنين. زادت معاناة لكبيرة النفسية مع زوجها، الذي لم يكن يتقبل أن يعرف أنه يعاني من السكري، ليصاب بمرض آخر مزمن ويحتاج للكثير من العلاج، بسبب «قسوحية راسو» ورفضه الامتثال لنصائح الطبيب، مما جعلها في حالة نفسية متأزمة مرضت بسبب مرض زوجها كانت حياتها عادية، لا تزعزعها إلا بعض المشاكل العادية التي يمكن أن يعاني منها كل بيت وأي زوجين، إلا أن تغير كل شيء وأصبحت تعاني بشكل يومي من عصبية زوجها خاصة بعد أن أصيب بمرض ارتفاع الضغط، ولم تعد له القدرة على تحمل أي شيء. تغير زوج فاطمة من النقيض إلى النقيض، وأصبح طوال الوقت يصرخ في وجه الجميع ولأتفه الأسباب، وجاعلا من أي موقف سببا لافتعال المشاكل، بدعوى مرضه وعدم قدرته على تحمل أدنى شيء، مما جعل حياة أفراد أسرته تنقلب إلى جحيم. فاطمة أكثر شخص متضرر من مرض زوجها بارتفاع ضغط الدم، لأنها تحاول جاهدة إبعاده عن كل ما يمكن أن يجعله عصبيا، أو يكون سببا في إغضابه، وبذلك لم يعد بإمكان من في البيت التكلم بعفوية، أو بصوت مرتفع لأن هذا الأمر يؤلمه ويشعره بالآلم في رأسه. لذلك بدأ الجميع يفضلون الصمت في وجوده، ويحاولون تأجيل الخوض في أي موضوع في انتظار غيابه عن البيت من أجل خوض أي نقاش. تغيرت ميزاجية الزوج الذي أصبح يشتكي من كل شيء في البيت، لذلك أصبح يتخذ قرارات منفردة بمغادرة البيت والسفر إلى مدن أخرى مجاورة من أجل تغيير الجو، وبحثا عن الهدوء والراحة، دون علم زوجته وأبنائه، وهو الأمر الذي يجعل الجميع في حالة استنفار، للبحث عنه وإيجاد مكانه من أجل الاطمئنان عليه. تصرفات الزوج غير المسؤولة تجعل فاطمة في حالة رعب دائمة خوفا عليه، وعلى صحته خاصة أنه كان يرفض الامتثال لنصائح الطبيب والانتظام في تناول أدويته، التي كانت حريصة على إعطائها له في وقتها، وجعلها في عصبية دائمة بسبب سلوكاته غير المسؤولة، التي تجعلها في حالة نفسية سيئة. انعكس الوضع الصحي لزوج فاطمة عليها، وأصبحت هي أيضا تعاني من نوبات عصبية، تجعلها تدخل في نوبات هستيرية من الصراخ، بعد أن فشلت كل الطرق التي سلكتها في التعامل مع زوجها في إرضائه، وجعله يلتزم بتعليمات الأطباء، من أجل الحفاظ على سلامته وحياته. مجيدة أبوالخيرات