لا يمكن لأي كان أن ينكر الفعالية والدور الكبير اللذين تلعبهما مواقع التواصل الاجتماعي في تقريب المسافات والتواصل بين مختلف مستخدمي شبكة الأنترنت على امتداد العالم، كما لا يمكن إقصاء الخدمة التي يقدمها الفيسبوك تحديدا لكونه قاعدة بيانات مهمة توفر مئات المعطيات المرتبطة بشخصيات عامة قد تكون فنية أو مثقفة أو سياسية أو رياضية ومنتمية للمجتمع المدني، وهي الخدمة المشروطة بحمل الصفحات للهويات الحقيقية لأصحابها. وللأسباب السابقة الذكر، فإن العديد من الفنانين المغاربة هموا نحو استخدام «الفيسبوك» إيمانا منه بالدور التواصلي الكبير الذي يلعبه سواء مع الجماهير العريضة أو الفاعلين في القطاع الفني أو الإعلامي، خصوصا أنه يخدم فنانينا في الاطلاع على جديد الأعمال الفنية والبحث عن فرص للشغل داخلها إضافة إلى إمكانية التعبير عن آرائهم ومواقفهم من قضايا قد تهم مجال شغلهم أو تعنيهم بشكل شخصي إضافة إلى دوره الكبير في توسيع دائرة جمهوره محليا وعربيا ودوليا.. لكن، ورغم كل الإيجابيات السابقة، يبقى استخدام وتوظيف الفيسبوك من قبل شخصيات عامة وفنية بشكل خاص محفوفا بالمخاطر، لاعتبارات عديدة أهمها كونه بوابة يعلن من خلالها عن أفكاره وآرائه ووجهات نظره، إضافة أنه يرد من خلاله على تعلقيات جمهوره، وهي النقطة التي نسلط الضوء عليها بشكل خاص من خلال واقعة شهدتها الصفحة الرسمية لفنانة مغربية مقيمة بين المغرب والخارج، لم يشكل استخدامها في ذلك اليوم سعدا عليها.. فقد فوجئت الفنانة بتعليق وضعته إحدى «معجباتها» في قلب صفحتها الرسمية واصفة إياها بصفات دون المستوى وبنعوت لا يرقى الموضع لمثلها، لسبب يرجح أن يكون مجرد الرغبة في استفزاز الفنانة والدفع بها إلى رد على تعليق على هاته المعجبة .. وهو ما حدث بالفعل، من خلال تراشق وتبادل لجمل وعبارات (دون المستوى) بين الفنانة ومعجبتها قبل أن تنتبه الأولى إلى أنها شخصية فنية يتوجب عليها التحلي بالصبر والتروي قبل الدخول في سجالات عقيمة لا تغني ولا تسمن من جوع، حيث اتجهت الفنانة إلى حذف كل هاته التعليقات جملة وتفصيلا بعد انتباهها «المتأخر» لكون الأمر يتعلق بصورتها التي تعكسها عبر هاته الوسيلة التواصلية التي تفعل فعل السحر باختراقها لمختلف ربوع العالم على غرار ما يفعل «طير حب» الفنانة المغربية هدى سعد.. الواقعة ذاتها لا يمكن اعتبارها عابرة بأي حال من الأحوال، فرغم أن الفنانة المغربية حذفت من صدر صفحتها الرسمية على الفيسبوك كل تعليقات المعجبة على نحو يضاهي حذفها لكافة ردودها عليها، فإن عدد من اطلعوا واكتشفوا مستوى وفحوى تلك المحادثة الالكترونية كبير.. وهو ما يقود للقول إن ضرورة تحلي الفنان بالصبر وسعة الصدر والديبلوماسية في تعامله مع التعليقات الواردة على صفحاته الرسمية، في الوقت الذي يتوجب فيه أيضا على كل من شاء وضع تعليقاته على صفحات شخصيات عامة (بعيدا عن مجالات اشتغالها) أن يعي تمام الوعي أن الأمر يقتضي منهم الاحترام والتقدير المسبق بعيدا عن الاستفزازات المجانية المنبنية ربما على حسابات شخصية و ضيقة، لا تفيد عموم مستخدمي الفيسبوك في شيء بناء على الحب والود والاحترام المتبادل بينكم أنتم الفنانون المغاربة وأنتم الجماهير المغربية بمعجبيكم ومنتقديكم لأنه باختصار «فيسبوكم».. والله يهديكم!! إكرام زايد