«ولد المزابية» يسقط أخيرا. اسم «دوخ » عناصر الأمن لفترة طويلة. كان موضوع مذكرات بحث وطنية ومطاردات وتدقيق. هذا ما تؤكده التقارير الأمنية عبر التراب الوطني.. مقر مصلحة الشرطة القضائية بالمحمدية. يعيش في بحر الأسبوع الجاري حركة دؤوبة وحبس للأنفاس المعلومات والتحريات المتوفرة حول سلسلة من الجرائم بدأت خيوطها تنكشف أخيرا . كانت المعطيات الأولية كافية للاهتداء إلى بصمات مقترفها الرئيسي. « ولد المزابية » الزعيم المفترض للعصابة لم يكن المتهم الوحيد في سلسلة من الجرائم الغامضة. سوابقه تشير إلى ذلك حسب نفس المعطيات. كان يستدرج ضحاياه رفقة تسعة أفراد آخرين، كانوا يستعينون كذلك في عملياتهم الإجرامية ب «خدمات» فتاتين كطعم لاصطياد الضحايا. في البداية يستهدفون محلات الاصطياف الثانوية الشاطئية وسرقتها. اختيار منطقة الهرهورة بمدينة تمارة إلى غاية واد المالح بمدينة المحمدية كمسرح لجرائمهم ليس صدفة. كانوا يعلمون بخلو مساكن و« فيلات» هذه المنطقة من أصحابها قبل اقتحامها. لتنقلاتهم بين مسرح وآخر – تشير المصادر – يستعلمون سيارات مختلفة تابعة لشركات التأجير بهدف التوهيم، وعدم إثارة الشكوك. أفعالهم الإجرامية لم تتوقف عند السرقة واقتحام «الفيلات» . الأبحاث والتحريات أكدت أن المشتبه فيهم قاموا كذلك بارتكاب أعمال عنف أخرى. منها محاولة قتل أحد عناصر القوات العمومية أثناء مزاولته لمهامه بشاطئ تمارة. احتجاز وتعذيب وسرقة أحد الأشخاص بشاطئ الهرهورة، ثم اختطاف واغتصاب إحدى الضحايا وسرقة هاتفها المحمول. بالإضافة إلى »سرقة مجموعة من السيارات الفاخرة بهدف تهريبها خارج المغرب » تقول المصادر الأمنية. لم تنته مهمة عناصر الشرطة القضائية في ذلك اليوم عند إلقاء القبض على أفراد العصابة. مذكرة البحث على الصعيد الوطني كانت »حبلى» » بالمفاجآت. أشارت في إحدى فقراتها إلى وجود عنصرين من الشبكة هما موضوع بحث كذلك. أما تهمتهما فهي تتعلق بالقتل العمد والسرقة الموصوفة وفي مناسبات متفرقة. بمصلحة الشرطة القضائية، كانت محجوزات العصابة مهمة ومختلفة. مبالغ مالية متحصلة من عمليات السرقة. أسلحة بيضاء. هواتف نقالة مسروقة، ثم سيارة خفيفة تابعة لإحدى شركات التأجير استعملها المتهمون في تنقلهم أثناء بحثهم عن الأهداف . انتهت » مغامرات« المتهمين التسعة، لكن ملفهم لم يغلق. الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قرر إيداعهم رهن الاعتقال بالمركب السجني بالدار البيضاء في انتظار انطلاق محاكمتهم. م. عارف/ ع. مامون