أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب والولاياتالمتحدة عازمان على إعطاء مضمون أقوى لعلاقاتهما الثنائية. وقال السيد بوريطة في ندوة صحفية مشتركة مع نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان "أكدنا أن العلاقات بين الرباطوواشنطن تمتلك الأدوات والإطار القانوني الضروري الكفيل بالنهوض بها، وإعطائها مضمونا أقوى لكي تدخل مرحلة جديدة تتناسب وطموح البلدين لمجابهة التحديات الموجودة وبحث الأولويات المطروحة على الصعيدين الإقليمي والدولي". وأضاف "أكدنا على أهمية العلاقات التي تربط بين البلدين منذ 240 سنة"، مسجلا أن هذه الروابط متعددة الأبعاد، تهم الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والانسانية. وبعد أن أبرز أن هذه العلاقات يدعمها إطار قانوني ومؤسساتي، دعا السيد بوريطة إلى الارتقاء بها إلى مستوى تطلعات البلدين وحجم التحديات والأولويات التي تواجه الولاياتالمتحدة والمغرب على الصعيدين الاقليمي والدولي. وسجل أن المباحثات التي أجرها الجانبان "شكلت أيضا مناسبة للتأكيد على الموقف الواضح والثابت بشأن مغربية الصحراء، والدور الذي يمكن أن يضطلع به البلدان في إرساء السلم الإقليمي والدولي"، مستحضرا التحديات الأمنية التي تهدد السلم والاستقرار الدوليين. وقال السيد بوريطة في هذا الصدد، "كحليفين وشريكين، يعملان وفق قيم ومصالح مشتركة يتعين علينا جعل علاقتنا الثنائية تسهم في إرساء الأمن في الساحل وإفريقيا وفي دول أخرى". وتوقف عند المواعيد المهمة المتوقعة في الأشهر المقبلة، من قبيل زيارة كاتب الدولة الأمريكي في ماي المقبل لرئاسة اجتماع التحالف ضد داعش، واجتماع المنتدى الاقتصادي الإفريقي الأمريكي الذي ستحتضنه مراكش في يوليوز القادم. وعبر الوزير في هذا السياق، عن سعادته "باستقبال السيدة ويندي شيرمان التي تقوم بزيارة للمملكة المغربية، وأرحب بها أولا كصديقة للمغرب وثانيا باعتبارها فاعلا أساسيا في تطوير العلاقات الأمريكية المغربية على مر السنوات من مختلف المواقع والمناصب". ووصف السيد بوريطة هذه الزيارة ب "المهمة" لكونها أيضا تصادف اليوم العالمي للمرأة ( 8 مارس)، "وهي مناسبة للحديث عن كل الإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال ال20 سنة الأخيرة والتي شهدت تطورا كبيرا في النهوض بأوضاع المرأة وتمكينها من الناحية الاجتماعية الاقتصادية والقانونية". وبخصوص القضية الفلسطينية،توقف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على الدور المحوري للولايات المتحدة في مجال النهوض بالتعاون ثلاثي الأطراف (المغرب – الولاياتالمتحدة- إسرائيل) في إطار رؤية واضحة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ، وضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وبمناسبة زيارتها للمغرب، عقدت السيدة شيرمان اجتماعا مع السيد بوريطة، كما ترأست برفقته دورة الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة الذي يندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدة. وشكلت هذه الدورة، التي توجت بإصدار بيان مشترك، فرصة للدبلوماسيين الأمريكيين ونظرائهم المغاربة لاستعراض جملة من القضايا الإقليمية ، بما في ذلك الوضع في منطقة الساحل وليبيا وأوكرانيا. وأبرزت الدبلوماسية الأمريكية، في هذا البيان، دعم واشنطن لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة، ونوهت بالدور الإقليمي الذي يضطلع به المغرب في مجال التعاون الأمني.