أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن هيئات الاستخبارات الأمريكية بالتحقيق وإعداد تقرير عاجل حول أصل فيروس كورونا، وسط جدل متزايد حول بداية ظهور الوباء. وطلب بايدن من هيئات الاستخبارات الأمريكية "مضاعفة جهودها"، وتقديم تقرير له في غضون 90 يوما. ومنذ الإعلان عن اكتشافه، بلغ عدد الإصابات أكثر من 168 مليون حالة، وسجلت 3.5 مليون وفاة حول العالم. وربطت السلطات الصينية بين حالات الإصابة الأولى بالفيروس وسوق للمأكولات البحرية في ووهان. ويعتقد علماء أن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر. ومؤخرا أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى وجود أدلة متزايدة حول تسرب الفيروس من مختبر صيني. وأدانت الصين هذه التقارير، وأشارت إلى أن الفيروس ربما تسرب من مختبر أمريكي. وأقرت إدارة جو بايدن بأن هيئات الاستخبارات الأمريكية منقسمة حول أصل كورونا، فهناك من يعتقد أنه ظهر لأول مرة في مختبر، وهناك من يرى أنه انتقل من حيوان إلى الإنسان. ويمثّل هذا تحولا كبيرا مقارنة مع حالة الاستخفاف التي سادت في وسائل الإعلام الأمريكية العام الماضي بشأن فرضية تسربه من مختبر، حين طرحها الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو. ولم يساعد موقف ترامب وبومبيو في دعم هذه الفرضية بسبب الأسس التي استندت إليها شكوكهما. وظهرت تلك الفرضية، إلى جانب تكهنات أخرى يصعب تصديقها، مثل فرضية أن الفيروس صُنع في مختبر صيني، إذ لا يزال الأمر غير محتمل بدرجة كبيرة. وقد لا نعرف الحقيقة الكاملة حول منشأ الفيروس، خاصة إذا استمرت الصين في عدم التعاون. ولكن بايدن يتعهد بإجراء تحقيق كامل، وإن وجدت الولاياتالمتحدة دليلًا قاطعًا على تسربه من المختبر، فإن ذلك قد يشكل اختبارا حقيقيا للعلاقات الأمريكيةالصينية لسنوات قادمة. بحسب بيان صدر عن البيت الأبيض أمس الأربعاء، طلب الرئيس الأمريكي تقريرا عن أصول كوفيد-19، بما في ذلك إن "كان المرض ظهر نتيجة اتصال بشري مع حيوان مصاب أو إثر وقوع حادث في مختبر". وعند استلامه التقرير هذا الشهر طلب بايدن "متابعة إضافية". وقال: "توافقت أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول سيناريوهين محتملين، لكنها لم تتوصل إلى نتيجة نهائية حول هذه القضية". وقد طلب الرئيس حاليا من الوكالات "مضاعفة جهودها لجمع وتحليل المعلومات التي يمكن أن تقربنا من التوصل إلى نتيجة نهائية"، وأن تقدم تقريرا له في غضون 90 يومًا. كما طلب أن يبقى الكونغرس "على اطلاع كامل" على الأمر. وقال بايدن إن الولاياتالمتحدة "ستتابع العمل مع الشركاء الذين يشاركونها الرأي، للضغط على الصين للمشاركة في تحقيق دولي كامل وشفاف قائم على الأدلة، وإتاحة جميع البيانات والأدلة ذات الصلة".