أفادت الأممالمتحدة اليوم الاثنين، بأن ما لا يقل عن 2200 شخص فروا من مواقع الاشتباكات جنوب العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 أبريل الجاري. وذكرت وسائل إعلام ليبية نقلا عن تقرير أممي أن العديد من المدنيين حوصروا ولم تتمكن خدمات الطوارئ من الوصول إليهم. وحذر التقرير من أن “انتشار المزيد من القوات حول العاصمة وتزايد العمليات القتالية سيسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان”. وأشار التقرير إلى أن “وكالات تقديم المساعدة والإغاثة المتواجدة في المنطقة لديها ما يكفي من الإمدادت الطبية والمساعدات اللازمة لأكثر من 210 آلاف شخص، وهي تكفي لمدة ثلاثة أشهر”. وكانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا قد دعت أمس الأحد في “نداء عاجل” إلى هدنة لمدة ساعتين من الرابعة إلى السادسة بالتوقيت المحلي (14.00 إلى 16.00 بالتوقيت العالمي) في الضواحي الجنوبية للعاصمة من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين، بعد التصعيد العسكري. وأفادت الأممالمتحدة، مساء أمس أنه لم يتم التقيد بهذه الهدنة الإنسانية، فيما قالت فرق الإسعاف وبعثة الأممالمتحدة في ليبيا إن المعارك تواصلت الأحد في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، رغم الدعوة إلى هذه “الهدنة الإنسانية”. وقتل 32 شخصا على الأقل وأصيب خمسون بجروح منذ بداية هجوم قوات خليفة حفتر، يوم الخميس الماضي، في غرب ليبيا باتجاه العاصمة طرابلس، وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الليبية. وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية رفضها الشديد للعملية التي تشنها قوات خليفة حفتر، باتجاه طرابلس، داعية إياه إلى وقف فوري للهجوم. وقالت الخارجية الأمريكية في بيان على لسان مسؤول رفيع في الوزارة إن “الإدارة الأمريكية أكدت بوضوح على أعلى المستويات قلقها العميق من القتال قرب طرابلس”. وأضافت الوزارة في البيان، الذي نقلته سفارة واشنطن لدى طرابلس، أن “الولاياتالمتحدة تعارض الهجوم العسكري من قبل قوات خليفة حفتر وتدعو إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية ضد طرابلس والعودة إلى المواقع السابقة”. وناشد وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من جهتهم، الأطراف المتنازعة في ليبيا العمل على وقف إطلاق النار، لإفساح المجال للحوار. واعتبر الوزراء في تصريحات لدى وصولهم إلى مقر اجتماعهم اليوم في لوكسمبورغ، أن اشتداد القتال سيجعل من الصعب عمليا الحديث عن عملية سياسية وانتخابات في ليبيا، مشيرين إلى أن تدهور الوضع الأمني سيعرقل المساعي الجارية لعقد الملتقى الوطني في غدامس (غرب ليبيا). ودعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، جميع الأطراف إلى هدنة إنسانية، والعودة للمفاوضات السياسية في ليبيا. كما ناشدت السفارة الكندية في طرابلس، من جانبها، جميع الأطراف السماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية العاملين في المجال الطبي أثناء إجلاء الجرحى في جنوبطرابلس. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن موظفيها متأهبون لتقديم المساعدة الطارئة للعائلات الليبية النازحة داخليا واللاجئين، مشيرة إلى أنها خصصت لهذا الغرض عددا من الأرقام الهاتفية على مدار الساعة. وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، بدورها، عن وقف كافة نشاطاتها في العاصمة طرابلس على خلفية العمليات العسكرية الدائرة على تخوم العاصمة. ودعت المنظمة في بيان مقتضب موظفيها القاطنين في العاصمة طرابلس إلى عدم مغادرة بيوتهم خوفا على سلامتهم. وأكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، من جانبها، على ضرورة أن تكون الأولوية لحماية الأطفال واحترام حقوقهم في أوقات النزاع. ودعت اليونيسف في بيان لها جميع أطراف النزاع في ليبيا، إلى ضمان حماية جميع الأطفال، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل، مشيرة إلى أن المدنيين والمدارس والمستشفيات والأحياء السكنية يجب أن لا تكون هدفا. ويذكر أن معارك عنيفة اندلعت منذ حوالي أربعة أيام بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وقوات خليفة حفتر، التي تتقدم غربا بهدف الوصول إلى العاصمة طرابلس، في وقت تزايدت فيه الدعوات الدولية من أجل ضبط النفس. وفي هذا الإطار دعا مجلس الأمن الدولي خلال جلسة طارئة له حول الأوضاع الأخيرة في ليبيا، قوات حفتر إلى وقف الهجوم الذي تشنه على طرابلس. وتعلق الأممالمتحدة آمالا كبيرة على عقد المؤتمر الوطني في غدامس، بهدف وضع “خارطة طريق” لإخراج البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية القائمة منذ عام 2011. معجب بهذه: