يأمل يوفنتوس الإيطالي أن يؤتي الاستثمار الذي وضعه بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حين تعاقد معه الصيف الماضي من ريال مدريد الإسباني مقابل قرابة 100 مليون يورو، ثماره الثلاثاء حين يستضيف فريق “السيدة العجوز” أتلتيكو مدريد الإسباني في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وهو متخلف بهدفين نظيفين. وفي حديث له مع تلفزيون النادي عشية اللقاء المرتقب مع فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، أقر رونالدو بأنه “لم نكن نتوقع بأن نخسر لقاء الذهاب صفر-2، لكن أي شيء قد يحصل ونريد أن نرد بأفضل طريقة على أرضنا، أمام جمهورنا”. واعتبر البرتغالي الذي قاد ريال مدريد الى اللقب القاري في المواسم الثلاثة الماضية أنها “أمسيات رائعة، مذهلة: أمسيات دوري أبطال أوروبا”، واردف “الفريق واثق من خوض مباراة رائعة وأنا أيضا. للمشجعين أقول: فكروا بإيجابية، لنؤمن. استعدوا للعودة!”. وبدا أن الأسلوب الدفاعي لأتلتيكو ويوفنتوس سيكون سيد الموقف وأنهما سيخوضان لقاء الإياب وهما على المسافة ذاتها من بعضهما، لكن نادي العاصمة الإسبانية نجح في أمسية العشرين من شباط/فبراير في خطف هدفيه في الدقائق الأخيرة بفضل المدافعين الأوروغويانيين خوسيه ماريا خيمينز (78) ودييغو غودين (83). واستحق أتلتيكو أن يخرج منتصرا من اللقاء، إذ أصاب العارضة وتدخلت تقنية الفيديو “في أيه آر” لالغاء قرار الحكم الرئيسي بمنحه ركلة جزاء في الشوط الأول، ثم لالغاء هدف لمهاجم يوفنتوس السابق الفارو موراتا القادم الشهر الماضي الى فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني من تشلسي الإنكليزي. ورغم أفضلية الهدفين، حذر المهاجم الفرنسي لأتلتيكو أنطوان غريزمان من أنه “تبقى هناك مباراة الإياب التي ستكون مشابهة لهذه المباراة. كنا ندرك بأنها ستكون مباراة كبيرة”، مشيرا لراديو “أر أم سي سبور” الى أن “الجمهور كان خلفنا وساندنا في لحظات معقدة. حاولنا الهجوم دون أن نترك خلفنا الكثير من المساحات”. ويعول يوفنتوس كثيرا على رونالدو الذي أطاح به من الدور ربع النهائي الموسم الماضي بتسجيله ثنائية في تورينو قاد بها ريال للفوز 3-صفر في الذهاب ثم سجل هدف التأهل في الوقت القاتل ايابا (خسر ريال 1-3)، من أجل تكرار ما حققه النجم البرتغالي في نيسان/أبريل 2016 حين سجل ثلاثية حول بها خسارة فريقه ذهابا أمام فولفسبورغ الألماني بهدفين نظيفين . – “سي آر 7 موجود هنا من أجل ذلك” – والعودة من بعيد ليست مستبعدة بالنسبة ليوفنتوس، إذ سبق أن حقق ذلك ثماني مرات في دوري الأبطال، بينها في ربع نهائي نسخة 1996 ضد ريال مدريد في طريقه لاحراز لقبه الثاني والأخير. بالنسبة لصحيفة “كورييري ديلو سبورت” فإن “سي آر 7 موجود هنا (مع يوفنتوس) من أجل ذلك”، لخوض “مباراة لا يمكن لكريستيانو رونالدو أن يخطىء فيها”. وأردفت “لم يوقع من أجل الفوز بلقب الدوري أو تعزيز المبيعات، يوفنتوس ينتظر إنهاء أعوام من الخيبة”، في إشارة منها الى خسارته نهائي المسابقة خمس مرات منذ تتويجه الأخير عام 1996، بينها مرتان في الأعوام الأربع الأخيرة ضد قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد. في لقاء الذهاب، لم تكن عودة رونالدو الى العاصمة مدريد موفقة بعد أن تركها الصيف الماضي إثر 10 مواسم مع ريال مدريد، إذ كان حاضرا غائبا في اللقاء ولم يسجل حضوره سوى بفرصة واحدة من ركلة حرة ثم في الشوط الأول. وبعد أن أراحه المدرب ماسيميليانو أليغري مع العديد من النجوم في مباراة الدوري الجمعة ضد أودينيزي (4-1)، يأمل رونالدو أن يقدم الثلاثاء المستوى الذي جعله سيد المسابقة القارية التي أحرز لقبها خمس مرات وسجل فيها 121 هدفا، بينها 57 هدفا مفصليا. وبعد أن أنهى المواسم الستة الماضية كأفضل هداف في المسابقة، وصل رونالدو الى الشباك مرة واحدة فقط هذا الموسم ومنذ الخسارة أمام أتلتيكو لم يسجل أي هدف في الدوري، ما جعله يتنازل عن صدارة ترتيب الهدافين لمهاجم يوفنتوس السابق وسمبدوريا الحالي فابيو كوالياريلا (19 مقابل 20). والمشكلة التي تواجه يوفنتوس أنه يحتاج لتسجيل هدفين من أجل إطلاق المواجهة من نقطة الصفر ضد فريق متخصص في الدفاع لم يتلق أي هدف في أي من مبارياته الخمس الأخيرة. – “رونالدو قادر على كل شيء” – ورونالدو الذي سجل 22 هدفا في شباك الجار اللدود أتلتيكو خلال مواسمه العشرة مع ريال، تحدث عن فريق المدرب سيميوني قائلا “الجميع يعلم بأنهم فريق قوي، يدافعون بشكل جيد ولا يخاطرون كثيرا ويلعبون على الهجمات المرتدة، لكننا جاهزون وسنقوم بكل ما باستطاعتنا للفوز عليهم”. وبعد أن اكتشف عن كثب ما يمكن للنجم البرتغالي أن يفعله خلال اياب ربع نهائي موسم 2015-2016، اعتبر المدرب السابق لفولفسبورغ ديتر هيكينغ في حديث لصحيفة “غازيتا ديلو سبورت” أن “رونالدو قادر على كل شيء، بإمكانه أن يسجل مجددا ثلاثة أهداف كما فعل ضد فولفسبورغ. هو قادر بالطبع”. ورأى أن “أتلتيكو يملك أفضل دفاع في أوروبا وهجوما ممتازا: من دون رونالدو، من بإمكانه اختراع الأهداف في كافة الأحوال، سيكون الأمر مستحيلا. إذا لم أقل بأن رونالدو هو أفضل لاعب واجهته في حياتي، فسأكون كاذبا”. وأردف هيكينغ “أتذكر تلك الأمسية، قلت لفريقي بأنه لا يجب أن نخشاه أو (ملعب) برنابيو، لكن بعد 17 دقيقة كنا متخلفين صفر-2 بثنائية من سي آر 7، كان عملاقا”. وقد تكون مباراة الثلاثاء مصيرية لأليغري الذي وجهت اليه الكثير من الانتقادات بعد مباراة الذهاب بسبب أسلوبه المتحفظ، وحتى أن بعض التقارير المحلية تحدثت عن تقدمه بالاستقالة لكن رئيس النادي أندريا أنييلي رفضها.