حققت قوات ليبية تقدما جديدا يوم الجمعة في سعيها لاستعادة أراض من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحاصرين داخل سرت معقلهم السابق بشمال أفريقيا. وبعد ثلاثة أشهر من بدء حملة لاستعادة السيطرة على المدينة تخوض كتائب مكونة بالأساس من مقاتلي مصراتة المجاورة حرب شوارع متقطعة في مناطق سكنية يستخدم فيها المتشددون قناصة وألغاما وشراكا متفجرة للدفاع عن مواقعهم. وتقدمت الكتائب سريعا إلى سرت بعد بدء هجوم مضاد ضد الدولة الإسلامية في أوائل مايو أيار لكن البطء نال من وتيرة التقدم مع اقترابها من وسط المدينة. وإذا خسرت الدولة الإسلامية سيطرتها على سرت فستكون ضربة قوية للتنظيم الذي سيطر تماما على المدينة الساحلية العام الماضي وتمدد يمينا ويسارا بطول 250 كيلومترا تقريبا في مناطق يندر بها السكان. وتصطف الكتائب التي تقاتل الدولة الإسلامية في معسكر مؤيدي حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت برعاية الأممالمتحدة والتي وصلت إلى العاصمة الليبية طرابلس في مارس آذار الماضي. وتأمل قوى غربية في توحيد الفصائل المتصارعة في ليبيا والتي أسست عام 2014 برلمانين وحكومتين واحدة في الشرق والأخرى في الغرب بينما دارت بين مقاتلي الطرفين معارك على النفوذ. لكن الحكومة الجديدة تسعى لبسط سلطتها على بلد تسوده الاضطرابات وتجد صعوبة في توفير دعم مالي وإمدادات سريعا للكتائب التي تقاتل في سرت. وتركز القتال يوم الجمعة على منطقة "الدولار" التي تبعد بنحو كيلومتر ونصف عن وسط المدينة. وقال مقاتل يدعى محمد فرج زعرب إن الكتائب تحاول السيطرة على منطقة الدولار بالكامل حيث تسيطر حاليا على نحو 40 بالمئة منها. وأرجع زعرب بطء التقدم إلى الألغام الأرضية والشراك الخداعية والقناصة.
وأفاد مسؤولون في مستشفى ميداني بمقتل خمسة على الأقل من مقاتلي الكتائب وإصابة 28 آخرين في الاشتباكات. ونزح سكان سرت عنها بالكامل تقريبا وتدوي بين الحين والآخر أصوات إطلاق نار ومدفعية بين المباني الخاوية التي يستخدمها الآن مقاتلون من الطرفين كغطاء في القتال. وقال مقاتل آخر اسمه محمد صباح إن الكتائب تلاحق المتشددين من منزل لآخر وإنها تقدمت بنحو خمسة مبان هذا الصباح. وأضاف أنه شاهد قناصة يثقبون الجدران ليتسنى لهم التحرك من مبنى لآخر. ولا تزال الدولة الإسلامية تحتل مواقع استراتيجية عديدة في وسط سرت بينها الجامعة والمستشفى الرئيسي ومركز واجادودو للمؤتمرات حيث تعتقد الكتائب أن المتشددين يحتفظون بكميات كبيرة من الذخيرة والمؤن. وقتل أكثر من 300 من مقاتلي الكتائب وأصيب ما يزيد على 1500 منذ بدء الحملة. وبعد قتال عنيف تميل الكتائب للتوقف لبضعة أيام لأسباب بينها ضعف قدرتها على علاج المصابين. وقال طبيب بالمستشفى الميداني اسمه مروان المبروك إن الإصابات كانت في السابق بسبب سيارات ملغومة والآن أصبح القناصة هم السبب الأساسي. وأضاف أن هناك إصابات مباشرة في الرأس والقلب وإن قليلين ينجون منها.