يعتبر المغرب بلدا غنيا بتراثه الثقافي المتنوع؛ الذي يستحق التعريف به وحمايته من الضياع والاندثار بل وتثمين مكوناته، باعتباره رافدا من أهم روافد الهوية الثقافية المغربية، الذي يستوجب الحفاظ عليه وإدماجه ليتفاعل ويستمر، ويشكل استحضار تراثنا بغناه الثقافي المتنوع وسط المدرسة العمومية والناشئة، استمرارا له وضمانا لتحقيق التواصل الثقافي بين مختلف الأجيال. وفي هذا الإطار، أقام نادي المواطنة والتربية على ثقافة حقوق الإنسان، بالمؤسسة الثانوية الإعدادية عبد العالي بن شقرون، فعاليات معرضه السنوي؛ في احتفالية متميزة بالتراث تحت شعار "التراث : تاريخ حضارة أجدادنا ووسيلة لبناء مستقبل أبنائنا"، على مدى يومي الجمعة 9 والسبت 10 ماي الجاري، بمجهودات خاصة من فعاليات المؤسسة. وحضر، حفل الافتتاح، الذي أقيم عشية الجمعة الماضي، بالمؤسسة، السيد مصطفى أعدري، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية على إقليمأكادير إداوتنان، إلى جانب السيد بن عبد الله عبد الرزاق مفتش مادة الاجتماعيات بالمؤسسة، وأعضاء وممثلين عن مكتب جمعية أباء وأمهات التلاميذ بالمؤسسة، وبعض أطر الطاقم الإداري والتربوي بالمؤسسة، رفقة مديرها، الذي لم يمنعه استفادته من رخصة طبية للنقاهة عقب حادثة من الحضور. وأبرز احمد امل أستاذ مادة الاجتماعيات بالمؤسسة، والمشرف على نادي المواطنة والتربية على ثقافة حقوق الإنسان بها، في كلمة افتتاحية، أهمية إقامة المعرض في تحقيق مجموعة من الأهداف التربوية والاجتماعية، المسطرة من طرف النادي، والتي عدد أهمها والمتمثلة؛ في ترسيخ مهارات البحث والتنظيم والعرض لدى التلاميذ، واكتشاف غنى الموروث الفني المغربي وتنوع روافده، بالإضافة إلى تنمية روح المسؤولية والعمل الجماعي. محمد تالوست، الحارس العام المكلف بإدارة المؤسسة بالنيابة عن مديرها؛ الذي يتعافى من حادثة، أشار لمجموع الاستعدادات، التي قاربت الشهرين، والتي تطرق لصعوباتها في ظل الإمكانات المتوفرة، مؤكدا على استفادة تلاميذ المؤسسة من هذا النشاط الثقافي، ومنوها بتلاميذ وتلميذات المؤسسة بمختلف مشاركاتهم؛ الرياضية والثقافية والاجتماعية، حاثا إياهم على تشريف المؤسسة بمزيد من الأنشطة المتميزة كالمعرض المقام. وكانت المبادرة لاقت التشجيع من مصطفى أعدري، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية على إقليمأكادير إداوتنان، حيث أثنى على فعاليات المعرض التراثي المغربي بكافة روافده، والمنظم سنويا من طرف نادي المواطنة والتربية على ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسة، ودوره الكبير في الارتقاء وتفعيل الحياة المدرسية بالمؤسسة، منوها بشعار الدورة وبالعمل الذي قام به تلاميذ وتلميذات المؤسسة، وخاصة منهم أعضاء النادي بإبداعاتهم الفنية الواعدة؛ المعتبرة ثمرة عمل مسؤولي النادي، وكافة الطاقم التربوي والإداري بالمؤسسة. وذكَّر الحسين ساروت، عضو مكتب جمعية أباء وأمهات التلاميذ بالمؤسسة، في كلمته أمام الحضور، بأهمية مبادرة تنظيم المعرض المتميز، ضمن احتفالات المؤسسة الكثيرة؛ التي تحتفي بالتلميذ وتبغي تميزه، شاكرا أعضاء اللجنة التنظيمية، بإشراف من أحمد امل أستاذ الاجتماعيات، والمشرف على نادي المواطنة والتربية على ثقافة حقوق الإنسان، والعمل الكبير الذي قام به إلى جانبه، باقي أعضاء اللجنة التنظيمية؛ محمد تالوست، الحارس العام والمكلف بإدارة المؤسسة بالنيابة، وثورية كيمي، القيمة على المكتبة، وعبد العاطي توفلا، الملحق التربوي بالمؤسسة، وأمينة قريش، رئيسة المصالح الاقتصادية بالمؤسسة. من جانبها نوهت التلميذة سكينة العبيد، في كلمة باسم التلاميذ المشاركين بالمعرض، بجهود لجنة التنظيم في إقامة المعرض بمحتوياته، أملة في تلقي الحضور وتلاميذ المؤسسة لرسالة المعرض؛ الهادفة للرقي بالموروث الثقافي المغربي وتثمينه ومعرفته، وإحياء روح الحفاظ عليه، شاكرة توجه المؤسسة وأطرها في دعم مختلف الأنشطة، وإشراك التلاميذ في تنظيمها وتنشيط مختلف فقراتها. وتلا الكلمات الافتتاحية، عرض صور، اختار له منظموا المعرض كعنوان، قوة المغرب في تنوعه الثقافي، من انجاز مجموعة من تلاميذ المؤسسة؛ حملت معها الحاضرين في رحلة شيقة عبر مظاهر مختلفة، من الموروث المغربي من طنجة إلى رمال حدود رماله بالصحراء المغربية، لتباشر مجموعة من تلميذات المؤسسة تقديم رقصات مستمدة من التراث الأصيل لمغربنا الغني، بعدها تقديم فرقة كناوة لعرض فني، ليقوم النائب الإقليمي بعد ذلك رفقة الحضور باختتام، اليوم الأول، بزيارة لأروقة المعرض، وأخذ صورة جماعية رفقة الحضور. وكان لتلاميذ وأطر المؤسسة، يوم السبت في اليوم الثاني والأخير للمعرض التراثي، موعد مع أنشطة أخرى متميزة وموازية بعروض تقديمية فنية، منجزة من طرف تلاميذ النادي، حول رقصة أحواش، وعرض مقدم حول التبوريدة بالمغرب، بالإضافة إلى عرض صور عن الملابس التقليدية، لتختتم التظاهرة بحفل فني بعروض أمازيغية وحسانية وكناوية ومشاركة فرقة عبيدات الرمى، وهي كلها فرق يتكون أعضائها من تلاميذ المؤسسة.