بدأت السلطات المحلية بمدينة القليعة منذ أسابيع بنهج سياسة جديدة في إطار محاربة ما بات يعرف بالظاهرة الاجرامية "التشرميل". و قامت السلطات بالمدينة بما يزيد عن 48 دورية في مدة 16 يوما بمعدل 3 دوريات في اليوم. وتنطلق الحملات التمشيطية في الساعات الأولى من صبيحة كل يوم نحو النقط السوداء بالمدينة كمحطات الحافلات والطاكسيات، ومكان تجمع عمال وعاملات الضيعات الفلاحية، والذين ينطلقون نحو أعمالهم في ساعات مبكرة (الخامسة صباحا)، في حين تنطلق دورية ثانية كل يوم في الساعة الخامسة مساء وهو وقت الذروة، وتتجه نحو الأسواق والأزقة المعروفة برواجها التجاري، والمناطق التي تعرف انتشار بيع المخدرات. فيما تنطلق الدورية الثالثة في العاشرة ليلا وهو التوقيت الذي يتزامن مع وقت عودة العاملين خارج المدينة وتركز الحملة على تحقيق الهوية في المشتبهين بهم. وفي هذا الصدد تم تسجيل تحقيق هوية 371 شخصا وأسفرت الحملات التمشيطية عن تقديم 20 شخصا للنيابة العامة. و كانت السلطات المحلية بالمدينة في وقت سابق قد عقدت اجتماعا موسعا مع جمعيات المجتمع المدني بالقليعة، وترأسه عامل الإقليم، وفتح فيه نقاش واسع حول المشاكل الكبرى التي تعاني منها القليعة باعتبارها مركزا حضريا يحتاج إلى تأهيل في بنياته التحتية، وهو ما وعد به العامل الحاضرين بالعمل بتنسيق مع المجلس الحضري والمصالح الخارجية على إخراج مشاريع هيكلية أولها التطهير السائل إلى حيز الوجود، لكونه المشروع الوحيد الذي يعرقل تنمية القليعة.