آه من يستطيع انصاف المرأة وتثمين قيمتها وجلال دورها في الحياة البشرية؟ لقد كتب وقيل كثير عن المرأة منذ قديم الزمن إلى يومنا هذا ومع ذلك فإنها لم تحظ بالإنصاف الذي تستحقه من قبل الرجل ومن قبل بعض بنات جنسها أيضا. يكتنف كثير من الغموض في تصور الكثير من الناس هذا الكائن الذي لا نعرف عنه الكثير بالرغم من محاولات البعض وبالرغم من لفتات الانتباه وأهمية طبيعتها التي ما برأ المناضلون والمناضلات يدعون إلى الاهتمام بها منذ القدم. الأديان والحركات الاجتماعية والسياسية والثقافية تنوه بخطورة وحيوية دور المرأة في المجتمعات البشرية ومع ذلك فالعقليات ما زالت متشبثة بخزعبلات الماضي وممارسات النفوس المريضة من قبل الذكور والإناث على السواء بالرغم من التقدم الذي تشهده المجتمعات البشرية في شتى ميادين المعرفة وبالخصوص في علوم الحياة والتكوين الجيني للكائن البشري. لقد كافحت المرأة منذ أن استولى الذكر عليها بالقوة الجسدية لتثبت للمجتمعات الإنسانية أن العقل هو المميز الوحيد الذي يفصلنا عن عالم الحيوانات وأنها قد تتساوى مع الذكر فيه إن لم تتجاوزه في كثير من الأحيان. ومعركة المرأة مستمرة مع الذكر المساند لها حتى يقتنع ذوي النفوس المريضة بالمساواة المطلقة بين جميع أفراد التجمعات الإنسانية أينما وجدوا وتحت أي نظام اجتماعي وسياسي مهما كان. ولا بد من الاعتراف بأن القوة الجسدية ليست مبررا أبدا لمناهضة حقوق المرأة وإقصائها من أي عمل تود القيام به لأن أي حمار أقوى جسميا من أي ذكر. فلنحتفل بيوم المرأة كل يوم ونعترف بأهميتها في وجودنا وإنسانيتنا. وعاشت المرأة بالرغم من الذين يقللون من شأنها. ألدكتور عبد الغاني بوشوار