في ظل الإجراءات الاحترازية التي دشنتها المصالح الأمنية بمراكش، لمواكبة مجريات بطولة كأس العالم للأندية البطلة، وفي قلب حالة الاستنفار القصوى التي سيجت بها مجمل فضاءات المدينة، وجدت نفسها مجبرة كذلك على تخصيص جزء من مجهوداتها للتصدي لبعض الأشكال الانحرافية المثيرة. لم يتردد بعض المنحرفين من محترفي عملية "السمير" في استغلال حالة الاكتظاظ والازدحام التي عمت فضاءات المدينة، لممارسة هواياتهم المفضلة في الالتصاق بأجزاء حساسة من النساء، لإشباع رغباتهم الشاذة. ارتكز هذا النوع من النشاط بالساحات العامة، خاصة على مستوى ساحة جامع الفنا، ما جعل العناصر الأمنية تولي أهمية خاصة لهذا النوع من الاقترافات، وتدخل في سباق محموم مع الزمن لمحاصرتها وتوقيف المتورطين. مطاردات يومية في حق هذه العينة، باتت تعيشها العناصر الأمنية، وهي تجاهد لوقف تداعياتها وما قد ينتج عنها من صراعات ومشاجرات، مع تسجيل سلسلة من التوقيفات في حقهم وهم متلبسون بالجرم المشهود. كاميرات المراقبة التي تم نصبها فوق مبنى مقر الشرطة السياحية، كانت بدورها حاضرة لاقتناص مشاهد أصحاب"البلية"، وهم منصهرون في ممارستهم، وبالتالي ضبطهم بالجرم المشهود. من المشاهد المثيرة في هذا الصدد، حين انتبه أحد عناصر الشرطة السياحية ل"سمايري" وهو ملتصق بخلفية امرأة كانت مرفوقة بزوجها،مستغلا في ذلك حالة الازدحام بإحدى حلقات ساحة الفرجة والفنون، ما جعل العنصر الأمني يسارع بتوقيفه وإبعاده عن المكان. في هذه اللحظة اقترب شخص آخر من نفس المرأة التي كانت مأخوذة بأجواء الحلقة وغير عابئة بما يجري خلفها،وأخذ مكان الشخص الموقوف مع الشروع في نفس الممارسات، قبل أن تتلقفه أصفاد رجل أمن. الجماهير الأجنبية التي حلت بالمدينة لدعم وتشجيع فرقها المشاركة، أصبحت تشكل أهدافا سهلة لمقترفي هذا النوع من الأنشطة، مستغلين في ذلك جهل الزوار والزائرات لهكذا نوع من الأفعال.