ينتظر المترشحون و المترشحات لولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين بصبر نافذ نتائج الاختبارات الكتابية التي اجتازها 137699 مترشحا و مترشحة، من أصل 180785 قدموا طلبات الترشيح، حسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية ( وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني) حيث قد تخلف عن الحضور 41817 مترشحا و مترشحة، و انسحب 1269. ليتم اختيار 8000 ناجحا و ناجحة. حيث ستكون نسبة احتمال نجاح كل مترشح و مترشحة 5,8%. و هي نسبة جد ضئيلة. أما طبيعة الاختبارات الكتابية فقد اختلفت تماماً عن نظيراتها في الأعوام السابقة، حيث برمجت على شكل أسئلة متعددة الإختيارات، تشابهت من حيث الشكل، و اختلفت من حيث المضمون و ذلك حسب المواد. غير أن الأسئلة استهدفت المعارف بشكل كبير، و تركزت على التعاريف، و الخاصيات، و المعارف مع إغفال جانب التحليل و الفهم، كما كان مبرمجا في الامتحانات السابقة، و التي كانت عبارة عن مجموعة من التمارين تجمع بين المعرفة و الفهم و التحليل، لا اجترار المعلومات فقط، لنعود لعصور قديمة كان يطلب فيها تطبيق المقولة" بضاعتنا ردت إلينا". كما أخذت الاختبارات طابع الطول و التكرار، حيث وصلت مثلا أسئلة اختبار مادة التربية البدنية للثانوي التأهيلي 100 سؤال تتطلب الإجابة عنها تركيزا دقيقا لمدة 4 ساعات متتالية، نفس الطابع أخدته اختبارات مجال المعارف و المهارات التربوية، فقد كانت أيضاً أسئلة متعددة الاختيار بمعدل 60 سؤالا للسلك الثانوي التأهيلي، تتطلب أيضاً تركيزا دقيقا لمدة 4 ساعات متواصلة. و حسب الدراسات العلمية، لكل ساعة تركيز ، يجب منح أن الدماغ مدة 10 دقائق للراحة، للمواصلة بنفس مستوى التركيز، و إن افترضنا جدلا أن واضع الاختبار قد أخد بالاعتبار هذا المعطى العلمي، فلابد له أن يبرمج 80 دقيقة للراحة للأربع ساعات المخصصة للإجابة عن الأسئلة. بعد أن طال انتظار المترشحين و المترشحات لظهور نتائج الاختبارات الكتابية، خصوصا و أن المراسلات الوزارية المنظمة للاختبارات، و إعلانات المباريات لكل سلك ، قد حددوا تاريخ 12 أكتوبر كآخر أجل لوضع ملف الترشيح في الأكاديميات الجهوية بالنسبة للناجحين و الناجحات في الاختبارات الكتابية، و ذلك لاستكمال الإجراءات لاجتياز الاختبارات الشفوية. و ها قد مر على التاريخ المحدد من طرف الوزارة الوصية 5 أيام دون أي جديد يذكر، و لا حتى بلاغ للتأجيل أو للتعريف بالتاريخ المزمع أن تتم فيه الاختبارات الشفوية. تبقى الأسئلة مفتوحة و دون أسئلة واضحة: -متى ستفرج الوزارة عن نتائج الاختبارات الكتابية ؟ و متى ستبرمج الاختبارات الشفوية؟ – مالذي ستفرزه الاختبارات الكتابية بعد أن استهدفت المعارف دون الفهم و التحليل؟ – هل سيستفيد الناجحون و الناجحات من سنة دراسية كاملة في المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين؟ خصوصا و أنه يجب تعيينهم أواخر شهر ماي؟ نتمنى أن نجد جوابا لهذه الأسئلة في غضون الأيام القليلة القادمة، و أن تكون النتائج في مستوى انتظارات كل من المترشحين و المترشحات، و وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني . بقلم: سعيدة الوازي باحثة في الهندسة البيداغوجية.