أقدم حارس ضيعة، في بداية عقده الرابع، على الانتحار شنقا زوال يوم الأربعاء الفارط، داخل ضعية فلاحية توجد بدوار غزالة جماعة آيت عميرة (ضواحي اشتوكة ايت باها). وكان الهالك قد دخل مؤخرا في صراع مع رب الضيعة حول تعويض مادي قدره 5000 درهم رفض الأخير منحه له، مما استدعى لجوءه إلى مفتش الشغل قصد إنصافه، وما زاد من تأزم وضعية الهالك هو طرده من المنزل الموجود بداخل الضيعة، والذي كان يستغله كمسكن خاص به قبل سفره إلى مسقط رأسه بمدينة اسفي خلال عطلة عيد الأضحى المنصرم، حيث جلب معه أسرته الصغيرة. وأكدت المصادر ذاتها أن الهالك فوجئ برب الضيعة يعمد إلى إخراجه من مسكنه، ومنحه لعامل أعزب في محاولة للاستغناء عن خدماته، واضطر على الاستقرار رفقة أسرته في مرأب مخصص لتخزين الأدوية الفلاحية، وهو الأمر الذي زاد من استفحال وضعيته النفسية، حيث لم يجد الهالك بدا من وضع حد لحياته، بعد أن تعذر عليه حل مشاكله المتفاقمة مع رب الضيعة. وقد عمد الهالك إلى وضع حبل حول رقبته ولفه بإحكام حول قضيب حديدي، قبل أن يبادر إلى رمي نفسه من أعلى سطح منزل في طور البناء داخل الضيعة نفسها. وبعد اكتشاف جثة الهالك معلقة فوق جدار المنزل المذكور من طرف أحد العمال، تم إخبار رب الضيعة بالموضوع والاتصال بمركز الدرك الترابي، حيث حضرت إلى عين المكان عناصر الضابطة القضائية والسلطة المحلية، في وقت تم فيه استدعاء سيارة نقل الأموات أقلت الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بمدينة بيوكرى قصد تشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة، كما عاين أطوار استخراج جثة الهالك جمع غفير من ساكنة الدوار الذين تأسفوا على النهاية المأساوية لهذا الحارس الذين ألفوا وجوده بالضيعة، فيما أصيبت زوجة الهالك بنوبة من الهيستريا بعد رؤيتها مشهد زوجها المنتحر.