في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن التوجهات الجديدة لدعم قطاع السياحة والصناعة التقليدية في إطار التحضير لاستضافة المملكة لعدد من التظاهرات الرياضية الكبرى بين 2025 و2030. وتسعى الحكومة، وفقًا لتوجيهات جلالة الملك، إلى دعم المهنيين في قطاع السياحة والصناعة التقليدية، من خلال تحفيز تطور منتوجات الصناع التقليديين. أخنوش أكد أن الحكومة تعمل على الارتقاء بجودة هذه المنتجات، بما يعكس أصالة الهوية الوطنية ويرضي رغبات السياح الذين يتوقع أن يتوافدوا على المغرب في الأعوام المقبلة. وأبرز رئيس الحكومة أن الصناعة التقليدية تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، حيث تشغل حوالي 22% من السكان النشطين، كما تساهم بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي. كما أكد أن قطاع الصناعة التقليدية يرتبط بشكل وثيق بقطاع السياحة، إذ أن ما يفوق 10% من إجمالي نفقات السياح أثناء إقامتهم في المملكة يُصرف على اقتناء منتجات الصناعة التقليدية. إحدى الخطوات الهامة التي اتخذتها الحكومة في هذا الاتجاه كانت إحداث كتابة للدولة مكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. هذه المبادرة تأتي لتقريب مصادر القرار من الصناع التقليديين وتعزيز حكامة القطاع، إضافة إلى حماية منتوجات الصناعة التقليدية من المنافسة غير المشروعة، عبر تسجيل علامات الجودة على المستويين الوطني والدولي. كما أشار أخنوش إلى أن الحكومة أطلقت مجموعة من البرامج والمبادرات لتطوير سلسلة القيمة لبعض الحرف الرئيسية في الصناعة التقليدية، بهدف تحسين جودتها وجعلها أكثر جذبًا للسوقين الداخلي والخارجي. من بين هذه المبادرات، إطلاق برنامج "الكنوز الحرفية المغربية" بالتعاون مع منظمة اليونسكو، والذي يستهدف حماية 32 حرفة تقليدية مهددة بالاندثار. هذه المبادرة تهدف إلى ضمان استدامة التراث الحرفي، وتحويله إلى عنصر رئيسي في جذب السياح، سواء المحليين أو الدوليين. وتابع رئيس الحكومة أن قطاع الصناعة التقليدية يشكل جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية السياحية الشاملة للمملكة، حيث يتم النظر إليه كرافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويعزز من صورة المغرب كوجهة سياحية عالمية. كما أشار إلى أن استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى، مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، تشكل فرصة مثالية للتعريف بالثقافة المغربية وتراثها العريق، عبر منتجات الصناعة التقليدية التي تحمل في طياتها معاني ثقافية وحضارية غنية. وختامًا، شدد أخنوش على أن نجاح الحكومة في تعزيز قطاع الصناعة التقليدية سيعكس بوضوح التزامها بتطوير السياحة المغربية، من خلال شراكة وثيقة بين جميع الفاعلين، والعمل في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى استدامة التراث الحرفي المغربي، وجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم في السنوات القادمة.