دوري السوبر الأوروبي والكثير من علامات الإستفهام التي تستنطق مشواره السابق ومشواره المستقبلي الذي فتحت له أبواب الصمود أمام الإتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد قرار محكمة العدل الأوروبية الذي أبى أن يسقط أمام مؤسسيه الأصليين الثابتين رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز ورئيس نادي برشلونة والمحامي المخضرم جوان لابورتا إستروش. الحكاية من أولها إلى الآن عرفت فترتين متتاليتين من السقوط ، فشل سنة 1998 بعد وضع مخطط بدائي . ثم استهجان أبريل من سنة 2021 بعد معارضة شاملة إنتشرت بين صفوف المشجعين واللاعبين والسياسيين والأندية بالإضافة إلى رأس الحربة و العدو الأول للمشروع الإتحاد الأوروبي لكره القدم . نفذ بعدها أوكسجين قيام المشروع بعد يومين فقط من وضعه على طاولة النقاش ونفذت معه مشاركة الأندية الأعضاء في اليوم الثالث، أندية تشكلت من أقوى الدوريات الأوروبية الحالية. الدوري الإسباني، الكاليتشيو، والدوري الإنجليزي الذي خمدت نيرانه أولا بعد انسحاب مانشستر سيتي ولحاق الأندية الإنجليزية الأخرى به على خطى ليفربول، أرسنال، مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير ثم تشيلسي الذي انسحب أخيرا في صباح اليوم الرابع. أخذ المؤسسين الرئيسيين بعدها رعونة الإتحاد الأوروبي بشكل شخصي واستغلا فجوة أصول هذا الأخير التي تفيد بمنع جهة واحدة من الإحتكار على شيء كمنفذ أمام محكمة العدل الأوروبية التي خرجت بعدها بقرار يوم الخميس 21 ديسمبر بصمود المشروع. ولم أستعمل هنا الموافقة الكلية لأن فوز ريال مدريدوبرشلونة ليلة البارحة لا يعني بتاتا بداية تطبيق المخططات الحالية وإنما يعني أن إكمالهم هذه الطريق الوعرة تستلزم من الدرجة الأولى إقناع الأندية المنسحبة والأندية الأخرى بالإنضمام إلى هذا الحدث الرياضي الذي سيسمح لجميع الفرق بحق المشاركة تحت القوانين طبعا ويقف موقف بطولة دوري أبطال أوروبا التي قررت اللجنة التنفيذية لليويفا في شأنها بالتحديث لموسم 2024/2025 من أجل زيادة عدد المباريات والإيرادات. وقد صرح رئيس دوري السوبر الأوروبي فلورينتينو بيريز في ذات الصدد أن "اهتمام الشباب في الآونة الأخيرة لم يعد حكرا على كرة القدم بسبب المباريات ذات الجودة الرديئة لما لا وهناك منصات أخرى يمكن من خلالها تشتيت انتباههم" وأعلن في ذات البيان الصحفي عزمه على "تقديم مباريات ذات جودة عالية وموارد مالية ستساعد الأندية على استعادة الأرباح المفقودة". وهذا يعيدنا إلى القوة المالية للدوري الإنجليزي الذي يلعب خارج إطار الإتحاد الأوروبي وينفق بصفة مستقلة تحت حدود قانون اللعب المالي النظيف. يبقى الطريق طويلا ومعقدا أمام نادي برشلونة وريال مدريد فالإقناع أصعب من الصراع القضائي المحقق خصوصا بعد البيانات التي أصدرتها بعض الأندية مباشرة بعد قرار المحكمة في حق هذه البطولة و التي جاء مضمونها خارج إطار الدعم على غرار أتلتيكو مدريد الذي أصدر في بيانه أن لا أحد يريد هذه البطولة سوى الناديين المؤسسين . في حين جاء بيان نادي مانشستر يونايتد على نفس الجهة حيث أدلى أن موقفه لم يتغير وسيظل ملتزما ببطولات الإتحاد الأوروبي والكرة الإنجليزية ثم نادي روما الذي أكد أنه لا يؤيد ولا يدعم بأي شكل مشروع دوري السوبر الأوروبي المزعوم كونه يشكل تهديدا وهجوما غير مقبول على الدوريات المحلية وأسس كرة القدم في أوروبا في حين أعلن رئيس الإتحاد الإيطالي غرافينا أن جميع الأندية التي تنضم إلى السوبرليغ لن تكون قادرة على المشاركة في الدوري الإيطالي. ويبقى أخيرا السؤال المطروح هو هل سيكمل هذين الناديين بقيادة الرؤساء على الصد والرد داخل هذا الصراع الذي يضم على مصراعيه هذين الأخيرين ضد بيانات رفض الأندية التي ربما لن تؤثر فيها لغة المال التي تسود في الأخير، أم سيخضع للموقف المضاد الذي يقف على هرمه ناصر الخليفي و تيباس وتشيفرين بعد تلقيهم لصفعة ثلاثية الأبعاد على تصرفاتهم العدوانية المبررة من قبل أسياد كرة القدم.