جرى عصر يوم أمس الخميس تشييع جثمان الشاب الذي قتل برصاص خفر السواحل الجزائري بعدما كان على متن "جيتسكي" في شاطئ السعيدية، وقام باختراق المياه الإقليمية عن طريق الخطأ. هذا، وقد ووري جثمان الهالك، البالغ قيد حياته من العمر 28 عاما، الثرى بمقبرة سيدي حازم ببني أدرار، ضواحي وجدة، بعد إقامة صلاة الجنازة بمسجد مولاي رشيد. وتم تشييع الفقيد الحامل للجنسية الفرنسية إلى مثواه الأخير في أجواء مهيبة واكبتها السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي بالمنطقة. وتعود تفاصيل هذه الواقعة الأليمة، كما رواها شقيق الهالك، إلى يوم الثلاثاء الماضي، عندما دخلا رفقة صديقين آخرين إلى سواحل السعيدية على متن أربع درجات مائية لممارسة "جيتسكي"، قبل أن يتيهوا عن طريق العودة. وأفاد الشقيق المكلوم للضحية بأنهم غادرو منطقة "مارينا" بسواحل السعيدية صوب منطقة "كاب دو لو" في حدود الساعة الرابعة من عشية الثلاثاء، والتقطوا بعض الصور التذكارية، قبل إكمال الطريق صوب شواطئ سيد البشير، حيث تناولوا وجبة سريعة، وفي طريق عودتهم لمارينا بدأ الوقود ينفذ من دراجتين على مستوى منطقة "كاب دو لو"، وهو الأمر الذي اضطرهم لإبطاء السرعة لتفادي نفاذ الوقود بشكل نهائي. وأضاف ذات المتحدث أن حلول الليل كان سببا في تعطيل مسارهم، قبل أن يفاجؤوا باعتراض سبيلهم من طرف "زودياك" كان على متنه عناصر من خفر السواحل الجزائري، ليكتشفوا أنهم على مشارف منطقة بورساي التابعة لمدينة تلمسان. وأورد "م.ك" في تصريح لوسائل الإعلام أنه شاهد شقيقه الهالك يتحدث لخفر السواحل، حيث كان بعيدا عنه بحوالي 80 مترا، إذ أخبرهم بأنه ضل الطريق رفقة شقيقه وصديقيه، وعندما كانوا بصدد العودة في الاتجاه الذي دلهم عليه الخفر، تفاجؤوا بإطلاق النار عليهم من الخلف بشكل غادر خلال محاولة ابتعادهم عن السواحل الجزائرية. ولفت المتحدث إلى أنه سمع دوي صوت الرصاص بادئ الأمر دون أن يفهم مصدره، حيث بدأ ينادي بأسماء أصدقائه وشقيقه، قبل أن يشرع في السباحة بعد تبينه حقيقة الموضوع، مشيرا إلى أن البحرية الملكية صادفته وقامت بإنقاذه ليكون بذلك الناجي الوحيد العائد إلى أرض الوطن. وكشف المعني بالأمر أن جثمان شقيقه جرفه البحر وتم انتشاله بالقرب من شاطئ السعيدية، في حين أن جثة الضحية الثاني لا تزال على الساحل الجزائري بجانب النقطة الحدودية ببلدية بورساي التابعة لمدينة تلمسان. وفي مقابل ذلك، تم توقيف صديق آخر للمعني بالأمر من طرف خفر السواحل الجزائري، حيث مثل يوم الأربعاء الماضي أمام وكيل الجمهورية الجزائري، الذي أودعه الحبس الاحتياطي لمدة سبعة أيام بمركز شرطة بورساي.