هذا العنوان وحده يكفي ان يثير فضول الرأي الإقليمي والدولي.. وان يكون محط انتباه منصات النقاش والتحليل بل والمتابعة الإستثنائية لوسائل الإعلام الدولية لما يحمله العنوان من مفاجئة الإختراق والتجاوز لسلسلة من القرارات العدائية التي اتبعتها الجارة الشرقية في حق بلدنا.. بلغت حد التلويح بالحرب عليه كل هذا وأكثر كان كافيا ان يكون استقبال مبعوث الرئيس الجزائري بالمغرب حدثاً استثنائيا في العالم وداخل الجزائر نفسها إلاّ عندنا نحن المغاربة فالأمر جد عادي درجة أن الإخبار بهذا القدوم جاء على شكل بيان لوزارة الخارجية المغربية مقابل الصمت المريب لوسائل الإعلام الجزائري الذي خرج بما يشبه ذاك الشخص الذي يحاول أن يغطّي أشعة الشمس بالغربال.. وهي ما يفهم من هذا الكلام وبهذه الصيغة : (.. إن هذه الدعوات تأتي في إطار علاقات متعددة الأطراف بعيدة عن العلاقات الثنائية..) يفهم من هذا أن القرار لوكان بيد النظام الجزائري لتمّ طرد المغرب من جامعة الدول العربيّة.. وتلك أمانيهم بدليل ان ما يسمّى بعمار بلاني الوزير المتخصص في السب والشتم لكل ما هو مغربي قد نشرت له وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تصريحاً لايمت بصلة إلى دولة تريد جمع الشمل العربي وقيادة صحوته وإسماع صوته كما تدعى الابواق هناك ومن مضحكات ما قاله هذا الوزير المكلف فقط بالصحراء ( الغربية) : "وألح السيد بلاني ختاما على ضرورة احداث "هبة منقذة"، مؤكدا ان ذلك "لن يكون في أي مكان آخر غير الجزائر". هذا هو الوهم الكبير الذي تجدّر في عقلية هذا النظام بوجهيه العسكري والمدني جعلته لا يستفيق على هزيمة إلاّ لينهزم أكثر.. آخرها هو قبول عقد القمة العربية بالجزائر وفق الشروط والبروتوكول المحدد من طرف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية منها قبول خريطة الدول العربية كما تراها الجامعة بما يعني خريطة المغرب بكامل أراضيه إلى حدود الگويرة.. إرسال مبعوث خاص الى ملك المغرب مع دعوة المشاركة في أشغال القمة بالجزائر.. وتشير بعض الأخبار إلى أن إختيار وزير العدل الجزائري لم يكن اعتباطيّا فقد زار المغرب سنة 2019 للمشاركة في منتدى دولى حول العدالة الجنائية وترك انطباعا جيدا بتصريحاته الايجابية حول العلاقة المغربية الجزائرية بالإضافة إلى مشروع البيان الختامي الذى سيحمل لا محالة إدانة التوغل الإيراني بشمال إفريقيا والصحراء المغربية..وشجب كل محاولات الإنفصال وزعزعة الإستقرار بالمنطقة وأقبح الإهانات لهذا النظام الجزائري هو فشل رهانات تأسيس محور جزائري سوري ما بعد القمة لوتم قبول عودة سوريا وطبعا تحت غطاء إيران.. ويكفي لهذا الفشل الذريع ان يبين ضعف تأثير هذا النظام على الساحة العربية. بدليل لم يستطع ان يعلن تخليه عن تنظيم القمة العربية رغم كل هذه الشروط المهينة له.. وغير بعيد فقد سبق للمغرب ان تنازل عن هكذا تنظيم قبل سنوات ما دامت هذه القمم لا قيمة إضافية لها على الساحة العربية ولا تأثير نوعي للصف العربي.. فاجتماعات القمم العربية ليست غاية في حدّ ذاتها بل إطار لصياغة مواقف محددة اتجاه القضايا الإقليمية وخاصة القضية الفلسطينية وبشعارات واقعية وبراغماتية تساير التحولات الدولية الكبرى.. هذا هو الهدف من القمة العربية.. إلاّ في الجزائر فالغاية هو إنقاذ النظام من العزلة الداخلية والإقليمية من خلال الترويج على العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية.. حتّى أنهم اقترحوا تاريخ الثورة الجزائرية ليكون تاريخ بداية أشغال القمة اذا لم تتأجل.. ولذلك سمّاها عمار بلاني ( حفيظ دراجي في السياسة) سماها ( هبة منقذة) .. ولن تكون الا في الجزائر.. هي الجزائر نمودج نظام برأسين بين شعار لم الشمل العربي وبين الزج بتونس في صراعها الابدي مع المغرب.. بين عودة سوريا وطرد المغرب.. بين إرسال وزير إلى بلدنا وإطلاق لسان العداء لوزير آخر. نظا بهذه الصورة البئيسة لا مصداقية له ولا انفة وعزّة نفس.. إذ كيف يمكن تفسير هذا التشبت المرضى بتنظية القمة وغالبية الدول العربية رفضت اقتراح الوزير بوقادوم كمبعوث اممي بليبيا.. هذ االرفض وحده كافٍ كي تعتذر الجزائر عن احتضان القمة.. ومع ذلك متشبتون بقشة كأي غريق.. دون أن يستوعبوا بأن أشغال القمة انتهت بمصر قبل يومين خلال الاجتماع الوزاري الأخير.. وان الجزائر لن تحتضن الا صور اللقاءات بين رؤساء الدول إذا حضروا.. وان بيان القمة بالجزائر سيدين كل محاولات الإنفصال وزعزعة الإستقرار بالمناطق العربية.. وإيّاك أعني ياجارة بيان بهذه الصيغة… اسمه بيان الجزائر أحياناً الغباء يكون موهبة أيضاً يوسف غريب مرتبط