ترتفع حالات التسمم مختلفة المصادر خلال فصل الصيف، حيث سجلت في الآونة الأخيرة حالت تسمم جماعي بكل من تطوان والسعيدية ومارتيل، وهو ما يطرح حالات استفهام واسعة حول أسباب هذه الظاهرة. وحسب آخر المعطيات الواردة حول هذا الموضوع، فإن 35 حالة سجلت في ظرف يوميْن فقط وردت على إحدى المصحات العمومية بمارتيل، شكلت "التسممات الجماعية" معظمها، فيما غالبية المتضررين هم "مصطافون وزوّار وافدون على المنطقة خلال فترة العطلة الصيفية".ض وتفاعلا مع هذا الموضوع، أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب العام والخبير في النظم والسياسات الصحية، أنه "من الطبيعي أن تشهد حالات التسمم ارتفاعا في فصل الصيف، نظرا لتكاثر الميكروبات مع درجات الحرارة المرتفعة"، مضيفا أنه من الواجب علينا التمييز بين "التسممات العادية التي يظل القيء والإسهال من أبرز أعراضها، والتسممات الخطيرة (empoisonnement) التي قد تودي إلى مشاكل صحية كبيرة، ويكون مصدرها مبيدات حشرية أو أدوية استعملت بشكل خاطئ". وأضاف ذات المتحدث في تصريحات صحفية أن "عدم احترام سلسلة التبريد التي يجب أن تخضع لها الأغذية والمواد الاستهلاكية"، و"انتشار الأكل السريع عبر سندويتشات أو وجبات باردة" يساعد في زيادة فرص التعرض للتسمم، محذرا في هذا السياق من خطر "امتهان المَطْعمة دون احترام شروط السلامة الصحية والنظافة من طرف الكل في فصل الصيف". أما حالات التسمم الناجمة عن الأدوية، لاسيما المضادات الحيوية، فقد أكد حمضي أن "نسبة التسمم الناتج عنها لا تشكل إلا حالات ضئيلة في الغالب، لأن الإقبال عليها يكون مرتفعا في فصل الشتاء، عكس فصل الصيف". وفي سياق متصل، لفت حمضي إلى أن "بعض متحورات كورونا تتجلى بعض أعراضها في الجهاز الهضمي (القيء والإسهال)، ما يخلق ارتباكا وتشابها مع أعراض التسمم الغذائي". وأوصى حمضي عموم المواطنين بالتحلي بسلوكيات مسؤولة عن صحتهم وسلامتهم عبر "الحرص الشديد على النظافة وشروط السلامة الصحية للمأكولات، فضلا عن مصدر المياه"، داعيا إلى استهلاك وجبات مطبوخة مع تفادي استهلاك مواد سريعة التلف لا تخضع للتبريد اللازم.