باتت لذة لعب القمار في كازينوهات المغرب تستقطب أطيافاً من النساء المنتميات للمجتمع المخملي، اللواتي بتن ينافسن السياح من المقامرين الرجال العالميين. يقول حسن حداد، وزير السياحة : “أعتبر أن مسألة توافد المغربيات على الكازينوهات يندرج في إطار الحريات التي يحظى بها المواطن المغربي ذكراً كان أم أنثى”، مشيراً إلى أن هناك ستة كازينوهات موزعة في مدن المغرب. وأوضح الوزير أن وزارته لا توفر أرقاماً تحدد حجم عائدات هذه الكازينوهات، وما يترتب عليها من اقتطاعات ضريبية لفائدة خزينة الدولة. وحددت بعض المصادر أن مستوى الأرباح بالنسبة للكازينوهات يصل إلى 50 مليون درهم شهرياً، والعائد الضريبي بالنسبة لخزينة الدولة يصل إلى ثلاثة مليارات سنوياً. ووصف وزير السياحة هذه الأرقام ب”غير الصحيحة”، وأنها غير مضبوطة، مؤكداً أن الكازينوهات نفسها لا تعرف حجم دخلها. وأكد الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، أن إقبال المغاربة على القمار بكل أنواعه بات ظاهرة مفزعة، وأن اتساع رقعة المتعاطين لها بمن فيهم النساء، يعود إلى غياب قوانين تجرم المقامرة أو المراهنات. وأشار الكتاني إلى أن الدولة تدعي أن الكازينوهات معمولة لتشجيع السياحة، غير أنها أصبحت قبلة للمغاربة الميسورين الباحثين عن لذة المغامرة والمخاطرة، ومن ضمنهم النساء اللواتي يسعين لملأ الفراغ. وفي هذا السياق، قال مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه، إن العنصر النسوي عادة ما يبدأ زيارة الكازينو مع الأصدقاء أو العائلة من أجل الاستجمام والترفيه عن النفس، مرة أو عدة مرات كنشاط اجتماعي، مبرزاً أن نسبة منهن تتخطى بسرعة الخط الأحمر ليقعن في إدمان القمار. وأبرز المصدر الألعاب التي يلعبن بها من أجل الإثارة، مثل “الفيديو بوكر” و”الكينو” ومكائن القمار الأخرى، كما أن هذه الألعاب التي تعتبر بالنسبة لهن مسلية وتتطلب تركيزاً كاملاً، تدفع بعضهن للاعتكاف بالكازينو يومين متتالين، مشيراً إلى أنهن يبدأن اللعب ب120 دولاراً، وقد تصل القيمة إلى 150 ألف دولار. من جهة أخرى، يقول الباحث الاجتماعي، وسيم هاني، إن ولوج المغربيات الميسورات للكازينوهات يعود إلى كونهن أصبحن أكثر استقلالية مادياً، وأن كثيرات منهن صار بإمكانهن أن يركبن سيارتهن برفقة أو من دون رفقة، ويذهبن إلى الكازينو ليقامرن ويشربن، ما دامت هناك خادمة تهتم بالأطفال والواجبات المنزلية. وأشار وسيم إلى أن بعض النساء ينظرن إلى القمار بوصفه شكلاً من أشكال التسلية الممتزجة بالإثارة، لكن بالنسبة إلى البعض الآخر منهن فإن القمار هو وسيلة للهروب وتجنب الناس والظروف. وأضاف “حينما تقامر النساء فإنهن يفقدن الإحساس بمرور الزمن، خسارة المال والآخرين. وبعد إخفاقات وأوهام ينتهين إلى خسارة كل شيء، صحتهن، بيوتهن، عوائلهن وأموالهن”.