تم فك لغز السفاح المرعب لفرنسا بعد مرور 35 سنة. فقد كشفت تحاليل الحمض النووي التي أجراها القضاء الفرنسي على جثة ضابط في جهاز الدرك عقب انتحاره، أنه المغتصب والقاتل المعروف ب"لو غريلي" الذي يتم البحث عنه منذ 35 عاما، وذلك بعدما ترك رسالة اعتراف. وُعثر على جثته، الأربعاء 29 شتنبر، داخل شقة في بلدة "غرو دو روا" جنوبفرنسا، ويبدو أنه أقدم على إنهاء حياته خوفا من اكتشاف أمره، حسب موقع "لو باريزيان". وكان القضاء قد استدعى رسميا، الدركي المتقاعد البالغ 59 عاما، في إطار مقارنة لبصمات رجال الأمن الذين شاركوا في التحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال الثمانينيات، مع البصمات التي سبق العثور عليها في أماكن ارتكابها. وخلف الدركي رسالة كتبها قبل انتحاره، ذكر فيها أنه لم يكن "مرتاحا في حياته" عندما كان يرتكب الأفعال المنسوبة إليه، وأنه تمكن من "السيطرة على نفسه" ولم يفعل "أي شيء" مند 1997. وتعتبر قضية "لو غريلي" كما يطلق عليها، من القضايا التي حيرت الأمن الفرنسي لأكثر من 3 عقود، وتتعلق ب6 جرائم اغتصاب و4 جرائم قتل ارتكبت بين 1983 و1997. وكانت إحدى الضحايا الطفلة سيسيل بلوش التي لم تتجاوز حينها الحادية عشرة من عمرها، حيث لم تصل إلى مدرستها التي توجهت إليها صباح يوم 5 مايو 1986، ولم تعد لمنزل أسرتها في باريس لتناول الغداء، فبلغت والدتها عن اختفائها، وتم العثور على جثتها عارية تحت سجاد داخل قبو، وقد تعرضت للاغتصاب. أما باقي الضحايا فكن: جيل بوليتي (38 عاما)، وايرمغارد مولير (20 عاما)، اللتان قتلتا في باريس يوم 29 أبريل 1989، بالإضافة إلى كارين لوروي (19 عاما) التي اختفت من بلدة "سين اي مارن" يوم 9 يوليو 1994. كما ارتكب الدركي المنتحر 4 جرائم اغتصاب دون قتل بين 1986 و1994. وذكر موقع "ميدي ليبر" أن المتهم كان أبا لطفلين، وعضوا في مجلس بلدية القرية الصغيرة "براديس لو ليز" منذ 2014، وغير مقر سكنه وأفرغ كل حساباته البنكية قبل أن ينهي حياته.