عشرون سنة سجنا نافذا، حكم ابتدائي أصدرته غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط أمس، ضد أم تدعى فاطنة شتيوي، ارتكبت جريمة قتل بشعة في حق طفلتها المسماة قيد حياتها (أية) ذات الثانية عشرة شهرا من عمرها، بعد تسميمها بمبيد الجرذان، بيد أن النيابة العامة استأنفت الحكم وطالبت بتنفيذ أقصى العقوبة، في حين تقدمت الضنينة من جانبها باستئناف في القضية. فصول هذه القضية المروعة، تعود إلى شهر يونيو 2012، بعد أن أقدمت أم عديمة الضمير على قتل فلذة كبدها، التي لا تتجاوز 12 شهرا بطريقة بشعة كانت هزت سكان مدينة تمارة آنذاك، الحادث المأساوي وقع بعد أن غادر والد الطفلة المسمى عبد الفتاح البيت، متوجها إلى عمله بحي كيش الأوداية بتمارة لمباشرة عمله، وبعد أدائه لصلاة الجمعة عاد إلى المنزل ليفاجئ بابنته الأكبر تبكي، ولما استفسرها أخبرته أن والدتها أحضرت علبة من مشتق الحليب (رايبي)، وقدمته لشقيقتها أية، ساورته الشكوك مما دفعه لاستفسار زوجته، التي أخبرته أنها نائمة، لم يقتنع بجوابها، ولما تفقدها لاحظ عليها زرقة على محياها، وحين حاول إيقاظها لم تحرك ساكنا، ليتأكد من أنها فارقت الحياة، فسارع بالاتصال بمصالح الشرطة. رسم الخطوط العريضة لتنفيذ جريمتها، جاء بعد سلسلة من المعانات والمشاكل مع زوجها، التي وصلت حد الطلاق قبل أن تعود إلى البيت الزوجية بعد تدخل أسرتيهما، لتستمر معاناتها معه بحسب مصدر وثيق الاطلاع، وعوض أن تفكر في الانتقام منه بالنظر لمرارة العيش بينهما، أو تفكر في أقل الأضرار هو الانفصال عنه (وكل واحد يشد طريق) قررت الانتقام من أبنائها، حيث خرجت صباح يوم الجمعة ثم توجهت إلى دكان، وعملت على إحضار قرص مبيد الجرذان، وعادت على التو إلى البيت، ثم أدخلت ابنتها الصغيرة إلى غرفة النوم، وأقدمت على سحق القرص ومزجته بمشتق الحليب (رايبي)، ومن دون وخز ضمير أقدمت على فعلها الإجرامي اللإنساني، وأطعمته لابنتها بواسطة ملعقة، وبعد أن أخذت الطفلة البريئة تصرخ وتتألم من شدة الأوجاع في بطنها، وعوض أن تتدارك الأمر وتنقلها إلى أقرب مستشفى لإنقاذ حياتها، وحتى لا تترك لها بصيصا من الآمال للحياة، خنقت أنفاسها بواسطة مخدة نوم فراش غرفتها، ولما حاولت ابنتها الأكبر الدخول للغرفة، لمعرفة ما يجري منعتها من ذلك، وحينها سمعت باب المنزل يفتح من قبل زوجها، وعلى عجل أفرغت السائل بالمرحاض، وتخلصت من العلبة بسطل القمامة، ودست الملعقة بين أغطية النوم. القاتلة عديمة الضمير، كانت أكدت في تصريحاتها أمام الشرطة القضائية، استنادا إلى ذات المصدر، أنها قتلت ابنتها عن طريق تسميمها بواسطة قرص مبيد الجرذان، وضعته لها في مشروب رايبي، وبعد ذلك خنقتها بواسطة وسادة، مضيفة أنها كانت تعتزم قتل جميع أبنائها الأربعة تباعا، مدعية أنها تعاني من بعض الأمراض لكنها ليس بمقدورها شراء الدواء.