قال محمد أمكراز الكاتب الجهوي لشبيبة العدالة والتنمية لجهة سوس ماسة درعة: “أتمنى صادقا لو أن حركة 20 فبراير تخرج الملايين من المغاربة إلى الشارع، وعلى الأقل 4 ملايين من المغاربة أي ما يمثل نسبة 10 % من مجموع ساكنة المغرب” وأكد المسؤول الشبيبي الذي كان يتحدث مساء أمس خلال ندوة “الشباب والحراك السياسي بالمغرب” والتي نظمتها جريدة الانبعاث، بأن على حركة 20 فبراير أن تفكر في تطوير وسائلها وأساليب عملها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المغاربة، واعتبر من جانب آخر بأن الإصلاح له مدخلان الأول دستوري على اعتبار أن الدستور الجديد أتى بأشياء ايجابية ويجب التفاعل معها ايجابيا خصوصا عند التنزيل، والثاني سياسي بدء بمحاربة الفساد حيث، في نظره، ولحدود الساعة لم يتم القيام بأي شئ يذكر، بحكم أن الوجوه السياسية هي نفسها، والممارسات هي نفسها، إن لم تكن قد عادت بقوة أكبر، وهذا الأمر أرجعنا إلى نقطة الصفر، ما يؤكد بأنه ليست هناك أية إرادة حقيقية للإصلاح يضيف أمكراز، والذي حذر المسؤولين من كونهم يلعبون بالنار، وأن العواقب ستكون وخيمة في حالة الاستمرار في هذا التلاعب، الذي سيؤدي حتما إلى مزيد من الاحتقان في الشارع ولن يقتصر الأمر آنذاك على حركة 20 فبراير لوحدها. من جهته اعتبر جواد فرجي مسؤول الشبيبة الاتحادية بان اغلب شبيبات الأحزاب تصارع من اجل البقاء، داعيا إياها إلى تطوير أساليب عملها وأشكالها التنظيمية، بالشكل الذي يعبر عن هموم وتطلعات شباب اليوم الذي لم يعد يستقطب بالأساليب الكلاسيكية، نتيجة الثورة المعلوماتية والعولمة والتسارع القيمي، ما خلق ضغطا على المناضلين السابقين في زمن التأطير الذي سماه “كوكوت مينوت”. عادل مشتي عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية أكد من جهته بان الدولة تتحمل المسؤولية فيما آلت أوضاع عدد من شبيبات الأحزاب، في حين أكد محمد بلفرج مسؤول الشبيبة الاشتراكية بان واقع المنظمات الشبيبية لا يختلف عن واقع الأحزاب نفسها، داعيا إياها إلى استثمار التقنيات التكنولوجية الحديثة في تأطير الشباب والتواصل معه. من جانب آخر، استنكر أمين عبادي المسؤول الإقليمي للشبيبة العمالية ما سماه استمرار مجموعة من القيادات على هرم بعض هياكل الشبيبات والتي ينصبها مسؤولو هذه الاحزاب على رأس هذه الهياكل باسم التوارث والخبرة والممارسة. وأكد سعيد الفرواح أحد المسئولين بحركة 20 فبراير باكادير، بان شبيبات الأحزاب وضفت من طرف قيادات أحزابها بشكل انتهازي ضد الحراك الشبابي، واستعملت كأوراق للتفاوض مع النظام، بحكم أن القيادات الحزبية ضد الحراك الشبابي في مقابل مساندة الشبيبات لهذا الحراك في أول الأمر، لكن بعد خطاب 9 مارس والاستفتاء على الدستور أي في مرحلة الحسم مع الحراك الاحتجاجي، اتضح ان الشبيبات سارت في مسار قيادات أحزابها يضيف الفرواح، والذي اعتبر بأن شباب حركة 20 سحب البساط من تحت أقدام شبيبات الأحزاب السياسية وان هذه الحركة أضحت تتزعم نضالات هذا الشباب في الشارع وهو ما رد عليه فرجي بالقول بأن الحركة لم تسحب البساط من شبيبات الأحزاب بل أعطت دفعة قوية للعمل الشبابي، بيد أن الجديد الذي أتت به حركة 20 فبراير هو في طريقة التعبير والاحتجاج فقط، وأصلت لنموذج مغربي فريد التحمت فيه مجموعة من التقاطبات التي ترفع شعار لا للفساد ونعم لمحاربة المفسدين، وهو ما عجل في تسريع وثيرة الإصلاح.