علمت "الأخبار"، من مصادر جيدة الاطلاع، أن مصالح القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط تقترب من فك لغز عملية الاعتداء الخطير وغير المسبوق، التي تعرض لها أحد الدركيين من طرف مجهول، صباح السبت الماضي، بمنطقة محاذية لمديونة ضواحي البيضاء، وانتهى بالسطو على مسدسه الوظيفي. ووسط استنفار غير مسبوق بالقيادة العليا للدرك الملكي ومصالحها الخارجية بكل من القيادة الجهوية بالبيضاء والسرايا والمراكز الترابية ببرشيد وتيط مليل ومديونة وبوزنيقة، تجري فرق خاصة من الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية تحريات مكثفة وظفت فيها أحدث التقنيات التكنولوجية وآليات رصد متطورة وطائرات مروحية وكلابا مدربة من أجل تحديد مكان المتهم واسترجاع السلاح الوظيفي الذي سطا عليه مجهول يرجح انتماؤه لشبكة متخصصة في الاتجار في المخدرات بالمنطقة. وحسب مصادر خاصة، فقد تمكنت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية الدروة، أول أمس الأحد، من العثور على سيارة المتهم، وهي من نوع "أودي"، بالقرب من قصبة بن مشيش ضواحي المدينة، في الوقت الذي ما زال البحث جاريا عنه بكل المناطق التابعة للدار البيضاءوبرشيد ومديونة والدروة. وكشفت ذات المصادر أيضا، أن القيادة العليا للدرك أصدرت توجيهاتها الفورية لكل القيادات الجهوية والسرايا وكذا المراكز الترابية التابعة لها بتراب المملكة، وبصفة خاصة بجهة الدارالبيضاء، من أجل تكثيف المراقبة بمداخل المدن ومخارجها وكل السدود القضائية، لمحاصرة المتهم الذي نفذ عملية الاعتداء والسرقة في حق المسؤول الدركي بالدارالبيضاء. كما تحدثت مصادر الجريدة عن أن التأهب ذاته أعلنت عنه عناصر الأمن الوطني من أجل التنسيق مع مصالح الدرك لإيقاف المتهم. وأكدت مصادر الموقع أن قوات الدرك الملكي شنت حملات تمشيطية واسعة منذ ليلة السبت الماضي بإقليمي برشيد ومديونة، أسفرت عن اعتقال ستة بارونات كبار يخضعون حاليا للبحث لدى القيادة الجهوية للدرك بالدارالبيضاء، للاشتباه في علاقتهم بالقضية. وبالعودة إلى مسلسل الواقعة التي هزت أركان القيادة العليا للدرك، نهاية الأسبوع الماضي، فقد انتقلت دورية للدرك الملكي تابعة للمركز القضائي بسرية عين السبع المتواجدة بتراب تيط مليل ضواحي البيضاء، لمعاينة حادثة سير وقعت بالمنطقة، وتصادفت مع تاجر مخدرات بمحيط الحادثة مبحوث عنه بالمنطقة ومسجل خطرا لدى كل الأجهزة الأمنية، حيث تعرف عليه الدركي، وما أن اقترب منه حتى أبدى مقاومة عنيفة، اضطر معها الدركي لاستعمال سلاحه الوظيفي من أجل إرغام المتهم المبحوث عنه على الامتثال وتسليم نفسه، قبل أن يتمكن من سرقة السلاح والفرار على متن سيارته الفاخرة التي عثر عليها بعد ساعات بالجماعة القروية بن مشيش ضواحي الدروة التابعة لإقليم برشيد.