رفت منطقة أكادير الكبرى٬ ثاني قطب اقتصادي في المملكة بعد الدار البيضاء٬ دينامية تنموية قوية في العشرية الأخيرة٬ بفضل مشاريع البنية التحتية الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ ومجموعة من الإنجازات التي تغذي الطموحات المتزايدة لهذه المنطقة الاقتصادية. وتشكل المشاريع البنيوية المنجزة أو التي في طور الإنجاز في قطاعات مختلفة٬ رافعات للنمو والتنمية على المستويين المحلي والوطني. ومن أهم هذه المشاريع تدشين الطريق السيار بين مراكشوأكادير٬ وتهيئة منتزه جميل وميناء ترفيهي وسياحي بالضفة الشاطئية للمدينة٬ بالإضافة إلى إحداث قطب صناعي موجه للصناعات البحرية٬ وتشييد ملعب رياضي كبير٬ وتحقيق استثمارات عقارية وسياحية مهمة. ويعتبر الطريق السيار مراكش – أكادير٬ الذي أطلقه صاحب الجلالة محمد السادس في يونيو 2006 وتطلب إنجازه 4 سنوات من الأشغال وتكلفة استثمارية ناهزت 8 ملايير درهم٬ أحد أوراش بناء الطرق السيارة الكبرى التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة. وقد تجاوز هذا المحور الطرقي الممتد على مسافة 225 كيلومتر٬ سنتين بعد تدشينه٬ البعد الجهوي ليصير جزءا من الخط الرابط بين أوربا وأفريقيا والطريق السيارة المغاربية. وبالإضافة إلى الربط بين شمال وجنوب المملكة٬ يساهم هذا المحور السيار إيجابا في تنافسية القطاعات الاقتصادية الأساسية في جهة سوس٬ لاسيما في الفلاحة والصيد البحري٬ وفي السياحة عبر دمج الجولات الثقافية لمراكش والمنتوج السياحي الشاطئي لأكادير٬ علاوة على تعزيز المبادلات التجارية مع أوروبا وجذب الاستثمارات الأجنبية. وهكذا يصير اقتصاد جهة سوس – ماسة – درعة٬ المعروفة بحيويتها٬ مدمجا مع الجهات الأخرى للمملكة وخاصة منها الدار البيضاء٬ وهو ما يعزز تنافسية الجهة خاصة٬ وجنوب المغرب عموما٬ ويسمح بخلق فرص مهمة للاستثمار وتوفير مناصب شغل.وباعتبارها القبلة الأولى للسياحة الشاطئية٬ بذلت أكادير جهودا حثيثة من أجل الرفع من الطاقة الاستيعابية لفنادقها وتحديث بنيات الاستقبال والتنشيط. وتبقى تهيئة أحد المنتزهات (كورنيش) حسب المعايير الدولية٬ وهو المشروع البنيوي الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس٬ الإنجاز الذي غير الواجهة الشاطئية للمدينة وعزز سمعتها الدولية. ويشكل الميناء الترفيهي الجديد٬ الذي هو امتداد للكورنيش٬ والمقام على مساحة 14 هكتار ويضم مرفأ وشققا ومركزا تجاريا ومركبا فندقيا٬ نقطة جذب جديدة داخل هذه الوجهة الساحلية. ومن بين المشاريع الموجودة في طور الإنجاز٬ مشروع قطب استغلال الثروة البحرية٬ “هاليوبوليس" الذي يعتبر جزءا من الجيل الثاني من المناطق الصناعية المحدثة من أجل الرفع من منتوجية النسيج الاقتصادي الوطني. ومن المنتظر أن يساهم هذا المشروع٬ الذي سيمتد على مساحة 150 هكتار في جماعة دراركا بشمال أكادير٬ والذي تم تقريبا الانتهاء من الشطر الأول من أشغاله٬ في تحديث الصناعات التحويلية للمنتجات البحرية وحفز الأنشطة اللوجيستيكية. ومن المتوقع أن يوفر المشروع ذاته٬ الذي يدخل ضمن البعد الجهوي لاستراتيجية “هاليوتيس"٬ حوالي 20 ألف منصب شغل. وفي المجال الرياضي٬ ستشهد عاصمة سوس افتتاح ملعب رياضي ضخم الثالث من نوعه ضمن البنيات التحتية الرياضية الكبرى من الأجيال الجديدة في المملكة٬ بعد مراكش وطنجة.وقد تم إنجاز هذا الملعب الذي أعطى انطلاقة أشغاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يونيو من سنة 2004٬ على مساحة 60 هكتارا مع طاقة استيعاب تبلغ 45 ألف مقعد٬ 10 آلاف منها مغطاة٬ فيما ناهزت تكلفة الاستثمار فيه حوالي مليار درهم. وشهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة إطلاق عدة مشاريع اجتماعية وتربوية في مختلف الجماعات الحضرية والقروية٬ من شأنها تحسين مؤشرات التنمية وتعزيز الصورة الإيجابية وجودة الحياة بهذه المدنية٬ التي تنبئ ميزاتها الطبيعية والاقتصادية والبشرية بمستقبل أكثر إشراقا وتألقا