حالة شاذة وقعت بكلية الآداب ابن زهر بأكادير عقب انتهاء امتحان كتابي عشية يوم الاثنين، فبينما كان الأستاذ عطوف الكبير المكلف بالحراسة داخل الامتحان الكتابي بأحد مدرجات كلية الآداب والعلوم الإنسانية يقوم بواجبه ضبط حالتي غش اثنتين من نوع خاص، شاب وشابة غريبين عن الامتحان، حلا محل طالب وطالبة مرشحين لاجتياز الامتحانات الكتابية نيابة عنهما برسم هذه السنة. تصرف الأستاذ بالشكل المناسب، فقد قام بسحب بطائق هوية منتحلي صفة مرشحين، وتركهما من أجل الشك يتابعان الامتحان إلى أن سلماه الورقتين وأمضيا في ورقة الحضور وغادرا. ترك الاستاذ عطوف الأمور تسير هكذا على أن تتكلف مصالح الكلية المكلفة بالامتحانات بالتحري وإجراء العقوبات اللازمة. يحكي الاستاذ عطوف الكبير للأحداث المغربية في عدد الغد أن الساعة أشرفت على السادسة والنصف عندما تسلم آخر ورقة من طالب مرشح، وعندما هم بالخروج، فجأة دخل عليه ستة أفراد، أغلقوا حولهم باب المدرج، ودون أن يتحدثوا، معه أو ينطقوا بأي كلمة أو لفظ جارح، قيد اثنين منهم يديه إلى الخلف ، وأحاط به آخرون من كل جانب، بينما تفرغ أحدهم لتفتيش حاجياته، ومنها تفتيش ملابسه إلى أن عثروا على بطاقة هوية تخص إحدى الطالبات التي نابت عنها في الامتحان فتاة لا علاقة لها بالامتحان، فتركوه هناك مع باقي حاجياته، وأوراق الامتحان وفروا إلى وجهة غير معلومة. مر الاستاذ من لحظات عصيبة، وخوف رهيب، وهو يتعرض للتفتيش دون أن يعرف السبب، وشعر في لحظة بأن الخطر يحدق في قلب الحرم الجامعي، ولم يكن يدري أن " عصابة الستة" جاءت لاسترجاع بطائق هوية المرشحين، عثرت على بطاقة الطالبة، بينما بقيت بحوزته هوية الطالب، التي لم يعثر عليها " المفتشون" لأنها كانت مدسوسة بالجيب الخلفي لسرواله من نوع " الجينز"، ويرجح الأستاذ في انتظار التحقيق، أن العناصر الستة كانت تبحث بالفعل عن بطاقة الطالبة. الاستاذ عطوف سجل شكاية في الموضوع لدى النيابة العامة، واستمعت إليه الشرطة القضائية في محضر قانوني، فيما النقابة الوطنية للتعليم العالي أعلنت في بيان لها عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الاثنين المقبل أمام إدارة الكلية يوم الاثنين المقبل 11 يونيو على الساعة العاشرة. . إدريس النجار/ الأحداث المغربية