تأكد لنا من خلال زيارة ميدانية ،قمنا بها مؤخرا للمركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير، أن رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية تبقى مستمرة على مدى عدة ايام من كل اسبوع،بعد ان اتضح لنا أن كل العاملين وعلى رأسهم مدير المركز " الدكتور بالهاشمي عبدالله " هم دائما في سباق مع الزمن من أجل توفير كلما يلزم من احتياطي خاص بمخزون الدم المعول عليه لتلبية حاجيات أزيد من 10 مؤسسات استشفائية بالجهة تمتد الى حدود تزنيت وكلميم ،ضمنها مستشفيات عسكرية ومراكز مهتمة بذوي القصور الكلوي دون استثناء باقي المصحات الخاصة. عملية البحث هذه التي تتم في الغالب بتنسيق مع عدة جمعيات محلية وجهوية والتي لا تتردد في طرق ابواب جل المؤسسات التعليمية ،العمومية منها والخاصة، وكذا بعض الضيعات والشركات الفلاحية والصناعية ،وحتى أبواب العديد من المساجد التي لا يبخل محسنوها كل مرة في الانخراط بهذه العملية انطلاقا من احساسهم بأهمية التبرع بالدم. "يضيف الدكتور بالهاشمي". الجدير بالذكر ،وخلافا لما يعتقده الكثيرون، فإن عملية تخزين الدم لا يمكن أن تتعدى أكثر من 5 أسابيع ،حيث يتم تقسيم دم المتبرع إلى ثلاثة أجزاء يوضع كل صنف منها في المكان المخصص له وفي ظروف تخزين جيدة. * الجزء الأول مٌرَكَز الكريات الحمراء وهو الأكثر طلبا ويمكن لكل متبرع أن ينقذ به ثلاثة أرواح في حالات النزيف الدموي وفقر الدم…،ولايمكن الاحتفاظ به لأكثر من 42 يوم فقط، قبل الاستغناء عنه نظرا لفقدانه لمركز الكريات الحمراء بعد هذه المدة. * الجزء الثاني مركز الصفائح ويحتفظ به لمدة 5 ايام،ويصلح فقط لتوقيف النزيف الدموي. * والثالث هو البلازما وهو الأقل طلبا ويمكن الاحتفاظ به لمدة سنة ،لاحتوائه على البروتينات الضرورية في عدد من الأمراض نظرا لتوفره على مواد تساهم في تخثر الدم. أما بخصوص الفصائل الدموية التي تتوفرعليها مراكز تحاقن الدم،فهناك صنفان من الفصائل الدموية الإيجابية والسلبية. في ما يخص الصنف الإيجابي فإن الفصيلة الدموية (O+) تمثل 40 في المائة و(A+) تمثل 30 في المائة و(B+) تمثل نسبة 14 في المائة و(AB+)تمثل نسبة 3 في المائة. أما ما يخص الصنف السلبي فإن (O-) يشكل 6 في المائة و(A-) تمثل 4 في المائة و(B-) يمثل 2 في المائة و(AB) يمثل 1 في المائة. أما كلما يتعلق بالأصناف الدموية النادرة فهناك أصناف يتم الاحتفاظ بعناوين الأشخاص المتبرعين بها وحتى أرقام هواتفهم لتقديم المساعدات لحالات مستعجلة، وذلك بالاتصال بهم عند الحاجة ودعوتهم إلى التبرع بالدم خلال الحملات أو خارجها عن طريق بعث رسائل «إس إم إس». هذا وبعد سؤالنا عن الفترات التي تعرف نقصا في التبرع بالدم أكد لنا الدكتور بالهاشمي أن العطل الصيفية وشهر رمضان والأعياد والعطل المدرسية تعتبر من الفترات الحرجة بالنسبة إلى مراكز تحاقن الدم، إذ يقل خلالها توافد المتبرعين بالدم.مما يجعلنا نناشد المواطنين ،من خلال منبركم المحترم هذا، بضرورة تبني ثقافة التبرع في هذه الفترات بالخصوص ولما لا على مدى ايام وأشهر السنة حيث يمكن للرجل أن يتبرع كل شهرين خلافا للمرأة التي ننصحها بالتبرع كل 3 أشهر، حتى نتجنب بذلك أي نقص يمكن ان يطال كميات الدم الواجب توفيرها وكذا استفادة المتبرع من عدة امتيازات نستعرضها على الشكل التالي. معلومات هامة عن التبرع بالدم لماذا يجب عليَّ أن أكون متبرعًا بالدم؟ – كل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج إلى نقل الدم. – واحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم. – دمك يمكن أن ينقذ تلاثة أشخاص عند فصل مكوناته وليس شخصًا واحدًا. – تعيد عملية التبرع بالدم الحيوية والنشاط للجسم بسبب تجدد خلايا الدم. – يمكن للمتبرع الحصول على نتائج فحوصات الخاصة به، بما فيها فصيلة الدم. كيف يمكن إختيار المتبرع بالدم؟ يتم اختيار المتبرع بالدم من خلال معايير محددة من الفحص الطبي حيث يتم: أخذ معلومات منه مثل الاسم، والعمر، رقم الهاتف،.... الخ (هذه المعلومات للإ تصال به عند الحاجة). الوزن: (يفضل أن يكون الوزن من 50 كجم). ضغط الدم: (أقل من 160 / 90). يقوم الطبيب المختص بسؤاله أسئلة بسيطة عن تاريخه المرضي ويقوم بأجراء الفحص الطبي له. ما الأسباب التي لا يمكنك معها التبرع بالدم؟ – التبرع بالدم خلال الثلاثة أشهر الماضية. – وجود أي تعب من المتاعب الصحية التالية: – جميع أنواع الأنيميا عدا أنيميا نقص الحديد. – أمراض القلب والحمى الروماتيزمية. – الأمراض الصدرية المزمنة. – إرتفاع الضغط المزمن. – الإ لتهاب الكبدي الفيروسي. – مرض السكري.. – حالات الفشل الكلوي. – حالات التشنجات والصرع والإغماء المتكرر. – زيادة أو نقص إفرازات الغدة الدرقية. – الحمل. – أمراض نزف الدم. – الأمراض الوراثية. – الأمراض النفسية. – أي عمليات خلال فترة ثلاثة أشهر. كيفية التبرع بالدم؟ وذلك عن طريق جمع الدم في كيس يحتوي على مادة مانعة للتجلط متصل بأبرة معقمة تستعمل لمرة واحدة فقط توصل من الوريد في الذراع، وتتم عملية التبرع بالدم في فترة زمنية تقريبًا 5 – 10 دقائق في هذه الفترة يكون المتبرع تحت الرعاية الطبية المباشرة، ولكن تستغرق الزيارة بأكملها مدة تتراوح بين 15-20 دقيقة. متى يمكن معاودة التبرع بالدم؟ لتكرار التبرع يمكن التبرع بالدم قبل ذلك في الفترة من 3-4 أشهر، ولكن يجب أن يكون المتبرع لائق طبيا. ما كمية الدم التي يتم أخذها من المتبرع في المرة الواحدة؟ – يتم أخذ من 400 إلى 450 مليلترا، وهو ما يمثل حوالي 1/12 من حجم الدم الموجود داخل جسم كل إنسان، والذي يتراوح بين 5 إلى 6 لترات. من المستفيد من هذا الدم؟ المصابون في الحوادث بمختلف أنواعها. حالات النزيف قبل الولادة وبعدها. أصحاب العمليات الكبيرة. المصابون بأمراض الدم (تكسر خلايا الدم، فقر الدم المنجلي، أو سرطان الدم). فوائد التبرع بالدم: الأطمئنان على صحتك: ان التبرع بالدم هو شهادة صحية تدل على سلامتك حيث أن كل متبرع يخضع لفحص طبي للجسم وفحص مخبري على دمه عن -مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعيه (ب، ج) – الأيدز – الزهري، وفي حالة وجود أي مشكلة فأن بنك الدم يقوم بتوفير الاستشارة اللازمة من قبل استشاريين متخصصين، والتوجيه الى الجهة المناسبة لمتابعة الحالة. – يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في انتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين الى أعضاء الجسم الرئيسية مثلًا (الدماغ ....يساعد على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول). -إن المتبرع المستديم في بنك الدم له معاملة خاصة عند احتياجه او احتياج أفراد عائلته للدم مستقبلًا لا قدر الله، خاصة في حالة توفر فصيلة الدم المطلوبة. هل توجد أي خطورة في التبرع بالدم؟ – التبرع بالدم لا يعرض المتبرع لأي خطر؛ من الإصابة بأي مرض. – الأدوات التي تستخدم في عملية سحب الدم معقمة ولا تستخدم لشخص آخر، ويتم التخلص منها بعد عملية التبرع بالدم. ماذا أفعل قبل التبرع بالدم؟ – احصل على قسط كاف من النوم ليلة التبرع. -تناول وجبة متوازنة قبل التبرع بحوالي ساعتين. – عليك شرب سوائل (خالية من الكافيين) أكثر من المعتاد بقليل. الرعاية بعد التبرع * يبقى المتبرع على سرير التبرع لمدة 5 دقائق تحت الملاحظة الطبية ويسمح له بالجلوس بعد التأكد من حالته الطبية. * لا يسمح للمتبرع بترك المكان قبل أن يأذن له الطبيب أو الممرضات وذلك حرصا على سلامته. * يجب على المتبرع: – الإكثار من شرب السوائل خلال الساعات التالية للتبرع – الأمتناع عن التدخين لمدة ساعتين. – عدم نزع اللاصق الضاغط على مكان الأبرة قبل ساعتين. – يجب رفع اليدين الى أعلى والظغط على مكان الأبرة اذا كان هناك نزيف. * اذا شعر المتبرع بالغثيان او الدوران يجب ان يستلقي على السرير ويكون مستوى الرأس منخفض عن الجسم او الجلوس مع وضع الرأس بين الركبتين لمدة 5 دقائق * عدم القيام بأعمال شاقة أو تمرينات رياضية مجهدة لمدة 24 ساعة. – زاول نشاطك المعتاد بعد التبرع، مع تجنب المجهود البدني الزائد. – إشرب كمية من السوائل أكثر بقليل من المعتاد خلال الساعتين التاليتين للتبرع. – تجنب ممارسة رياضة عنيفة خلال 24 ساعة بعد التبرع. – إذا كنت مدخنًا لا تدخن لمدة ساعتين بعد التبرع؛ لأن استنشاق الدخان يحفز الدم للذهاب للرئتين مسببًا حالة من الدوار والشحوب. هل توجد مضاعفات قد يتعرض لها المتبرع؟ – لا توجد مضاعفات للتبرع بالدم طالما قام الطبيب بتوقيع الكشف الطبي عليك، وأقر ملاءمتك للتبرع. – يعوض الجسم كمية الدم التي فقدت خلال ساعات، وأغلب الناس يزاولون أنشطتهم العادية بعد التبرع. – نادرًا ما تحدث بعض الأعراض؛ مثل الدوخة أو القيء، وتزول تلقائيا بعد فترة وجيزة. زيارة ميدانية وحوار :عبدالرحيم شباطي