كل مغربي تحت أديم هذا الوطن الجميل، يعرف معنى الطحن، الطحن المعنوي أقصد، لكن محسن فكري طحن ماديا، طحن لأجل لقمة عيش و يا لسخافة الموقف، أن يطحن بسبب المنتوج الوطني " السمك"، و لنتفرض جدلا ان البضاعة غير صالحة فهل مصادرتها تتم بهذه الطريقة، ألم يكن أمام السلطات هامشا من الحلول لتفادي الكارثة،ببساطة لو حجزت البضاعة و اقتياد "محسن " الى المصلحة المختصة دون استعراض للقوة. طحن المواطن حسن أمام الملأ،تبرز نظرة السلطة للمواطن، و الأدهى و الأمر ان الكارثة بعد الخطاب الملكي و كأن كلام الليل يذهب به النهار،كالتلميذ الكسول الذي لا يأبه لنصائح الأستاذ. أهذا هو تكريم المواطن؟ حق لأهل الريف أن ينتفضوا بل حق للمغاربة جميعا ذلك بكاءا و صراخا،فلقد ادخلتنا السياسات المتعاقبة الى مزبلة فكرية و عينية ،فاذ كانت حكوماتنا تفكر زبائليا فطحن مواطن بمفرمة عادي. المطلب الأساسي اليوم، هو اعادة تعريف المواطن و السلطة، و أن تقلم أضافر هاته الأخيرة الا في وجه المتغولين و ليس العكس،فهذه الالة السلطوية " الوحشية ، الفحشية، القمعية،التوتاليزير" ليس من حقها دوس الضعاف و الانحناء امام أخطبوط الفساد. و في اتجاه آخر احتقاننا من جرم السلطة و بعض رجالاتها، لا يعني احراق الاخضر و اليابس،و لا يعني طحن الوطن ايضا،فهذه المرحلة الحساسة تتطلب اليقضة لكل القوى الاصلاحية،و لا يسمح لاهل التملق و التحزب بركوب الموجة،فطحن محسن بوحشية، يجب ان يقابل برد شعبي حضاري،يعبر عن وعينا بأهمية هذه الأرض و استقرارها فعليها ما يستحق الحياة،فالمغرب يتربص به، و العنف لا يأتي الا بالعنف و مكان الرفق في شيء الا زانه، فالمطلب هو كرامتنا و تاديب من فعل و العمل على الا يفعلنا بنا ثانية ، و هنا مربط الفرس. تصبحون على وطن لا يطحننا اذ أحببناه و رضينا بالذل فيه و من قلوبنا أعطيناه صبرنا على لهيب سلطته و على شضف عيشته و ان احرقنا ما أحرقناه.