منذ مغادرته لرئاسة جماعة تطوان سنة 2009 ورشيد الطالبي العلمي، النائب البرلماني والمستشار الجماعي بمجلس جماعة تطوان يستقر في العاصمة المغربية الرباط، حيث يمارس من هناك عمله السياسي والحزبي دون أن يرجع ولو لمرّة إلى الناخبين الذي صنعوا له مجده الذي مكنه من الوصول إلى رآسة البرلمان حتى هذا اليوم . عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ومنذ هزيمته في استحقاقين جماعيين متواليين على يد محمد إدعمار، القيادي في حزب العدالة والتنمية، لم يعد يدخل تطوان إلا ليلا لقضاء مشاغله ومآربه بفنادق الحمامة البيضاء، أما قيامه بدوره الإنتدابي والجماعي فيشتكي كثير من المواطنين من إنعدامه، حتى أنه في انتخابات 7 أكتوبر كان نشاطه خافتا بالمدينة، ولم يظهر إلا قليلاً . الطالبي العلمي، الذي لم يحضر طيلة الموسم الجماعي الحالي لأي دورة عادية أو استثنائية، رغم أن فريق التجمع الوطني للأحرار ثاني أكبر فريق في مجلس تطوان حيث حصل في استحقاقات 4 شتنبر 2015 على 16 مقعد، فهو لا يحضر لمتابعة ومحاسبة عمل خصمه محمد إدعمار الذي قال عنه في مهرجان خطابي سابق أنه لم يقم بأي عمل إضافي لمدينة تطوان، حيث لا تزال الأخيرة على حالها منذ مغادرته لرئاسة مجلسها، حسب قوله . ومن جهته، أشار محمد إدعمار، رئيس مجلس جماعة تطوان في الدورة الأخيرة التي عقدها المجلس لمناقشة برنامج عمل الجماعة للفترة 2021/2016 والمصادقة عليه بقرب الاجتماع للنظر في المستشارين الذين يغيبون عن دورات المجلس للمصادقة على قرارات في حقهم، قائلا "تا واحد ما يوقع على حضور صاحبو، هاداك شغلنا، وكل واحد يتحمل مسؤوليتو"، مشددا في ذات السياق "اللي عندو عذر يجيبولنا، أما اللي عندو أسباب ذاتية شغلو هاداك، ويدبّر راسو، ومن بعد غنتفاهمو على هادشي"، يتوعّد الطالبي ورفاقه . هذا وينص القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات الترابية، في مادته 67 من النظام الأساسي للمنتخب على أن "حضور أعضاء مجلس الجماعة دورات المجلس إجباري"، ويؤكد ذات القانون التنظيمي في نفس المادة المنشورة في الجريدة الرسمية عدد 6380 بتاريخ 23 يوليوز 2015، على أن "كل عضو من أعضاء مجلس الجماعة لم يلب الاستدعاء لحضور ثلاث دورات متتالية أو خمس دورات بصفة متقطعة دون مبرر يقبله المجلس، يعتبر مقالاً بحكم القانون، ويجتمع المجلس لمعاينة هذه الإقالة" . فهل يقدم محمد إدعمار، رئيس مجلس جماعة تطوان على إقالة رشيد الطالبي العلمي، المستشار عن حزب التجمع الوطني للأحرار إنسجاما مع مبادئ حزبه وانتصارا آخر لشخصه، أم أن الحسابات السياسية الوطنية خصوصا في هذه الفترة المعقدة التي تعرف حساسية بين الحمامة والمصباح بسبب التحالف الحكومي أكبر من أن يحسم فيها صراع سياسي محلي؟