توطئة: استقر المسلمون بالأندلس ثمانية قرون منذ أن فتحها طارق بن زياد سنة 92ه بإمرة موسى ابن نصير، فأنشأوا فيها حضارة عمرانية لم يشهدها التاريخ، وازدهرت فيها حلقات العلم والثقافة والفكر، إلى أن أصبحت الأندلس البوابة الحضارية الأولى لأوروبا في العصر الوسيط، حيث كان يتم عبرها الانفتاح عن باقي الحضارات الأخرى. إلا أن المسلمين لم يحافظوا على وحدتهم وعقيدتهم وتماسكهم، فاتبعوا سبيل الشهوة والغواية والفتنة والشذوذ، ثم مالوا إلى حياة البذخ والترف والتقاعس عن الجهاد، ثم انغمسوا في حروب أهلية طائشة، فتكالب عليهم النصارى من كل حدب وصوب، ثم أوقعوهم في هزائم عدة، إلى أن تم طردهم من الأندلس بصفة نهائية، بعد أن انعقدت محاكم التفتيش المسيحية،فكانت آخر مملكة في الأندلس هي مملكة غرناطة التي سقطت بين يدي ملكي إسبانيا فرناندو الثالث وإيزابيلا سنة897ه. ويعد أبو عبد الله الصغير ، حاكم مملكة غرناطة المعروفة بالقصور الحمراء، آخر ملوك الإسلام بالأندلس. وهكذا، فقد نزح الكثير من الأندلسيين والموريسكيين نحو الثغور المغربية، وبالضبط إلى ثغور منطقة الريف التي تشمل اليوم أربعة أقاليم كبرى، وهي: مليلية، والحسيمة، والناظور، والدريوش، أو تشمل – جغرافيا- الريف الشرقي والريف الأوسط والريف الغربي.إذاً، ماهو سياق نزوح الأندلسيين والموريسكيين إلى منطقة الريف؟ وماهي الأماكن الريفية التي استقر بها الأندلسيون ؟ وماهي أهم هذه الأسر الأندلسية التي تفرقت في مختلف ربوع الريف؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول رصدها في هذه الورقة التي بين أيدينا. سياق الهجرة والنزوح: يعلم الجميع بأن المسلمين قد حققوا في الأندلس حضارة فكرية وعمرانية وعلمية وتقنية كبرى، يشهد لها الداني والقاصي، كما يعترف بها المسلم والعدو على حد سواء. ومازالت هذه الحضارة الأندلسية المزدهرة باقية آثارها، وشاهدة على هذه النهضة الإسلامية التي أينعت في مختلف ربوع الأندلس. ومازالت إسبانيا إلى يومنا هذا تفتخر بهذه المنجزات الحضارية الكبرى التي جلبت لها الملايين العديدة من السواح من مختلف أصقاع العالم. وكل من يتأمل تاريخ المسلمين بالأندلس، فإنه سيتذكر – بلاريب- نظرية ابن خلدون في العمران البشري، تلك النظرية التي ترى بأنه مهما كانت عظمة الدولة وقوتها المادية والمعنوية، فإذا وصلت هذه الدولة إلى قمة البذخ والمجد والشهرة ، ثم انغمست في الشهوات والملذات ، ثم أكثرت من المفاسد والمناكر والمعاصي والشرور والفتن ، ثم تصارع أهلها حول الحكم والسلطة بشتى السبل، ثم انقسمت وتجزأت إلى إمارات وطوائف وممالك، فلابد أن تؤول هذه الدولة حتميا إلى السقوط والانهيار والأفول والتضعضع والزوال. هذا، وقد حدد الدكتور علي محمد محمد الصلابي في كتابه:”صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي” مجموعة من الأسباب التي أودت بالأندلس إلى السقوط والزوال، وحصرها في الأسباب التالية: 1- تفتت كيان الشمال الإفريقي بعد سقوط دولة الموحدين، حيث تحملت دولة بني مرين حمل الجهاد وحدها في الأندلس،إلا أنها ضعفت وعجزت عن أداء رسالتها الجهادية في الدفاع عما تبقى للإسلام في الأندلس. 2- سعي ممالك إسبانيا نحو الاتحاد، وتم ذلك في الزواج السياسي الهام الذي تم بين فرديناندو الذي أصبح ملكا لمملكة أراجون، وإيزابيلا التي تبوأت عرش مملكة قشتالة فيما بعد، ثم اتحدت المملكتان النصرانيتان، وتعاونتا بعد اتحادهما على القضاء كلية على سلطان المسلمين السياسي في الأندلس. 3- الانغماس في الشهوات، والركون إلى الدعة والترف، وعدم إعداد الأمة للجهاد. 4- الاختلاف والتفرق بين المسلمين. 5- موالاة النصارى والثقة والتحالف معهم . 6- التخاذل عن نصرة من يحتاج إلى نصرة. 7- غدر النصارى، ونقضهم للعهود. 8- إلغاء الخلافة الأموية وبداية عهد الطوائف. 9- عدم سماع ملوك الطوائف لنصح العلماء. 10- الرضا بالخضوع والذل تحت حكم النصارى، والطاعة لهم. 11- سوء سياسة الولاة، وإرهاق الأمة بالجبايات. 12- الثورات الداخلية في الأندلس. 13- الابتعاد عن تحكيم شرع الله على مسلمي الأندلس. إذاً، لقد ساهمت كل هذه العوامل والأسباب في تعجيل سقوط الأندلس كليا بيد النصارى، وعملت أيضا على تنصير الموريسكيين، وتهجير الأندلسيين الآخرين. وقد دفع هذا الواقع المزري معظم الأندلسيين والموريسكيين إلى الهجرة القسرية حيال تونس والجزائر والمغرب على سبيل الخصوص . ولقد هاجروا كذلك خوفا من بطش محاكم التفتيش المسيحية التي كانت تطارد المسلمين، وتلاحقهم أينما حلوا وارتحلوا، فكانت تخيرهم بين أمرين: إما البقاء في الأندلس بشرط التنصير ، وإما التنكيل الذي يتبعه التهجير. مراحل هجرة الأندلسيين إلى منطقة الريف: عرفت منطقة الريف هجرات أندلسية ابتداء من القرن الثامن الميلادي، وقبل وبعد سقوط غرناطة، وانتشرت عناصرها في جل القبائل . وفي هذا السياق، يتم الحديث عن هجرات أندلسية متعددة إلى ثغور المغرب، ويمكن حصرها في عدة مراحل كبرى، وهي: المرحلة الأولى: كانت الهجرة الأولى سنة 136ه/745م إلى إمارة النكور بمنطقة الريف؛ بسبب المجاعة التي أصابت الأندلس في تلك الفترة.لذلك، هاجرت بعض الأسر الأندلسية إلى إمارة النكور التي كانت تعرف في تلك الفترة رواجا اقتصاديا لانظير له. المرحلة الثانية: تمت الهجرة الثانية في عهد الأدارسة ، مع متم بناء مدينة فاس. وذلك حينما ثار الحدادون والفقهاء على الخليفة الحكم بن هشام بقرطبة، وتسمى هذه الثورة بثورة الربض. بيد أن الحكم استطاع القضاء على هذه الثورة، فسعى إلى طرد من بقي من الفقهاء خارج الأندلس، فخرج هؤلاء إلى المغرب، فنزلوا مدينة فاس، وأسسوا :” عدوة الأندلس”. المرحلة الثالثة: تبتدىء هذه المرحلة من سنة 1483م، وذلك قبل سقوط مدينة غرناطة ، حيث هاجر الكثير من الأندلسيين إلى الريف، وجبالة، وغمارة، والهبط. كما استقروا بمدينة شفشاون، حيث احتضنهم الأمير مولاي علي بن راشد، و أحدثوا فيها حومتي الخرازين، وريف الصبانين. المرحلة الرابعة: تبتدىء بسقوط آخر ملوك بني الأحمر بغرناطة سنة 1493م. بمعنى أنها تتحدد بهجرة أبي عبد الله الصغير إلى مليلة، فغساسة بمنطقة الريف، والهجرة – بعد ذلك- إلى مدينة فاس، إلى أن وافته المنية سنة1534م. المرحلة الخامسة: تتحدد هذه المرحلة بعد قرار الملكة إيزابيل طرد مسلمي الأندلس سنة 1502م. المرحلة السادسة: وقعت الهجرة السادسة عام 1571م على إثر اندلاع ثورة منطقة البشرات بغرناطة، حيث هاجرت كثير من الأسرالأندلسية إلى شمال المغرب ، فأنشأت حومة الطرانكات بتطوان، وحومة السوق بشفشاون. المرحلة السابعة: أما الهجرة السابعة والأخيرة فكانت ما بين سنتي 1609 و1610م، وذلك حينما أصدر الملك فيليبي الثالث مراسيم لطرد بقية مسلمي إسبانيا. الأسر الأندلسية النازحة إلى الريف: نزحت كثير من الأسر الأندلسية إلى ثغور المغرب، وبالضبط إلى منطقة الريف ، وذلك بعد عمليات الهجرة القسرية أو الطوعية، فاستقرت أسر أندلسية بضفاف شواطىء الريف، واختارت أسر أخرى الاستقرار بالسهول و البوادي و أعالي الجبال، واختارت أسر أخرى الاستقرار بأماكن خالية ومهجورة. وهناك من الأسر الأندلسية الأخرى التي استقرت مدة مؤقتة بمنطقة الريف، لتهجرها، بعد ذلك، إلى مدن ومناطق أخرى من المغرب، كما فعل حاكم غرناطة أبو عبد الله الذي نزل بمدينة مليلية، ثم انتقل إلى مدينة فاس ليتقرب من السلطان الوطاسي محمد الشيخ. وفي المقابل، ثمة أسر أندلسية استقرت بمناطق أخرى من المغرب، لتنتقل – بعد ذلك- إلى منطقة الريف كأسرة ” إيحاجيثان” التي قدمت من مدينة سلا لتستقر بقبيلة بني بوفراح بالحسيمة. وقد اندمجت هذه الأسر الأندلسية ضمن المجتمع الريفي الأمازيغي في بوتقة اجتماعية واحدة، فتمزغت مع مرور الوقت، وشكلت وحدة مجتمعية وقبلية من الصعب تفتيتها، حيث شكل :” تجمع العناصر الأصلية والعناصر الوافدة المحور الأول الأساس للقبائل، خاصة في بني ورياغل وبقيوة التي لم يؤثر العنصر العربي الوافد على المنطقة منذ الفتح الإسلامي على لهجتها، بل على العكس من ذلك، تبربرت جل الأسر العربية التي بقيت مستقرة بعد تخريب مدينة النكور.كل هذه العناصر التي تم تقديمها انصهرت مع مرور الزمن في قبيلة واحدة لها هويتها المتميزة.” ولم تقتصر هذه الهجرة الأندلسية والموريسكية على المغرب فحسب، بل امتدت إلى الجزائر وتونس ومصر وأوروبا وأمريكا الجنوبية. ويلاحظ أن الأندلسيين:” كانوا يتركون ديارهم إلى بلاد المغرب في جماعات، تستقر كل واحدة منها بمدينة من المدن المغربية، بعد أن يبيعوا ما خف من المتاع بأبخس الأثمان، فيؤثرون السكن في المغرب(بالمدن) الصغرى أو القرى، وأحيانا المدن المهجورة حتى يستطيعوا أن يكونوا مجتمعا ملائما لحياتهم…فسكان مالقة اختاروا مدينة باديس، وأهل مرية مدينة تلمسان، وأهل الجزيرة مدينة طنجة، وأهل بلش مدينة سلا، وأهل طريف مدينة آسفي وأزمور… واستأذن المنظري في تعمير مدينة مرتيل، وبناء مدينة تطوان.” ويستغرب الباحث المغربي الدكتور حسن الفكيكي من عدم وجود إشارات إلى الهجرة الأندلسية نحو قبائل قلعية أو الريف الشرقي قبل القرن العاشرالهجري . بمعنى أن المصادر لم تذكر الهجرة الأندلسية إلى قبيلة قلعية أو غساسة أو بلاد القلاع ، على الرغم من أن الهجرة ظاهرة بشرية تاريخية تتحقق بشكل طبيعي.وفي هذا النطاق، يقول حسن الفكيكي:” هناك السؤال المستفسر عن عدم ظهور أي أثر بارز للهجرات الأندلسية، خصوصا وأننا لم نصادف في المصادر المكتوبة مايدلنا صراحة على استقبال بلاد القلاع للأسر الأندلسية. ولربما نكون مخطئين إذا نفينا ذلك بالمرة، استنادا فقط إلى غياب شهادات المصادر. فالهجرة ظاهرة حتمية إذا ماقدرنا الأزمة السياسية التي اجتازتها الأندلس آنذاك، تلك الأزمة التي لم ينج من عواقبها المغرب، والشمال الشرقي المغربي بصورة خاصة. سيبقى التعرف على مصادر هذا التنظيم وعوامله البشرية فراغا في تاريخ بلاد القلاع ماقبل القرن العاشر الهجري، والتوصل إلى ملئه رهين بمزيد من البحث والاكتشاف.” هذا، وستزداد الهجرات الأندلسية حيال غساسة وبلاد القلاع مع القرن العاشر الهجري، وستتوالى هجرات جماعية إلى غساسة منذ خريف890ه/ 1493م، تتقدمها هجرة السلطان ابن الأحمر بعد إقامة قصيرة بمرسى أندراش. وربما أمكن القول بأن هجرة الأندلسيين إلى الريف الأوسط (بني ورياغل وباديس)، أو الريف الغربي( شفشاون وتطوان وطنجة)، قد سبقت كل الهجرات إلى الريف الشرقي (قبيلة قلعية، وقبيلة لوطا، وقبيلة المطالسة، وقبيلة الريف). الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الأوسط: هناك مجموعة من الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الأوسط، وخاصة في مدينة باديس (الحسيمة)، ومنطقة بني ورياغل، ومايحيطهما من مناطق وقبائل. وأغلب الأسر الأندلسية التي نزلت بهذه المناطق هي من مدينة مالقة الساحلية. والسبب في ذلك أن مالقة كانت قريبة من شواطىء الريف الأوسط. ومن أهم هذه الأسر الأندلسية النازحة، نذكر منها: 1- أسرة يحيى المالقي: استقرت هذه الأسرة الأندلسية النازحة في بداية القرن السادس عشر الميلادي في مدينة باديس ، وهي حجرة شاطئية قريبة من مدينة الحسيمة. لكن هذه الأسرة ستنتقل إلى قبيلة بني بوفراح ، وذلك بعد سيطرة الإسبان على جزيرة باديس سنة1564م. 2- أسرة الحسن المالقي: تعد هذه الأسرة من الأسر الأندلسية المهاجرة التي استقرت في مدينة باديس، وقد أقامت برابطة البحر مدة طويلة. هذا، وقد استوطنت المنطقة أسر مالقية كثيرة؛ بسبب العلاقات المتينة التي كانت تربط باديس ومدينة مالقة. 3- أسرة إيحاجيثان: من المعروف أن أسرة إيحاجيثان أو” حجي” من الأسر الأندلسية التي استقرت في البداية بسلا، ثم انتقل بعض أفرادها إلى منطقة الريف، فاستقروا بقبيلة بني بوفراح، واستقرت بفرقة ابيحياثان.و”حسب بعض المصادر أن يحيى حجي استقر بعد مدينة باديس في مدشر إهارونن حوالي سنة1564م.وأخوه رحو استقر بإكني، ثم انتقل إلى إزلوكن.أما أبناء يحيى، وخاصة ابنه علي بن فارس بن يحيى، فإنه استوطن بصفة نهائية بفرقة ابيحياثن الذي يعتبر الجد الأول للأسر المنحدرة من هذا المدشر، وبعد استقرار العناصر الجديدة في هذا المدشر واندماجها مع الأسر الأصلية، أصبحت تحمل نفس النسب.” ويعني هذا أن أسرة إيحاجيثان أسرة عربية أندلسية استقرت بسلا أولا، فالريف الأوسط ثانيا، ثم تمزغت عبر العصور والسنين. 4- فرقة إندروسان: يعني اسم :” إندروسان” فرقة ” الأندلسيين” الذين هاجروا من الأندلس، فاستقروا في منطقة بني ورياغل، وبالضبط في منطقة أجدير. ويرجح أن تكون هجرتهم سنة 136ه. والسبب في هذه الهجرة المبكرة تعود إلى انتشار المجاعة بالأندلس في أثناء هذه الفترة. وفي هذا السياق، يقول عبد الرحمن الطيبي:” وسبب ترجيحنا لهذه السنة هو ماعرفته إمارة النكور من ازدهار اقتصادي.” ويعني هذا إن إمارة النكور بالريف الأوسط كانت تعرف رواجا اقتصاديا وعمرانيا كبيرا في القرن الثاني الهجري؛ مما دفع الكثير من الأندلسيين إلى الهجرة حيالها بحثا عن الاستقرار، ودرءا للفقر والجوع والوباء . 5- أسرة أعراص: هاجرت هذه الأسرة الأندلس، فاستقرت بمدينة باديس، وخاصة ببني يطوفت، وكان لها نفوذ قوي في المنطقة منذ العهد الوطاسي.وبعد ذلك، هاجرت أسرة إعراصن أو أولاد أعراص منطقة بني يطوفت ، فاستقرت ببني بويفرور بأزغنغان، وكان ذلك في العهد الوطاسي.وسيقوم إعراصن بدور سياسي هام:” مع الوطاسيين بقلعية في آخر أيامهم، ثم مع السعديين بقدومهم على أعراص، استوطنوا موضع أفرا، واحتلوا منخفضا صغير المساحة منحصرا بين تل العمال وجبل العافية أو أفرا، مستأثرين بأهم بقع وادي الخميس بحكم موقعهم السياسي بقلعية.” ويعني هذا أن أسرة أعراص من الأسر الأندلسية المهاجرة إلى الريف الأوسط، فالريف الشرقي ، و كانت لها مكانة اجتماعية كبيرة بين الناس، وحظوة سياسية متميزة ، وذلك بتقرب هؤلاء من سلاطين الوطاسيين والسعديين. 6- متصوفون أندلسيون نزحوا إلى الريف: ذكر عبد الحق بن إسماعيل البادسي في كتابه:” المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف” بعض الأولياء والصلحاء والمتصوفة الأندلسيين الذين نزلوا بمنطقة الريف، فاستقروا فيها ، ثم قدموا كراماتهم الخارقة، ثم أظهروا الصلاح والتقوى والاستقامة. ومن بين هؤلاء: الحسن بن الخراز الذي قال عنه البادسي:” حدثني الحاج علي المؤذن الأندلسي.قال: كان الشيخ الحسن من أهل مالقة، وهو ابن أخت أبي العباس القنجري، وكان خرازا يشتغل بنسيج الديباج، وتزوج بنت عمه بمالقة، ثم زهد في الدنيا، وخرج متجردا للعبادة، قدم على باديس- وهو شيخ في حوز الثمانين سنة- أعني من عمره، ونزل برابطة البحر، فأقام بها مدة، وكان له خديم اسمه موفق، وكثر الخصب في تلك الرابطة بسببه، وكان لايصل قارب إلى مرسى باديس إلا أعطى شيئا باسم الرابطة.” ويفهم من هذا أن الأولياء والمتصوفة الأندلسيين قد شيدوا الروابط والزوايا بالريف الأوسط، وذلك لتنوير الساكنة روحانيا، وتربيتهم عرفانيا. الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الشرقي: هناك مجموعة من الأسر الأندلسية التي استقرت بالريف الشرقي، وخصوصا في منطقة غساسة ومليلة ، وذلك بعد المحنة الكبرى التي تعرض لها الأندلسيون والموريسكيون من طرد وتهجير وتنصير وتنكيل. ونستحضر من بين هذه الأسر مايلي: 1- جماعة موتريل: تعد جماعة موتريل (Motril)من الجماعات الأندلسية الأولى التي هاجرت إلى الريف الشرقي، وخصوصا إلى مدينة مليلية، فتمردت عن السلطة الوطاسية. وكانت هذه الجماعة ذات مكانة مادية كبيرة داخل المجتمع المليلي. وقد هاجرت الجماعة الأندلس في القرن التاسع الهجري، وذلك بعد تحالف قشتالة مع أراغون لطرد المسلمين من الأندلس. وفي هذا السياق، يقول حسن الفكيكي:” برزت انعكاسات أحداث الأندلس على قلعية، منذ أن تجاوزت تقديراتها سنة 886ه/1481م في استقبال الأسر الأندلسية المهاجرة، وانسداد أبواب المراسي في وجهها، مما كان له أبلغ الأثر على الوضع العام.فبعد زحف التحالف القشتالي الأراغوني على طول الساحل الجنوبي، اقتصر النفوذ الغرناطي على الساحل الممتد بين مدينتي ألمرية وموتريل، أي مجموعة المراسي التي كانت على اتصال مستمر عبر القرون السابقة بالساحل القلعي. وبتوالي الضغط الإسباني عليها، لم يسع سكان تلك الجهات سوى التفكير في العبور إلى الساحل الريفي المقابل. فمن مراسي موتريل وأندراش والمنكب، انطلقت المراكب وعلى ظهورها الأندلسيون المطرودون لتحط بمرسى مليلة أو غساسة. ويستفاد من رسالتين صدرتا عن سكرتير الملكين الكوثوليكيين، أن جماعة من الأثرياء منتمية إلى مدينة موتريل الأندلسية، هاجرت إلى مليلة، واستطاعت في وقت وجيز أن تحتل مرتبة عليا بالمدينة، وتتزعم هناك التمرد ضد الحاكم الوطاسي، وطرده منها في محرم 900ه،الموافق لفبراير 1494م.” ويعني هذا أن فرقة الموتريل هي فرقة أندلسية غنية، كانت تمارس التجارة، استقرت في فترة مبكرة بمدينة مليلة بعد الهجرة العامة، فأرادت أن تؤسس لنفسها كيانها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وذلك بعد طرد الوطاسيين منها. لكن الغزو الإسباني سيحول دون تحقيق طموحاتهم. 2- أسرة آيت وارث: تعتبر أسرة آيت وارث من أهم الأسر الأندلسية التي هاجرت الأندلس في فترة مبكرة لتستقر بمنطقة غساسة أو بلاد القلاع أو قبيلة قلعية. وأصل هذه الأسرة من الصنهاجيين، ومنهم: الصالح مسعود الغساسي وعدد من القضاة، ومن الصعب بمكان معرفة تاريخ قدومهم إلى بلاد القلاع، ” وربما كانوا أقدم من الموتريليين بحكم توارث منصب القضاء بالمدينة” ومازالت جماعات من أسر آيت وارث موجودة بخمس بني بوغافر في قبيلة قلعية ، وقد أشار إليها عيسى البطوئي صاحب كتاب:”مطلب الفوز والفلاح في آداب طريق أهل الفضل والصلاح” 3- أسرة بني الأحمر: من الأسر التي نزلت بمنطقة الريف في القرن التاسع الهجري نستحضر أسرة بني الأحمر بقيادة آخر ملوك المسلمين في الأندلس، وحاكم مملكة غرناطة ألا وهو أبو عبد الله محمد الذي غادر مملكة بني الأحمر نحو مدينة مليلة، فمدينة فاس . وفي هذا الصدد، يقول ابن عنان:” هكذا، اعتزم أبو عبد الله أن يغادر إلى الأبد، تلك الأرض التي نشأ فيها أجداده منذ عصور، وأن يعبر إلى المغرب في أهله وأمواله، وذلك في سفن أعدها ملك قشتالة لجوازه. وكان ذلك في أواخر سنة 1493م. ونزل أولا بمليلة، ثم قصد إلى فاس، واستقر بها، وتقدم إلى ملكها السلطان محمد الشيخ بني وطاس، الذين غلبوا على بني مرين مستجيرا به، مستظلا بلوائه ورعايته، معتذرا عما أصاب الإسلام في الأندلس على يده، متبرئا مما نسب إليه من ضروب التفريط والخيانة. وقد بسط أبو عبد الله دفاعه في كتاب طويل مؤثر، كتبه عن لسانه، كاتبه ووزيره محمد بن عبد الله العربي العقيلي، وسماه ب”الروض العاطر الأنفاس في التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس”. وهذا الدفاع الشهير الذي يقدمه إلينا أبو عبد الله عن موقفه وتصرفه، هو قطعة رائعة من الفصاحة والسياسة، وهو يدل في روحه وقوته على فداحة التبعة التي شعر بها آخر ملوك الأندلس، إنه يحملها أمام الله والتاريخ، وعلى أن هذا الأمير المنكود، لم يرد أن ينحدر إلى غمر النسيان والعدم محكوما عليه دون أن يبسط للتاريخ قضيته.” وقد خصص أبو عبد الله الصغير بعشر سفن لنقل رعاياه من الأندلسيين المهاجرين، وذلك تحت رعاية الملكين الإسبانيين، فنزلت بمليلة وغساسة. وفي هذا السياق، يقول حسن الفكيكي : ” يمكن لنا الوقوف على أهمية تلك الهجرة، إذ إن السلطات الإسبانية وضعت رهن إشارة ابن الأحمر عشر سفن ، وهو العدد النازل بمرسى غساسة صبيحة يوم 23 ذي الحجة عام899 ه الموافق ل4أكتوبر1493م، كان من بينها سفينة الملكين الكاثوليكيين المسماة كاركاس (Caracas) المخصصة لنقل ابن الأحمر، وقواده، ومن كان معه من القضاة والفقهاء والأطباء والعلماء والحكماء. بلغ مانقلته السفينة الإسبانية على ظهرها نحو ألف ومائة وثلاثين شخص، بينما بلغ العدد الكلي المرافق للسلطان من مرسى عذرة نحو ألفين وتسعمائة وتسعة عشر شخص.وأبحر في الوقت نفسه من مرسى المنكب نحو ألف ومائة وستة وستين مهاجر.هكذا، نجد أن من بين مايزيد على ستة آلاف مهاجر تلقت غساسة وحدها أربعة آلاف وخمسة وثمانين مهاجر. تفيد الوثائق الإسبانية القليلة أن نتائج أحداث الأندلس كانت وخيمة على قلعية بصفة خاصة، وهذا طبيعي جدا بسبب العلاقات القديمة المستديمة مع الساحل الأندلسي.” وقد صادف نزول بني الأحمر بغساسة انتشار المجاعة والوباء والغلاء في الأسعار، بعد أن سيطر الإسبان على موارد الإنتاج بالأندلس، وأوقفوا كل الصادرات الفلاحية نحو سواحل المغرب الشمالية. ويقول المقري في نفح الطيب عن نزوح ابن الأحمر إلى غساسة:” فحين جوازه لبر العدوة لقي شدة وغلاء ووباء” . والدليل على انتشار المجاعة بمنطقة قلعية رسالة السكرتير الملكي ، حيث يقول فيها:” تأكدوا جلالتكم بأن هذا البلد البراني يوجد بحال يكفي معه استخدام عمارة قوية، ولن يكون آنذاك على الساحل من غساسة إلى وهران من يقوى على المواجهة، فجميعهم يموتون جوعا، وكل أولئك السكان لايرون في غير الاستسلام سبيلا.” هذا، وقد عاش أبو عبد الله ، الملقب عند الإسبان بالملك الصغير (El rey chico)، في مدينة فاس إلى أن توفي سنة 940ه، و”ترك ولدين هما: يوسف وأحمد. واستمر عقبه متصلا معروفا بفاس مدى أحقاب، ولكنهم انحدروا قبل بعيد إلى هاوية البؤس والفاقة، ويذكرنا لنا المقري، في كتابه نفح الطيب، أنه رآهم في سنة 1037ه، فقراء معدمين يعيشون من أموال الصدقات.” هذا، ونجد في الريف ، وخاصة بمدينة الناظور، كثيرا من الأفراد والأسر تسمى بالاسم العائلي:” أزواغ”، وتعني هذه الكلمة الأمازيغية ” الأحمر”. ويعني هذا أن ثمة العديد من سكان بني الأحمر قد استقروا بمدينة مليلية والناظور، واندمجوا في المجتمع الأمازيغي، واكتسبوا اللغة الريفية ، فأصبحتوا جزءا لايتجزأ من المجتمع الأمازيغي الريفي. بل إن بشرتهم البيضاء المختلطة بالحمرة تقربهم كثيرا من ساكنة الأندلس في طابعها الإسباني والأوروبي. وقد استقر بنوالأحمر قرب مدينة مليلية، وأسسوا قربها بلدة تسمى ببني أنصار، نسبة إلى بني نصرالأندلسيين، وهم بنو الأحمر أنفسهم. 4 – أسرة القضيا: هاجرت هذه الأسرة مدينة قادس(Cádiz) الأندلسية ، فاستقرت بمنطقة بني سعيد الواقعة بالريف الشرقي، وأصل هذه الأسرة من القضاة. وقد ذكرت الوثيقة:” أنهم من آيت عيسى المستقرين على الضفة اليسرى من مصب واد كرت بربع أمجاو السعيدي، وهو ماتؤيده الرواية الشفوية أيضا وبعض الوثائق التي بين أيدينا.وذكرت الوثيقة أن جدودهم كانوا قضاة بغساسة لذا استحقوا كنية القضاة. تقع مساكن الأسرة في مرحلة وسطى من الكعدة ، بمكان متحجر بين تيميزار وآيت غانم وأولاد عمر بن عيسى القيطونيين.نعرف منها أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن القاضي الكعداوي، صاحب تقييد عن جهاد القلعيين آخر القرن الحادي عشر الهجري ضد مليلة.” ويتضح لنا ، مما سبق، بأن القضيا من الأندلسيين الذين قدموا من مدينة قادس إلى بني سعيد، وكانوا يمارسون مهمة القضاء بقبائل الريف الشرقي. وحسب وثيقة تاريخية وردت في كتاب التعريف لأبي محمد بن فرحون القبيسي رحمه الله بأن القضيا من آيت عيسى من الأندلس، كان جدهم قاضيا وخطيبا بمدينة أخصاصن . 5- أسرة إحجيون: استقرت هذه الجماعة الأندلسية في فرخانة قرب مدينة مليلة، ولكن لانعرف متى هاجرت هذه الجماعة بشكل حقيقي إلى هذه المنطقة القريبة من مدينة مليلية، وربما تكون تلك الهجرة بعد الهجرة العامة لكل الأندلسيين من أرض إسبانيا. 6- أسرة الطريس(Torres): استقرت هذه الاسرة الأندلسية بمنطقة الريف الشرقي، وكذلك بمدينة تطوان(عبد الخالق الطريس). ومن أشهر أعلام هذه الأسرة الدكتور أحمد الطريسي أعراب الأستاذ الجامعي بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط. ويعني هذا أن هذه الأسرة عربية الأصل، وأندلسية المنشإ، وقد تمزغت بعد طول السنين والعصور. 7- أسرة العوفي: استقرت أسرة العوفي بمنطقة الريف الشرقي ، وذلك بعد هجرتها من الأندلس ضمن الهجرة العامة، وقد نزلت الأسرة ببني وليشك التابعة لدائرة تمسمان،وخاصة في قبيلة وردانة وتغزوت، ويعرف عن أفراد الأسرة بأنهم من رجال الفكر والمقاومة والقضاء، وهم أيضا من رجال التعليم، كما هو حال نجيب العوفي. 8- أسرة أعراص: تعد أسرة أعراص أو أعراصان أو أعراس من الأسر الأندلسية التي هاجرت من الأندلس، فاستقرت بمدينة باديس. وبعد ذلك، انتقلت إلى الريف الشرقي لتستقر ببني بويفرور، وبالضبط بمنطقة أفرا . ومن ثم، فقد اشتهر من أعراصن:” قواد عسكريون في عهد مولاي رشيد ومولاي إسماعيل كيحيى عراص وأحمد عراص.انقسموا في قلعية إلى مجموعتين: مجموعة استقرت ببني سيدال، ومجموعة بأزغنغان، ومن قرائن قدمهم بمدشر أفرا ببني بويفرور، قدم المسجد والمقبرة المشتهرين باسمهم، وبشساعة مجالهم، وامتلاكهم لمساحات واسعة من الأراضي، وبيع أجزاء منها لباقي الفرق المكونة لمدشر أفرا.وبجانبهم استقرت فرقة إمحارفن، التي يعود أصلها إلى إني حدو علال بتازغين من فرقة أركيزثن.نزلوا عند خالهم موح علال أوعراص.” وهكذا، يتبين لنا بأن أسرة أعراصن من الأسر الأندلسية التي قامت بهجرتين: الأولى إلى مدينة باديس، والثانية إلى أزغنغان ، وبالضبط إلى أفرا، حيث تحققت لها المكانة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى، بالإضافة إلى المكانة الدينية التي تتمثل في بناء المسجد باسم الأسرة. تركيب واستنتاج: وخلاصة القول: تلكم نظرة مقتضبة حول هجرة الأندلسيين إلى ثغور الريف الأوسط والريف الشرقي ، وذلك بعد المحنة الأندلسية الكبرى التي تمثلت في طرد كل الأندلسيين والموريسكيين من إسبانيا، وخاصة بعد انعقاد محاكم التفتيش المسيحية لإجبار المسلمين على التنصير أو التهجير. لذا، اختار المسلمون الأندلسيون الهجرة القسرية متجهين نحو ثغور الريف، فاستقروا بين أهالي الريف مندمجين في مجتمع واحد، ثم تعلموا أمازيغية الريف بشكل متدرج جيلا عن جيل، فوقع بينهم تأثر وتأثير، وانصهار اجتماعي وعائلي وأسري. بيد أن ما يلاحظ على الهجرة الأندلسية إلى المغرب هو أن استقرار الأندلسيين والموريسكيين بالريف كانت أقل بكثير من استقرارهم بالمدن المغربية الأخرى، كفاس، ومكناس، وتازة، وسلا، والرباط، وتطوان، وشفشاون، وطنجة، وأصيلا… ويلاحظ كذلك أن المعلومات التاريخية المتعلقة بالهجرة الأندلسية نحو الريف مازالت ضئيلة جدا. لذا، يجد الباحث والمؤرخ على حد سواء صعوبات جمة ، وذلك حينما يلتجىء إلى التأريخ والتحقيب والتصنيف والاستقراء والاستنتاج ؛ بسبب غياب الوثائق والمعطيات التاريخية سواء أكانت مكتوبة أم مروية. الهوامش: - د. علي محمد محمد الصلابي: صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي، دار الفجر للتراث، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى سنة 2005م، صص:642- 656 2 – انظر:د.محمد رزوق: الأندلسيون وهجراتهم الى المغرب خلال القرنين 16-17، أفريقيا الشرق، المغرب، الطبعة الثالثة، سنة1998م. 3- مجهول: أخبار مجموعة في فتح الأندلس، وذكر أمرائها والحروب الواقعة بينهم، تحقيق : إبراهيم الأبياري، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1981م، ص:62. 4- عبد الرحمن الطيبي: الريف قبل الحماية، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء، الطبعة الأولى سنة 2008م، ص:102. 5 – الحسن السايح: الحضارة المغربية، الجزء الثالث، منشورات عكاظ، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2000م، ص: 70. 6- د.حين الفكيكي: المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلة،منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، سلسلة رسائل وأطروحات رقم:39، مطبعة النجاح الجديدةبالدارالبيضاء، الطبعة الأولى سنة 1997م، ص:55. 7 – عبد الرحمن الطيبي: الريف قبل الحماية، ص:101. 8- عبد الرحمن الطيبي: الريف قبل الحماية، ص:101. 9- د.حسن الفكيكي: المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلة،ص:133. 10- عبد الحق بن إسماعيل البادسي: المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف،تحقيق: سعيد أحمد أعراب،المطبعة الملكية بالرباط، الطبعة الأولى سنة 1982م، ص:106. 11- د.حسن الفكيكي: المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلة،ص:63-64. 12- د.حين الفكيكي: المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلة،ص:64. 13- انظر: عيسى البطوئي: مطلب الفوز والفلاح في آداب طريق أهل الفضل والصلاح، موجود بالخزاة الحسنية بالرباط، رقم المخطوط: 2613. 14- أحمد التلمساني المقري: نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب، بيروت، لبنان، طبعة 1968م، الجزء الرابع، ص:225. 15- محمد بن عنان: أندلسيات، كتاب العربي، الكويت، الكتاب العشرون،الطبعة الأولى بتاريخ 15يوليوز1988م، صص:101-102. 16- د.حسن الفكيكي: المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلة،ص:65. 17- أحمد التلمساني المقري: نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب، الجزء الرابع، ص:525. 18- رسالته بتاريخ12فبراير1494م.A.G.S.Negociado de Mar yTierra,L.1315. 19- محمد بن عنان: أندلسيات،:ص:103. 20- د.حين الفكيكي: المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلة،ص:138. 21- برومي عبد الوهاب ويوسف السعيدي: إقليم كرت: التاريخ والثقافة، مكتبة الشيخ حسن، وجدة، الطبعة الأولى سنة 2009م، ص:48. 22- برومي عبد الوهاب ويوسف السعيدي: إقليم كرت: التاريخ والثقافة، ص:45. 23- برومي عبد الوهاب ويوسف السعيدي: إقليم كرت: التاريخ والثقافة، ص:103.