بعد نحو سبعة عقود من استقلال الهند عن بريطانيا وفي خطوة لافتة تؤكد أهمية النضال في وجه المستعمر حتى من جهة العدو نفسه الذي يحترم من يدافع عن أرضه، دشن في ساحة البرلمان البريطاني في لندن، اليوم السبت، تمثال للمهاتما غاندي بجوار تمثال خصمه اللدود رئيس الوزراء الراحل ونستون تشرشل. ووضع التمثال في ظل برج ساعة بيغ بن، في مقابل مبنى البرلمان، وسط تماثيل لشخصيات مثل نلسون مانديلا وابراهام لينكولن. وفي ميدان البرلمان يقف أيضاً تمثال تشرشل الذي وقف بقوة ضد غاندي، ووصفه بأنه فقير نصف عار. وكان تشرشل يؤرقه العصيان المدني الذي أطلقه غاندي في عموم مناطق الهند ضد الاستعمار البريطاني، ومما جاء في مذكراته انه كان يقترح ان يُسحق غاندي تحت أقدام فيل ضخم عقاباً له على تصديه للوجود البريطاني في بلده. وحضر حفل تدشين التمثال وزير المال الهندي ارون غايتلي، بمشاركة حفيد الزعيم الهندي الراحل غوبال كريشنا غاندي، ونجم سينما بوليوود اميتا باتشان، الى جانب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وأزاح غايتلي الستار عن تمثال غاندي البالغ ارتفاعه تسعة أقدام، لمناسبة مرور مئة عام على عودة غاندي إلى الهند من جنوب إفريقيا ليبدأ كفاحه من أجل استقلال الهند. ورأى كاميرون أن وضع هذا التمثال "يكرم إحدى الشخصيات الأكثر أهمية في تاريخ العالم"، مشيراً الى أن التمثال البرونزي الذي نحته فيليب جاكسون مستوحى من زيارة غاندي لمقر رئيس الوزراء البريطاني. وقال كاميرون، ان "صورة غاندي التي نراها اليوم مستوحاة من صورته على درج داوننيغ ستريت في العام 1931 وهي نفس الزيارة التي التقى خلالها الملك جورج الخامس. وجاء غاندي نصف عار متكئاً على عصاه وحين سُئل اذا كان يشعر بأن ملابسه غير كافية أجاب "الملك يرتدي ثياباً تكفي كلينا. كما أشاد رئيس الوزراء بالهنود الذين استقروا في بريطانيا، قائلاً "أُفكر بمليون ونصف مليون هندي بذلوا جهدا كبيراً حتى تصبح بريطانيا على ما هي عليه الآن. أُفكر في نمو التجارة بين بلدينا وأيضا أفكر في كيفية انتهاجنا لرؤية غاندي لتعايش العقائد المختلفة في انسجام. بدوره، قال وزير المالية الهندي، الذي يقوم بزيارة الى لندن تستمر يومين: "تسمو الدول فوق المرارة والعداء. وبعد نحو سبعة عقود من استقلال الهند عن بريطانيا في العام 1947 ، حيث يرجع جزء كبير من الفضل في هذا لحملة العصيان المدني السلمية التي أطلقها غاندي، يرتبط البلدان بعلاقات قوية ويحرصان على تعزيز الروابط الاقتصادية.