أقدمت عناصر الأمن الجزائرية على اعتقال عشرات المواطنين الذين شاركوا في مظاهرات احتجاجية صاخبة خلال مداهمة حي ديار البركة ببراقي بالعاصمة الجزائر، حيث انتهت بمواجهات مع رجال الشرطة خلفت مئات المصابين من المحتجين ، وفقدان طفل لعينه إثر إصابته بالرصاص. وحسب الصحافة الجزائرية ،فإن مصالح الأمن داهمت الحي المذكور فجرا، وشرعت في اقتحام منازل المحتجين واقتياد عدد منهم ، مما خلف هلعا وذعرا كبيرين بين السكان الذين حاول بعضهم منع رجال الشرطة من الدخول إلى مساكنهم. وأضاف نفس المصدر أن براقي عرفت خرابا وما زالت المتاريس وبقايا العجلات المطاطية المحروقة وسط الطرقات ،كما ظلت مداخل حي ديار البركة المذكور ، حسب الصحافة الجزائرية، مغلقة بأكوام من الحجارة والأزبال ،بينما لازالت قوات مكافحة الشغب تفرض حصارا على مقري البلدية والدائرة وتطوق مقر الأمن الحضري. وقد عرف الحي خلال اليومين الماضيين احتجاجات من طرف شباب الحي الذين توجهوا على مقر البلدية وطالبوا بنقلهم من المساكن التي يقطنونها كما وعدتهم السلطات المعنية بذلك. وتقول عائلات المعتقلين أن أبناءهم خرجوا للتظاهر في الشارع بسبب سوء الأحوال المعيشية في الحي، والتماطل الذي تعرفه عملية الترحيل من الحي، وطالبت بإطلاق سراحهم. كما أفاد مصدر رسمي بأن سكان ضاحية بالعاصمة الجزائر يعطلون حركة النقل السككي منذ الاثنين الماضي، احتجاجا على إنجاز مفرغة عمومية بالمنطقة. ونقل المصدر ذاته عن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، أن "تنقل القطارات بهذه الضاحية الشرقية يظل محدودا بين العاصمة والرغاية وفي الاتجاه المعاكس". وأقدمت ساكنة حي (الكروش) ببلدية الرغاية، الواقعة على بعد 28 كلم من العاصمة، على توقيف حركة المرور بالسكك الحديدية بين العاصمة وشرق البلاد، احتجاجا على مشروع إنشاء مفرغة عمومية في المنطقة. وصرح مسؤول نقابي بأن هذه الحركة الاحتجاجية تسببت في اضطراب على مستوى الخطوط الجهوية الرابطة بين الجزائر العاصمة ومدن عدة ضمنها بجاية وسطيف وباتنة، مما دفع بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية إلى إلغاء رحلاتها على هذه الخطوط، بهدف عدم تعريض سلامة الركاب للخطر. وقد تفجرت بهذه البلدية، الاثنين الماضي، مواجهات بين الساكنة المحلية وقوات حفظ النظام، خلفت إصابات في صفوف الطرفين. وعمد سكان عمارات قديمة وأحياء صفيحية إلى قطع الطرق بالعجلات المطاطية والحجارة. وصرح أحد المحتجين بأن الأمطار التي تساقطت في الآونة الأخيرة على العاصمة قد غمرت مساكنهم الهشة، وهو ما دفعهم إلى الخروج إلى الشارع للتعبير عن سخطهم و التنديد بلامبالاة المسؤولين المحليين. من ناحية أخرى تدرس وزارة الداخلية فرض حظر التجول في كامل إقليم بلدية غرداية لمواجهة أعمال العنف المتواصلة لليوم الرابع، بعد فشل التعزيزات الأمنية التي وصلت إلى تعبئة 2000 شرطي و مئات من قوات الدرك من أجل وضع حدّ لحالة العنف التي تعيش غرداية على وقعها لليوم الرابع، وامتدت أعمال العنف التي اتخذت شكلا طائفيا إلى حد تهجير عشرات العائلات من بيوتها وسط المدينة بالقوة تحت القصف بالزجاجات الحارقة، وقالت الصحف الجزائرية أن 100 أسرة اضطرت لمغادرة بيوتها تحت التهديد، في حين عرفت الحركة التجارية في المدينة التي كانت تستعد لاستقبال آلاف السياح شللا تاما وقد بدأ عشرات التجار في غرداية بإخلاء محلاتهم من البضائع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد عمليات نهب وتخريب للمحلات التجارية . وشهد الحي الموجود في قلب مدينة غرداية مناوشات شديدة امتدت على مدار الساعة طيلة الأيام الماضية. وقالت الصحف الجزائرية أن مستشفى تريشين ابراهيم استقبل عشرات الجرحى المصابين في الاعتداءات التي عرفتها المدينة . وقال مصدر طبي إن 4 من بين أكثر من 100 جريح يعانون من إصابات خطيرة.