قال عبد للطيف وهبي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب أن تحالف الأحرار مع العدالة والتنمية بالرغم من الاختلافات الكبيرة بين توجهات الحزبين، هو تحالف هجين ويضعنا أمام حالة سياسية عجيبة تثير الكثير من الاستغراب وأضاف وهبي خلال برنامج "باريس مباشر" الذي بث من مقر القناة الدولية "فرانس 24" بباريس مساء اليوم الخميس، أن ما عاشته المفاوضات حول تشكيل الحكومة في نسختها الثانية ليس أزمة سياسية بسبب اختلاف الأطراف المتفاوضة حول مضمون البرنامج الحكومي أو الحلول المقترحة لحل الأزمات الكبرى بقدر ما كان خلاف حزبي حول كعكة المناصب الوزارية وبالتالي فهي مجرد عملية توزيع الكراسي بعيدة كل البعد عن مفهوم التحالف السياسي. وتساءل وهبي خلال نفس اللقاء حول طبيعة البرنامج الذي ستشتغل به الحكومة المقبلة هل هو البرنامج الذي صوتت الأغلبية البرلمانية السابقة عليه وصوت الأحرار ضده؟ أم سيستقيل بنكيران ويتم تعيينه من جديد ويأتي للبرلمان ببرنامج حكومي جديد يحظى من خلاله على ثقة البرلمان من جديد؟ وأن هذا الخلل الدستوري الكبير وجب حله وإلا سنعيش العبث السياسي بامتياز. وهبي أكد كذلك أنه من الصعب انتظار أجوبة من التحالف بين الأحرار والعدالة والتنمية حول مختلف الأزمات التي تعيشها البلاد على المستوى المالي والاقتصادي، وهي الأزمة التي عجزت الحكومة طيلة السنتين الماضيتين على حلها لأن لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية داخل الحكومة التي عجزت على إبداع الحلول وسارت في الطريق الأسهل عبر رفع الأسعار. وبخصوص رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران سجل وهبي أنه لم يستطع الخروج من جبة رئيس حزب العدالة والتنمية إلى جبة رئيس حكومة كل المغاربة، بحيث لم يتصرف طيلة السنتين كرجل دولة ورئيس حكومة منفتح على الجميع ويناقش الجميع وبخاصة في القضايا والإشكالات الكبرى كإصلاح صندوق المقاصة وإصلاح صناديق التقاعد، بل ظل يغلق عيه الباب ويتخد قرارات فردية ويسير في طريق الزيادة على المواطنين كما كان في السابق وحين يفتح الباب يتجند لشتم الجميع. وأشار وهبي أن رئيس الحكومة الحالي أتيحت له فرص عديدة للنهوض بأوضاع البلاد وعلى رأسها فرصة الصلاحيات الواسعة التي أعطاه الدستور الجديد له، ناهيك عن حدث خروج حزب الاستقلال من الحكومة الذي كان عليه تحويله لفرصة جديدة لترميم وتقوية ومراجعة أغلبيته وبناء مؤسسة رئاسة الحكومة بشكل قوي وعلى أحسن وجه بدل اعتبار كل ذلك مجرد مؤامرة حيكت ضده. وهبي سجل في الختام وباستغراب كبير بعض التصرفات من رئيس الحكومة، وعلى رأسها مطالبة بنكيران من المعارضة إسقاط حكومته بملتمس رقابة وهي غير موجودة أصلا، ومن رئيس حكومة يهدد بالانتخابات السابقة لأوانها دون الجرأة على الدعوة إليها صراحة.