اتهمت الحكومة التونسية وزير الداخلية التونسي السابق, فرحات الراجحي, بمحاولة "إشعال النعرات الجهوية والمس بالمؤسسة العسكرية, واصفة تصريحات الوزير حول استعداد الجيش "للاستيلاء على السلطة, في حالة تمكن الإسلاميون من الوصول إلى الحكم" , ب`"الخطيرة". وعبرت حكومة الوزير الأول قائد السبسي, في تصريح لمسؤول الاتصال بالحكومة الانتقالية, معز سيناوي, أوردته وكالة الأنباء التونسية الرسمية, عن "استغرابها لصدور تصريحات بهذه الخطورة عن مسؤول سام ووزير سابق على رأس وزارة سيادة" (الداخلية), معتبرة أن خطورة هذه التصريحات, تكمن بالخصوص في "الترويج لمعلومات غير صحيحة بما يثير الشك إلى جانب مسها بالنظام العام وتلاعبها بمشاعر المواطنين التونسيين في وقت حساس تحتاج فيه البلاد إلى صوت الحكمة والعقل". وكان الراجحي , الذي أقيل في نهاية مارس الماضي , في ظروف غامضة, قبل أن يعين رئيسا للهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية, قد تحدث في شريط فيديو, تم بثه على شبكة التواصل الاجتماعي (فايس بوك) ,عن أسباب ترقية الجنرال رشيد عمار, قائد الجيش البري سابقا إلى رتبة قائد لأركان الجيوش, والتي قال إنها "ترمي إلى تهيئة هذا الأخير للمسك بالسلطة في حالة فوز الإسلاميين بالانتخابات القادمة". وقد أثارت تصريحات الراجحي , التي تم بثها في ساعة متأخرة من ليلة أمس على ال (فيس بوك), جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والحكومية في وقت يحاول فيه الفرقاء السياسيون التوافق حول صيغة لقانون الانتخابات التي سيجري بموجبه في يوليوز القادم انتخاب المجلس التأسيسي , الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد. ومما جاء في تصريحات الراجحي قوله "في حال فوز النهضة في الانتخابات فسيتم تنفيذ انقلاب عسكري" , وهو ما ردت عليه حركة النهضة ,على لسان بعض مسؤوليها, في تصريحات اليوم لإذاعات محلية , بأن "لديها الثقة في كل مكونات الدولة والشعب". وقال العجمي الوريمي , القيادي بالحركة, إن الجنرال رشيد عمار رئيس أركان الجيش "تعهد أمام الشعب التونسي بحماية الثورة ولدينا الثقة في أن تجري الامور في مناخ سلمي". كما اتهم الراجحي مسؤولين سابقين ينحدرون من منطقة الساحل التونسي بانهم لا يريدون أن يتخلوا عن الحكم وأنهم يعملون على الاحتفاظ به مضيفا قوله "ستفوز جماعة النظام السابق بنسبة 90 بالمائة في الانتخابات المقبلة"كما زعم وزير الداخلية السابق أن السياسي ورجل الأعمال التونسي المعروف كمال لطيف هو الذي يدير السياسة الحكومية في البلاد من وراء الكواليس , وأنه كان وراء تعيين كبار المسؤولين في الدولة بمن فيهم الوزير الأول الحالي الباجي قائد السبسي .