وجه عمر عزيمان،رئيس اللجنة الاستشارية للجهوية،التي أعلن عن تنصيبها الملك محمد السادس بداية السنة الجارية رسالة إلى مختلف الأحزاب السياسية في شخص الأمناء العامين والرؤساء،والكتاب يدعوهم فيها إلى بعث اقتراحاتهم،وتصوراتهم للجهوية قبل حلول تاريخ 10 فبراير من هذا الشهر. وتضمنت الرسالة التي وقعها عمر عزيمان حصلت "النهار المغربية" على نسخة منها أن اللجنة تنتظر وجهة نظر الأحزاب السياسية حول الجهوية قبل حلول التاريخ المذكور بالنظر إلى ضيق الوقت. وذكر مصدر مطلع أن لجوء اللجنة الاستشارية الجهوية إلى نهج أسلوب مراسلة الأحزاب راجع بالأساس إلى الرغبة في إعطاء طابع تشاركي وطني لمقترحات اللجنة حول الجهوية بغاية تفادي أية ملاحظات يمكن أن تبديها الأحزاب السياسية في وقت لاحق بعد الاقتراح. و تتوخى اللجنة الاستشارية للجهوية،التي ترأس الملك محمد السادس حفل تنصيبها يوم الأحد 3 يناير 2010 بمراكش،التأسيس لجهوية متقدمة ، وتقديم مشروع تصور عام في نهاية شهر يونيو 2010. غير أن مهمة اللجنة لن تكون سهلة بالنظر إلى كون التوجيهات الملكية فرضت تقديم تصور نمودج مغربي- مغربي نابع من الخصوصيات الوطنية، ويشمل كافة جهات المملكة وهو ما يعني ضرورة استبعاد فكرة استيراد النماذج الجاهزة المعمول بها في الخارج علما أن عمل اللجنة سيضع في حسبانه الأقاليم الجنوبية أولا. وتتمثل الأهداف العامة للجهوية في إيجاد جهات قائمة الذات،قابلة للحياة والاستمرار، مرتكزة على تقسيم جهوي،وفق معايير عقلانية وواقعية،وانبثاق مجالس ديمقراطية ذات تمثيلية للنخب المؤهلة، تتوفر على الصلاحيات والموارد اللازمة لرفع تحدي التنمية الجهوية المندمجة. وتشمل هذه الأهداف أيضا جعل جهة الصحراء المغربية في صدارة مناطق المملكة التي ستستفيد من الجهوية الموسعة، ذلك أن المغرب لن يبقى مكتوف اليدين، أمام مناورات خصوم وحدته الترابية، بل سيمضي قدما، بإرادة وطنية سيادية، في تمكين أبناء وسكان أقاليمه الجنوبية من التدبير الواسع لشؤونهم المحلية. كما يؤكد تشبثه بالمسلسل الأممي الرامي إلى إيجاد حل سياسي واقعي وتوافقي، للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.