يعرض رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي اليوم حصيلة الأشهر الأولى له في السلطة، التي طبعتها خطوات قاسية بقيت بلا تأثير على الوضع الاقتصادي السيىء للبلاد الذي يستمر في التراجع ويبدو غير قادر على تفادي الحاجة الى خطة انقاذ. وكتبت صحيفة "ال باييس" الجمعة، أن إسبانيا "مضطرة لإجراء كل الاصلاحات التي فرضتها اوروبا وطلب انقاذ ثان مذل، وهو ما يجب القيام به من اليوم في حال اراد راخوي تفادي عقاب قاس في الاسواق". ويستعد رئيس الحكومة اليميني الصامت غالبا منذ وصوله الى السلطة في دجنبرالماضي، للدفاع في مؤتمر صحافي عن حصيلة اشهر تعكسها ارقام كارثية : نسبة بطالة تقارب 25 بالمئة، ركود اقتصادي يزداد حدة، ودين عام يزداد حجما. وتجاهل راخوي المدعو الى طلب مساعدة شركائه الاوروبيين، مجددا الخميس تصريحات رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي، الذي ربط كل تدخل جديد للمصرف في اسواق الدين بالجهود الخاصة بالميزانية التي تبذلها الدول الاكثر هشاشة، ولا سيما اسبانيا وايطاليا. وترفض اسبانيا رابع اقتصاد في منطقة اليورو, هذا السيناريو المقترح, داعية في شكل دوري المصرف المركزي الاوروبي الى استئناف برنامجه لشراء الديون من دون شروط, بهدف اراحة الاسواق ومساعدة البلاد على التمويل. وتراجعت اسبانيا عن موقفها الاولي وطلبت في يونيو من منطقة اليورو مساعدة لمصارفها قد تصل الى 100 مليار يورو، وأعلنت في يوليو الماضي تخفيضات في الميزانية توفر 65 مليار دولار قبل نهاية 2014. واستقبل راخوي نظيره الايطالي ماريو مونتي. وحضر على طاولة البحث اقناع اسبانيا بطلب المساعدة من صناديق الإنقاذ الأوروبية, وهو خيار ترفضه مدريد خوفا من ان يفرض عليها شروطا جديدة غير قابلة للتطبيق. واحيت تصريحات دراغي الاسبوع الماضي عن الاستعداد للقيام بكل شيء لإنقاذ منطقة اليورو آمالا جديدة لكنها سرعان ما خابت الخميس بعد عدم اتخاذ المصرف المركزي الأوروبي خطوات ملموسة بعد اجتماعه في فرانكفورت. والنتيجة وفق محللي "رنتا 4" هي "وعود مجددة وغياب الفعل". وردت البورصة سريعا على موقف المركزي الاوروبي, وفقدت الكثير من قيمتها. وبقيت الفوائد على القروض لعشرة اعوام في اسبانيا اعلى من 7 بالمئة صباح الجمعة، وهو الحد الذي يتعذر دعمه على المدى الطويل، بينما ارتفعت النسبة في ايطاليا الى اكثر من 6 بالمئة. كم من الوقت يمكن اسبانيا ان تقاوم يشير المحللون في "لينك سيكيوريتيز" الى ان احداث الاسبوع الماضي "تظهر مرة جديدة نقص المرونة في منطقة اليورو لحل المشاكل المالية فيها" مما يؤدي الى تجذرها وتعقيدها. اما صحيفة "ال موندو" فلفتت الى أن "دراغي يدفع راخوي الى اجراءات صارمة قاسية". واشارت الى ان تصريحات الاول شكلت ضربة للثاني "فرئيس المصرف المركزي الاوروبي قال ما لم يرد الاثنان سماعه : على الحكومات الطلب من صناديق الانقاذ الاوروبية شراء الديون وفق (بنود) +شرطية صارمة+". ويخرج ماريانو راخوي الواقع بين ضغوط شركائه وعدم الرضا الاجتماعي المتنامي، عن صمته الجمعة في أحد مؤتمراته الصحافية النادرة, باستثناء تلك التي يقوم بها اثناء زياراته الخارجية. وتسبب هذا الغياب لراخوي بزيادة عدد المنتقدين : في يونيو الماضي ترك وزير الاقتصاد لويس دو غويندوس يواجه البلاد وحيدا في الاعلان عن ان اسبانيا ستطلب مساعدة اوروبية لمصارفها وينفي, رغم كل الدلائل، انها مرتبطة بشروط اقتصادية.سيلفي غرو" ا.ف.ب"