اكد احد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المختار بلمختار ان التنظيم حصل على اسلحة ليبية خلال النزاع الذي انتهى بسقوط معمر القذافي, وذلك في مقابلة مع وكالة انباء موريتانية خاصة على شبكة الانترنت. وقال من جهة اخرى ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ما زالت تطالب بانسحاب القوات الفرنسية من افغانستان في مقابل اطلاق الرهائن الفرنسيين الذين تحتجزهم في منطقة الساحل هذه المنظمة التي تدين بالولاء للقاعدة وزعيمها اسامة بن لادن الذي قتل في باكستان في الثاني من ايار/مايو 2011. وقال المختار بلمختار لوكالة "اخبار نواكشوط" ان "المجاهدين في تنظيم القاعدة عموما من اكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي .. اما عن استفادتنا من السلاح من ليبيا, فهذا امر طبيعي في مثل هذه الظروف". ونشرت هذه الوكالة بانتظام بيانات او تصريحات اعضاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من دون ان يتم تكذيبها. ولم يقدم بلمختار, وهو من اصل جزائري, تفاصيل عن الاسلحة التي حصل عليها التنظيم, فيما اعرب عدد كبير من الخبراء عن قلقهم حتى الان من اخفاء اسلحة ليبية في الساحل بسبب النزاع في ليبيا. وحذر من جهة اخرى "المسلمين في ليبيا (المتمردون الليبيون السابقون) من الانسياق وراء دعاوى ومشاريع نزع السلاح" بعد مقتل القذافي في 20 تشرين الاول/اكتوبر. واعتبر ان الاسلحة في "ايدي المسلمين في ليبيا هي عزهم وضمان امنهم, وتساعد في اقامة المنهج الاسلامي الراشد لكل نواحي الحياة" في ليبيا. واعترف المسؤول في القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بوجود "ارتباط فكري وتنظيمي" بين تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي و"شباب الصحوة الاسلامية والجهادية" الليبيين, لكنه اكد "لم نشارك في قتال القذافي بمفهوم المشاركة الميدانية". وقال ان "شباب الصحوة الاسلامية والجهادية كانوا اول من واجه كتائب النظام (الليبي) وكانوا الشرارة الاولى التي اعطت الشعب الليبي دفعة قوية لانتفاضته الشاملة". وفي ما يتعلق بالرهائن الفرنسيين الاربع الذين ما زالوا مخطوفين, ذكر ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ما زالت تطالب بانسحاب القوات الفرنسية من افغانستان في مقابل الافراج عنهم. واكد ان "قيادتنا طالبت للافراج عنهم بخروج القوات الفرنسية من افغانستان, وهذا امر ممكن بالكامل, ونحن لم نغير اهدافنا". وقد خطفت القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اربعة فرنسيين في 16 ايلول/سبتمبر 2010 في ارليت (شمال النيجر) وهو موقع لاستخراج اليورانيوم. وما زال هؤلاء الفرنسيون محتجزين. وفي تشرين الاول/اكتوبر, ذكر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه انهم على قيد الحياة. واكد "تجرى مفاوضات, ولا يمكن ان نقول شيئا, والخيط لم ينقطع". واتهم بلمختار ايضا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بشن حرب بالوكالة لحساب فرنسا. لكن "مبدأ استبعاد موريتانيا عن هذه المواجهة يمكن ان يكون موضع نقاش". وقال "كانت هناك محاولة بداية العام الماضي عندما بدأ هذا النظام بإطلاق بعض الأسرى من إخواننا وعرض علينا خلالها عن طريق بعض الإخوة المساجين إرسال وفد من أهل العلم على رأسهم الشيخ محمد الحسن ولد الددو, ورحبنا بالفكرة ولا زلنا مستعدين للقاء أي وفد من أهل العلم مهما اختلفت وجهات النظر". واضاف "نحن على استعداد كذلك لأي نقاش علمي على منهج وأصول أهل العلم لدراسة التحديات التي تمر بها أمتنا المسلمة".وتنشط القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في منطقة شاسعة تشمل بضعة بلدان من الساحل منها النيجر والجزائر وموريتانيا ومالي حيث يقوم هذا التنظيم باعتداءات وعمليات خطف تستهدف غربيين خصوصا وبمختلف عمليات التهريب.