لازال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في المستشفى الفرنسي العسكري «فال دو غراس»، أمام تضارب الأراء حول ما إذا كان حيا أم مات مند أسابيع، تاركا الجنرالات الذين يتحكمون في خيوط اللعبة السياسية بالجزائر خيار ترتيبات البحث والإتفاق على رجل مرحلة ما بعد بوتفليقة ، وتجهيزه لخوض الإنتخابات الرئاسية القادمة. إذن الأمر سيكون جد معقدة في ظل متغيرات عديدة تشهدها المنطقة بما فيها نتائج الربيع الديمقراطي الذي أفرز صعود الإسلاميين بقوة، و إختلاط الأوراق بالنسبة للشعب و ظهور جماعات اسلامية متشددة بدأت تظهر في تفجيرات عدة أماكن نمودج تونس ليبيا وسينا بمصر مما يندر بعدم الإستقرارفي العديد من البلدان بالرغم من الإطاحة بأنظمة الطغاة السابقين، وربما صنع طغاة جدد كما يقول الشعب المصري في حالة محمد مرسي، ناهيك عن الحرب على الجماعات المتشددة جنوب الصحراء، و اخر فصولها تفجير شركة "أريفا" الفرنسية بالنيجر، و مشكل الصحراء المغربية الذي تلعب فيه جنرالات الجزائر دورا أساسيا و بارزا في دعم أطروحة الإنفصال، لأن ليس من مصلحتهم الوصول الى حل سياسي متفق عليه، بقدر يرغبون في إبقاء الأمر على هو عليه لأنه مشروع يدر عليهم أموالا طائلة في تهريب البنزين والتبغ و مواد أخرى. فلنطرح هنا سؤال هل من مصلحة المغرب موت بوتفيقة؟ ربما يحتاج الأمر الى إستقصاء الأراء لنتأكد. في نظري هناك إحتمالان لما بعد بوتفليقة، الأول هو كون الرجل هو الذي أشرف على المصالحة الوطنية مع الإسلاميين المعتدلين بإقناعهم وإقتاع بعض الجنرالات الرافضين للأمر، وموته قد يحدث شقاق في اتفاق المصالحة الوطنية واستعداد الإسلاميين لإكتساح الإنتخابات، و إن حدث ذلك فلن تسمح الجنرالات بهذا السيناريو مما سيدخل البلاد في حرب أهلية جديدة هي في غنى عنها بحكم الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الجزائر بالرغم من أن إحتياطها في العملة يبلغ 200 بليون دولار، و إعطاء الأولوية للترسانة العسكرية على حساب التقدم الإقتصادي، كما سيسمح هذا السيناريو بدخول القاعدة في المغرب الإسلامي على الخط و من تم تغيير و تعقييد جدري في الوضع بالجزائر. السيناريو الثاني هو إستمرار تحكم الجنرالات في رئاسة الدولة وستتغير رؤاهم بخصوص قضية الصحراء حيث سيتمكن الجناح العسكري المؤيد للطرح السياسي في الصحراء من التحكم في زمام أمور اللعبة السياسية، مما سيجر عليه ويلات الرافضين دوي المصالح الكبرى في استمرار الوضع على ما عليه وعرقلة الإصلاحات، وسيحدث إنشقاق داخل الجيش الجزائري مما سيؤدي إلى إنقلابات و ربما إغتيالات و تصفيات ستدخل الجزائر بعدها في متاهات و سيناريوهات أخرى، و ستعرف الصحراء فوضى لا مثيل لها منذ حرب الرمال، ومن تم قد لا يكون من مصلحة المغرب موت بوتفليقة في الظرفية الراهنة.